عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Nov-2019

نيويورك تايمز: خلية التجسس السعودية في تويتر تطرح أسئلة عن سلامة شركات التكنولوجيا

 

لندن- “القدس العربي”: - تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الإتهامات التي وجهتها وزارة العدل الأمريكية لعاملين سابقين في شركة تويتر بتهم التجسس لصالح السعودية والبحث في حسابات المشتركين السعوديين عن المعارضين للنظام، وقالت إن الإتهامات أثارت أسئلة حول أمن شركات التكنولوجيا.
 
وفي تقرير أعده مجموعة من مراسليها جاء فيه إن علي الزبارة كان مهندسا تدرج في عمله بشركة تويتر لدرجة منحته وظيفته منفذا على المعلومات الشخصية وحسابات ملايين مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي.
 
أما أحمد أبو عمو فقد كان مدير التعاون في الشركة ويستطيع مشاهدة عناوين وأرقام الهواتف المتعلقة بحسابات التويتر. إلا أن وزارة العدل الأمريكية وجهت يوم الأربعاء اتهامات للرجلين باستخدام منصبيهما ومعرفتهما بالنظام الداخلي في شركة التويتر لمساعدة السعودسة الحصول على معلومات عن مواطنين أمريكيين ومعارضين للمملكة وقيادتها.
 
وتم اتهام الرجلين، الزبارة وأبوعمو بالعمل كعملاء لقوة أجنبية من داخل الولايات المتحدة، في أول دعوى قضائية تشهدها أمريكا وتتورط فيها السعودية. وأثارت القضية أسئلة حول أمن شركات التكنولوجيا التي تتعرض للمراقبة والتدقيق لنشرها المعلومات المضللة والتأثير على الرأي العام. وتكشف القضية عن أن هذه الشركات يمكن اختراقها من الداخل أيضا.
 
وتؤكد محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمستشارون حول التي قاموا بها لإسكات المعارضة سواء داخل المملكة وخارجها. فقد تم قتل وتقطيع جثة الصحافي السعودي والكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” في قنصلية بلاده في اسطنبول.
 
وكجزء من الحملة السعودية هذه نشط عملاؤها على الإنترنت. وقام هؤلاء بتجنيد الزبارة حتى قبل توجيه الإتهامات يوم الأربعاء حيث شكت المخابرات الغربية به وأنه يقوم بتقديم معلومات عن مستخدمي التويتر للقيادة السعودية. كما واستخدم العملاء السعوديون التويتر لمضايقة نقاد النظام، خاصة أن التويتر يعد من أشهر منصات التواصل الإجتماعي في المملكة ومنذ الإنتفاضات العربية التي بدأت نهاية عام 2010. وكان الزبارة وأبو عمو قد غادرا تويتر في عام 2015.
 
وقال المتحدث باسم الشركة يوم الأربعاء “نعترف بالمدى الذي يذهب إليه اللاعبون السيئون لتقويض خدمتنا، وتقوم شركتنا بتحديد المنافذ إلى الحسابات الحساسة والمعلومات الواردة فيها ولا تسمح إلا لمجموعة محددة وتم التأكد منها التعامل معها” وأكدت الشركة أنها ملتزمة بحماية مستخدمي الخدمة للتعبير عن الحرية وحقوق الإنسان.
 
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد كشفت عن أول مرة عن الإتهامات الموجهة للرجلين. وتعد شركات التكنولوجيا الأمريكية هدفا جذابا للعملاء الأجانب.
 
وقال مارك دي راستش، المدير السابق لقسم جرائم الكمبيوتر في وزارة العدل الأمريكية ” تحظى الولايات المتحدة بمركز متسيد لمنصات التواصل الإجتماعي بشكل يجعلنا هدفا طبيعيا من أعدائنا والأصدقاء- الأعداء”.
 
ووجهت وزارة العدل اتهامات لأحمد المطيري الذي كان يدير شركة تسويق لوسائل التواصل الإجتماعي عملت لصالح العائلة المالكة في السعودية. ويحمل مع الزبارة الجنسية السعودية أما ابو عمو فهو مواطن أمريكي.
 
وبحسب المعلومات الواردة في الدعوى القضائية بدأ الإتصالات بين موظفي تويتر والمسؤولين السعوديين في عام 2014، ولم يتصل المحققون مع تويتر إلا في نهاية عام 2015 عندما أخبروا إدارتها أن السعودية تقوم بتجنيد موظفيها للحصول على معلومات حول مستخدمي الشركة. وبناء على وثائق المحكمة فإن المسؤول الحكومي الذي جند موظفي تويتر كان “الأمين العام” لمنظمة خيرية يملكها عضو في العائلة المالكة. وانطبق الوصف على منظمة “ميسك” غير الربحية والتي تركز على التكنولوجيا وأنشأها الأمير محمد بن سلمان. ويدير مسك بدر العساكر، والذي يحمل صفة “الأمين العام”.
 
وبحسب شخص عارف بالقضية فقد كان العساكر هو المسؤول الأجنبي الذي تواصل مع موظفي تويتر. وبدأ الزبارة العمل مع تويتر في عام 2013 وتدرج في قسم الهندسة فيها وأصبح مطلعا على أرقام هواتف المستخدمين وعناوينهم البروتوكولية على الإنترنت وهي الأرقام الخاصة التي تربط الخدمة. وأثناء عمله في الشركة أصبح الزبارة على علاقة قوية مع المخابرات السعودية.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر عدة أن عملاء المخابرات السعودية أقنعوه لاحقا للتجسس على حسابات المستخدمين الذين كانوا يبحثون عن معلومات عنهم، بمن فيهم المعارضين والناشطين الناقدين لولي العهد.
 
ونقلت الصحيفة عن شخصين عارفين بالموضوع قولهما أن واحدا من 6.000 حساب دخل عليها الزبارة بطلب من المسؤولين السعوديين عام 2015 يعود للمعارض السعودي عمر عبد العزيز، صديق خاشقجي. وعندما تم إخبار شركة تويتر عن الخرق الأمني تم منح الزبارة إجازة إدارية في الوقت الذي تم التحقيق فيه. ومع أن الشركة لم تجد أدلة عن تقديمه معلومات للسعودية إلا أنه ترك الشركة في كانون الأول (ديسمبر) 2015. وعاد إلى السعودية وبدأ بالعمل مع مؤسسة ميسك. وعمل المطيري كوسيط بين الزبارة والمسؤولين السعوديين.
 
وفي رسائل أرسلها لزوجته في 13 أيار (مايو) 2015 واشتكى فيها الزبارة من طلب المطيري له السفر إلى واشنطن ومقابلة أحد أفراد العائلة المالكة. ولكنه سافر في اليوم التالي حيث قضى 12 ساعة هناك ولكنه ظل على اتصال مع المطيري، كما ورد في الدعوى القضائية. وبعد اسبوع من اللقاء بدأ يدخل على حسابات مستخدمي التويتر وبأعداد كبيرة. كما واستغل أبو عمو عمله كمدير للتعاون واستغلال بيانات المستخدمين بعد اسبوع من لقاء مع مسؤول سعودي لم يكشف عن اسمه في عريضة الإتهامات، وقابله في لندن 2014.
 
وكان أحد الأهداف هو معارض سعودي ناقد للعائلة المالكة ولديه مليون متابع على تويتر. وقام أبو عمو بالنظر إلى عنوان بريده الألكتروني، ثم قام بالنظر في عناوين وأرقام هواتف نقاد آخرين للنظام. وعوضت السعودية أبو عمو وعائلته من خلال مجموعة من التحويلات المالية، وأنشأ أبو عمو شركة محدودة لكي يتم تحويل 300.000 دولار أمريكي إليها من الحكومة السعودية. واستقال أبو عمو من عمله في تويتر بأيار (مايو) 2015 ولكنه واصل مطالبه من الموظفين الذي عمل معهم سابق وبناء على طلب من المسؤولين السعوديين. ثم انتقل إلى سياتل للعمل في التسويق بشركة أمازون لكنه تركها قبل أكثر من عام، حسب المتحدث باسم الشركة.
 
وعندما بدأ عملاء مكتب التحقيقات الفدرالية بمقابلته عام 2018 كذب على المحققين وقدم له وثائق مزيفة. واعتقل أبو عمو يوم الثلاثاء حسبما قال مسؤول بالشرطة. وتعتبر السعودية خامس بلد ناشطة في سوق التويتر. ففي الستة أشهر الأولى من عام 2015 عندما اتهم الزبارة بالدخول على حسابات المستخدمين، تلقت الشركة 93 طلبا عاجلا من تويتر للحصول على معلومات حول مستخدمي الخدمة السعوديين، وهو ما ورد في تقرير الشفافية للشركة. ولم يذكر تقرير عام 2019 أية مطالب سعودية. ولم تتزايد محاولات السعودية لملاحقة معارضيها في الداخل والخارج إلا في الفترة الماضية، ففي حزيران (يونيو)2018 قام مسؤولون سعوديون بالقرصنة على هاتف عبد العزيز مستخدمين برمجية خبيثة اشترتها الحكومة السعودية من شركة إسرائيلية هي أن أس أو غروب. وقدم عبد العزيز دعوى ضد الشركة الإسرائيلية وقبل أسابيع ضد تويتر متهما إياها بعدم إخباره بما قام به أحد موظفيها بالتجسس على حسابه.