عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jun-2020

حماية كبار السن من الاعتداءات.. مسؤوليتنا جميعًا

 

عمان - الدستور-  حسام عطية - يتوقع مختصون محليون أن تزيد سوء معاملة المسنين والمسنات مع تزايد أعدادهم، وعلى الرغم من أن موضوع ’’إساءة معاملة المسنين‘‘ هو من الموضوعات التي تتغلفها الحرمة الاجتماعية، إلا أن تسليط الضوء عليه هو في تزايد في كل أرجاء العالم، ويظل مع ذلك واحد من أنواع العنف التي يحقق فيها في الدراسات الاستقصائية الوطنية، وهو كذلك أقلها حظوة بالاهتمام في خطط العمل الوطنية، فيما تعتبر إساءة معاملة المسنين مشكلة موجودة في كل من البلدان النامية والمتقدمة، وعلى الرغم من أن هناك جهلا بمدى سوء معاملة المسنين، فإن أهميتة الاجتماعية والأخلاقية واضحة، وعلى هذا النحو، فإنها تتطلب استجابة عالمية متعددة الأوجه، تركز على حماية حقوق كبار السن كون الامر مسؤوليتنا جميعا.
ملخص المشكلة
بدورها السيدة « س ه» تبلغ من العمر 73 سنة المهنة بائعة ملابس «متجولة حاليا»، كانت تعرضت الى اعتداء جسدي في موقع عملها بسوق الجمعة في منطقة العبدلي سابقا وتطالب حاليا من أمانة عمان وامينها ببسطة جديدة في سوق الجمعة الجديد براس العين، رغم انها ارملة ولديها ولدان وبنت متزوجون ويعيشون خارج البلاد، وهي تعيش في مسكن ملك وحدها، وكانت حصلت على موقع في سوق الجمعة «العبدلي سابقا» من قبل امانة عمان، واصبحت تبيع ملابس مستعملة وجديدة وتقضي فراغها بالعمل كونها وحيدة، حيث اصبح البائعون يطلبون منها تبديل مكانها المميز واخذ مكان اخر، ولكنها رفضت بشدة؛ لان مكانها مميز لا تريد تغييره، فاصبح مجموعة من البائعين يتربصون بها ويتحينون الفرص لللاستيلاء على المكان عنوة، وفق قولها.
وتقول «س ه» في تصريح لـ «الدستور»، في احد الايام وبينما هي تبيع في مكانها حضر مجموعة من الاشخاص البائعين وانهالوا عليها بالضرب العنيف على رأسها واغمي عليها وبقيت ملقاة على الارض لمدة تتجاوز الساعة ولم يتم اسعافها ولكن احد الاشخاص الذين شاركوا بضربها حاول ان ينقذها من الغيبوبة فاستيقظت وهي غير مستوعبة ما حصل معها؛ فاضطرت لقيادة الباص الخاص بها بصعوبة بالغة لدرجة انها كانت فاقدة الاتجاهات ولا تتذكر طريقها الى ان سألت سائق احدى السيارات عن طريق صويلح وبالصدفة كان يمشي بنفس الاتجاه وجعلها تمشي خلفه الى ان وصلت المنطقة.
ونوهت «س ه» بانها ارتمت في البيت وهي مندهشة من الحدث الذي حصل معها وتعاني من الآلام، وبعد اربعة ايام من الحادثة تمكنت من تجميع قواها طلبت الدفاع المدني وتم ارسالها الى مشفى الاسراء، حيث تم تصوير رأسها وتبين انها تعاني من ارتجاج بالدماغ؛ ما ادى الى وجود نقص بالتروية وتأثرت عيناها بالحادثة، ورفعت عليهم قضية حاليا ووكلت محاميا لمتابعتها. وتقول «س ه « بانها طالبت ان تقابل امين عمان لعدة مرات ولم تتم المقابلة وطلبت من جمعية تضامن مساعدتها للتوصل الى السماح لها لمقابلة امين العاصمة، فتم تقديم خدمة الاستماع لها والدعم المعنوي لها، كما وتم تقديم المشورة القانونية اللازمة لها بخصوص القضايا المرفوعة ضد المعتدين، كما وتم اعداد مراسلة لامين عمان من اجل السماح لها بمقابلته وشرح مشكلتها والحصول على بسطة، ولكن بسبب ازمة الكورونا والحظر لم تتم مقابلتها لامين عمان بعد، وسوف تقوم من جديد بمحاولة مقابلة امين عمان لتخصيص بسطة لها في سوق الجمعة برأس العين وانصافها حيث انها في الوقت الحالي تقوم ببيع الملابس بشكل متجول في الباص الذي تملكه ولم تعد قادرة على ذلك.
عواقب وخيمة
وأعتبرت الرئيسة التنفيذية لجمعية معهد تضامن النساء الأردني أسمى خضر، إن ما تعرضت له السيدة السبعينية من تنمر وسوء معاملة واعتداءات جسدية تظهر أهمية إيلاء العناية والوقاية والاستجابة وإعادة التأهيل لكبيرات السن تحديداً اللاتي يكافحن من أجل تأمين سبل عيشهن بكرامة، وأن إساءة المعاملة تؤدي الى مشاكل وعواقب وخيمة على المسنين والمسنات، من بينها الآثار النفسية كالوحدة والقلق وفقدان الكرامة والأمل، والآثار البدنية كالإصابات والعجز الدائم وتردي الظروف الصحية.
ونوهت خضر وفق المعلومات التي لدينا في تضامن فان السيدة السبعينية كانت قد حصلت على موقع لبسطتها في سوق الجمعة من قبل أمانة عمان للترزق منه ببيع الملابس المستعملة، وتقضي وقت فراغها بالعمل كونها وحيدة؛ فأبناؤها خارج الأردن، وكون موقعها مميزا فقد طالبها عدد من البائعين تغييره للحصول عليه إلا أنها رفضت، فقاموا بضربها على رأسها وفقدت على أثر ذلك وعيها ونقلت الى المستشفى حيث تبين إصابتها بارتجاج في الدماغ، ورفعت عليهم قضية لدى المحكمة، ونتيجة الاعتداء والإجراءات المتخذة بسبب جائحة كورونا، خسرت مكانها المفضل في السوق، وحاولت التواصل مع أمين عمان للحصول على مكان آخر إلا أنها لم توفق في مقابلته الى اللحظة.
ولفت خضر أن النساء كبيرات السن يتعرضن أكثر من الرجال إلى العنف والتهميش والإساءة نظراً للتمييز السائد ضد النساء ولقلة مواردهن المالية وضعف مكانتهن في الأسرة والمجتمع، كما أن كبار السن رجالاً ونساء يستحقون التمتع بشيخوخة آمنة مستقرة من خلال تقديم المزيد من الخدمات الصحية والتقاعدية والإيوائية، وأنه لا بد من مجابهة كافة أشكال العنف الذي يتعرضون له، علماً بأن «تضامن» ومن خلال مركز الإرشاد الاجتماعي والقانوني التابع لها رصدت العديد من هذه الانتهاكات وقدمت خدماتها الارشادية لهم خاصة للنساء كبيرات السن.
وتقول خضر إن إساءة معاملة المسنين والمسنات قد تكون لمرة واحدة أو بشكل متكرر، وتتخد أشكالاً متعددة، منها الإساءة النفسية أو العاطفية كالشتائم والتهديدات والإذلال والسيطرة على السلوك والحبس والعزل، أو انتهاكات بدنية كالضرب والدفع والركل واستخدام الأدوية بشكل غير مناسب أو مقيد، أو الإهمال أو الهجر كعدم توفير المآكل والمسكن والرعاية الطبية، أو الاستغلال المالي كسوء استخدام أو سرقة أموال أو أصول المسن أو المسنة، أو الاعتداءات بما فيها التحرشات الجنسية، هذا ويحجم المسنون والمسنات عن التبليغ خوفاً من الانتقام أو خشية وضع مرتكب الإساءة في ورطة مع الأجهزة الأمنية، وضعف الدعم والخدمات النفسية، والشعور بالقلق والاحراج. كما أن عدداً محدوداً من الدول لديها نظم تعنى بإساءة معاملة كبار وكبيرات السن.