عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Mar-2021

د.نبيل الشريف..يترجل*محمد سلامة

 الدستور

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره،ترجل الفارس الإعلامي العروبي معالي د.نبيل الشريف متأثرا بجائحة العصر، فقد كان رحمه الله قامة وطنية وإسلامية يقول كلمة الحق مدافعا عن موقفه من قضايا أمته المصيرية وفي مقدمتها فلسطين.  
 
معالي د.نبيل الشريف من سليل عائلة مباركة وشجرة طيبة، فهو من الأشراف ممن ساهموا في نهضة الأمة، وكان لوالده الراحل معالي محمود الشريف دوره في إعلاء شأن أبنائه وصقل رؤاهم بحب الخير وقول الحق،والدفاع عن قضايا الأمة، فورثوا عنه الشجاعة وسدادة الرأى ومواجهة التحديات،والثبات على الموقف مهما كانت التضحيات وعلا شأنها، وبحق كان قلمه نورا يضيء الدروب لكل الباحثين والمؤرخين، وكان صوته يعّبر  عن ضمير الرسالة التي دافع عنها، فنراه شامخا كالطود في تفنيد الرويات والأكاذيب الصهيونية في فلسطين. 
 
معالي د.نبيل الشريف، كنت على تواصل شبه يومي معه، فنحن نحبه ونقدر مكانته وموقفه، وكان قريبا إلى الجميع ممن عملوا في مهنة الصحافة والإعلام، وكان دمث الأخلاق طيب الكلام، حلو المقام والمقال، شديد البصر والبصيرة، لمّاح ممن يحاول التشويش، فيقابله بالحجة والبيان، جلساته طيبه، سيرته حاضرة فينا، مهاب الجانب، وصاحب قلم شريف، ينطق بما يقتنع به وبما يراه في خدمة الامة ومصالحها. 
 
الأسرة الصحفية والإعلامية العربية خسرت قامة عملاقة ونبيلة نبل صاحبها الذي يحظى بالإجماع على عدالة موقفه ورجاحة رايه ، كان صوته حاضرا في مختلف المنابر مدافعا عن قناعاته التي امن بها، وكنا نتابع مقالاته وكلماته وصوته، فكان الأكثر وضوحا فيما يقول، تولى مناصب رفيعة وبعلمه وحكمته كان صوتا مسموعا في الجوار ينادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ويرى أن تقدم الشعوب وتطورها مرتبط إلى حد بعيد بالعلم والمعرفة وأن الأمة العربية أمامها واجب التحدي والمصير المشترك.
 
معالي د.نبيل الشريف..يغادرنا إلى حيث النهايات، ويترك لنا سيرة معطرة بحب الآخر وقبول الخلاف معه، ونحن على فراقك يا «،،ابو طارق «لمحزونون ،لكن هذه الدنيا رحلة، ونسال الله جلت قدرته أن يسكنك الفردوس الأعلى بصحبة الصديقين والشهداء والابرار..أنه سميع مجيب، ولا نملك إلا قوله الله تعالى «كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور «.
 
صدق الله العظيم.