عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Sep-2022

دمشق بلا حماس..*محمد سلامة

 الدستور

أبدت دمشق عدم حماسها في عودة العلاقات إلى طبيعتها مع حركة حماس، فبيان الإشادة والتودد للقيادة السورية قبل أسابيع تبعه إرسال وفد للتوسط وإعادة فتح مكاتبها في الفيحاء بالعاصمة والعودة إلى نشاطها السابق فكان الرد أن دمشق بلا حماس في الوقت الراهن.
 
ليس سرا أن خط الإتصال الوحيد بين دمشق وحركة حماس هو حزب الله وليس حركة الجهاد الإسلامي، وأن عدم حماس دمشق في الوقت الراهن مرده أن الأمر يحتاج إلى ترتيبات جديدة وأن الانفتاح محدد على قيادات بعينها من الحركة، فيما كشفت تقارير اعلامية أن الإتصالات افضت إلى قبول دمشق بمكتب اعلامي لحماس للتواصل مع الدولة السورية ، ومشروط بموظفين إثنين فقط،ولا يسمح لهما بممارسة أي نشاط سياسي داخل سوريا أو خارجها.
 
دمشق بلا حماس لعودة حماس إليها، لسببين اولهما أن إعلام حماس والمحسوبين عليها ما زالوا يهاجمون النظام السوري ودوره، وما زالوا يبدون تعاطفا مع بعض المعارضات المسلحة وأن قنوات الإتصال غير متوقفة بينهما، وثانيهما أن محددات (مطالب)دمشق لم تتحاوب معها قيادة حماس، مؤشرين أن البيان الأخير فيه إشادة بالقيادة والنظام السوري في إدانة العدوان الاسرائيلي والتصدي لمخططات الغرب والصهيونية في المنطقة، وأن هذا غير كاف لإعادة العلاقات الى دورتها السابقة، ومن هنا فإن دمشق تتريث في إعادة ترتيب علاقاتها مع حماس في الوقت الراهن.
 
دمشق بلا حماس، ويبدو أن حماس هي الأخرى بلا حماس للعودة سريعا إلى دمشق وأنها قبلت الوساطات وإصدار البيان استجابة لنصائح من حلفائها وأن هدفها هو التهدئة وإرسال إشارات إيجابية عن رغبتها بالعودة إلى دمشق، فإن أتت الجهود بنتيجة مقبولة فلا مانع، وأن لم تأت فلا مانع، وأن ادانتها للعدوان الاسرائيلي واشادتها بالنظام السوري وفق اعلامها جاء في سياق مواقفها الثابتة وسياستها تجاه مستجدات المنطقة وليس له علاقة بتركيا وموقفها من المعارضات السورية، في حين تبين أن جهود الوساطة بين دمشق وانقرة تعثرت وأن لذلك تداعيات على عدم حماس في الحماس والعودة سريعا إلى دمشق .
 
دمشق وحماس كلاهما بلا حماس لاحتضان بعضهما مجددا، فالمكتب الإعلامي لحماس لن يباشر عمله سريعا، وما تردد أنه قد يبدا عمله بعد عامين،وبكل الأحوال فإن الطرفين ما زالا يهاجمان بعضهما البعض في وسائل الإعلام، فدمشق ترميها بلغة الاتهام والغدر والخيانة وأنها اخونجية إرهابية كذا...إلخ، في حين أن حركة حماس خففت من مهاجمة النظام السوري وأن لغتها تصالحية وضمن سياقات معروفة وضمن ادبيات اصلاحية بعيدة عن الاتهام والشتم والردح وما إلى ذلك.