عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jan-2019

العبء علی کوخافي - ناحوم بارنیع
معاریف
 
الغد- رئاسة الأركان ھي المنصب الأكثر رغبة في خدمة الدولة. ففیھ خلیط ممیز من القوة، المسؤولیة، المساحة لاتخاذ القرارات، الطاعة من جانب المرؤوسین والمحبة من جانب المواطنین، دون صلة بآرائھم السیاسیة. وقد درجت على أن أكرر على مسمع كل رئیس أركان جدید القول ان ”صورتك ستعلق في آلاف المحلات في إسرائیل عشیة یوم الاستقلال. ھذا مدح، ھذا تحذیر: المسؤولیة جسیمة.
ان الانفعال الذي رافق انتھاء مھام أیزینكوت وتعیین كوخافي یدل كم ھو الإعلام، وبعده الجمھور، عطش للنزعة الرسمیة، للنظافة، لضبط النفس، لوعي الخدمة. كل ما لا یحصلون علیھ في ھذه اللحظة من الساحة السیاسیة.
وفقا للقانون، فإن رئیس الأركان لیس قائد الجیش، بل الحكومة ھي القائد. ولكن بتعابیر عملیة فإن رئیس الأركان ھو القائد. غادي أیزینكوت قال لي انھ حین انتقل من منصب النائب إلى منصب رئیس الأركان – المكتبان یتشاركان في ذات الطابق في مبنى ھیئة الأركان، شعر جیدا
بالفرق. فحین تكون نائبا یكون دوما أحد ما فوقك، اما عندما تكون رئیس أركان فلا یوجد احد غیرك. صحیح انھ یوجد وزیر أمن ورئیس وزراء وكابینیت وزاري، ولكن في النظام الإسرائیلي الكلمة الاولى، وفي احیان قریبة أیضا الكلمة الاخیرة، ھي كلمة الجیش.
أعرف كوخافي منذ كان قائد كتیبة المظلیین 101 .التقیتھ في عمق الجبھة الشرقیة في لبنان، في القتال في مدن الضفة، قبل وفي اثناء السور الواقي، في فرقة غزة، في قیادة الشمال، في شعبة الاستخبارات وفي خدمتھ كنائب رئیس الأركان. ھو ضابط استثنائي، مزیج من الجسارة وقدرة القرار للمقاتل مع رؤیة واسعة، استراتیجیة، لباحث اكادیمي. في كل منصب تولاه بادر إلى تغییر ما ونفذه. لدیھ وعي ذاتي ودعابة حادة. ھو رأس كبیر.
مثل سلفھ، كوخافي یضع المواجھة مع إیران وفروعھا في رأس سلم الأولویات. السیاسة التي
كان أیزینكوت وكوخافي یتشاركان فیھا، والكابینیت انضم، قالت: إیران لا ترید الحرب في ھذه اللحظة. ولا حزب الله أیضا. السبیل إلى منع الحرب في المستقبل ھو أن یشرع الجیش الإسرائیلي في اعمال مبادر الیھا في سوریة وحیال لبنان، اعمال على شفا الھوة. التصعید من شأنھ ان یؤدي إلى حرب: ھذه مخاطرة الجیش الإسرائیلي مستعد لأخذھا.
لقد حققت ھذه الخطوة النجاح حتى الیوم، ولكن لا توجد ضمانة الا تتدحرج إلى حرب في سیا الطریق. لا ضمانة أیضا في ألا تتدحرج الاحداث في غزة إلى معركة بحجم كامل. في الجبھتین ستنكشف الجبھة الإسرائیلیة الداخلیة إلى وابل من الصواریخ. ھذه لن تكون نزھة في حدیقة.
مثل كل رئیس أركان، سیصطدم كوخافي أیضا بالساحة السیاسیة. سألت ذات مرة رئیس الأركان أمنون لیبكین شاحك لماذا وجھھ عابس. فأجاب: ”ھذا منوط إذا كنت اسافر یسارا ام یمینا“. شاحك كان یسكن في رعوت. حین توجھ في طریق 443 یمینا إلى القدس، لجلسة الحكومة، كان مستاء. وحین توجھ یسارا سافر إلى ھیئة الأركان في تل أبیب.
لكوخافي تفوق كبیر: فھو غیر ملزم بتعیینھ لاحد. وھو لیس في اللعبة السیاسیة. ولكن اللعبة السیاسیة ستفعل كثیرا كي تجره الیھا. لقد قلبت السیاسة وجھھا: الیمین، ولیس الیسار، ھو المنتقد
الاكبر للجیش. في الطرف، على تلال یھودا والسامرة، فتیان یرشقون الحجارة على جنود الجیش الإسرائیلي وحاخاموه یحرضون ضد قادتھم.
في قمة احزاب الیمین، من اللیكود وحتى لیبرمان وبینیت والبیت الیھودي، یركل السیاسیون القیادیون، الجیش وقادتھ حین یستحقون وحین لا یستحقون. ھذا یحصل أیضا في دول اخرى، في أمیركا ترامب وتركیا أردوغان. الیمین الشعبوي یتحدى القیم القدیمة. فھو یرى في الجیش المھني، الرسمي، الملجوم، عائقا في الطریق إلى الثورة. الجیش ھو حارس الاسوار التي یسعى
لان یدمرھا. ثقافة الشبكات الاجتماعیة تساھم بدورھا. وكوخافي یعرف مع من ومع ماذا یتصدى. فقد رأى ما فعلوه لأیزینكوت.