عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jul-2019

تجميل أم تبشيع!! - محمد داودية

 

الدستور - ما هذا بتجميل، الذي نراه على وجوه المذيعات والمطربات والفنانات !!
وقف شاعرنا المتنبي ضد التجميل، فما بالكم بجراحة التجميل، قال:
«مَنِ الجَآذِرُ في زِيِّ الأَعاريبِ،
حُمرَ الحُلى وَالمَطايا وَالجَلابيبِ.
حُسْنُ الحِضارَةِ مَجلُوبٌ بتَطْرِيَةٍ، 
وَفي البِداوَةِ حُسنٌ غيرُ مَجلوبِ.
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها، 
مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب».
لم نعد نطيق النظر في كثير من الوجوه التي شوهها ما يسمى «التجميل» !!
كنت فتى يافعا حين رأيت جارتنا (س) الجميلة جدا، التي كنا نتمنى ان نرى وجهها الجميل الجذاب، وهي على «اللوج» وقد قلب المكياج الكثيف، جمالها المفرط إلى قبح. صرخت متألما مما رأيت، فلفت انتباه جميع النسوة اللائي كن يتهامسن بتشفٍ !!
لو ان ضرة جارتنا العروس قامت بمكيجتها، لما جعلتها اكثر بشاعة مما أصبحت عليه.
زمان، كان بالإمكان معالجة المكياج «اللط» بإزالته بالغسيل. وأكثر النسوة اللائي انزلقن إلى عمليات التجميل، فعلن تقليدا في أغلب الحالات، فحصدن الحسرة والندامة، ذلك أن علامات عمليات التجميل تظل بارزة على الوجه ولا يمكن اخفاؤها، وهي في كثير من الحالات ليست متقنة ولا متناسقة. 
فترى الوجنة اليمنى أصغر من اليسرى وحتى انك ترى الجزء الأيمن من الشفة، اقل نفخا من الجزء الأيسر.
اين نحن من قوله تعالى: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ»؟!
من قال ان الأنف يجب أن يكون منحوتا، وأن تكون أنوف النساء متشابهة مثل اسنان المشط؟
للانف شكل يتسق مع الوجه. وله وظيفة تتناسب مع البيئة والطقس والحجم والوزن. والتلاعب بشكله يؤدي إلى الإخلال بما خلق من أجله.
ألا تدري بعض النسوة ان شكل الأنف البارز الذي تعتبرنه «دفو»، كثيرا ما يكون جذابا وخلابا.
هل رأيتم من يشتري القبح ويدفع فيه مالا طائلا ؟ رأيتم بلا شك.
وللأسف ان التجميل، الذي كان لإزالة ما لحق بالأجسام من اضرار جرّاء حوادث السير أو الحروب أو السقوط من المرتفعات، يصبح اليوم تجارة تدر ليس لبنا وعسلا، بل ذهبا وألماسا.
و لله في خلقه شؤون !!