عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2025

الكنائس في الفاتيكان والأردن والقدس: لا للتهجير!*الاب رفعت بدر

 الراي 

حجم التضامن الكبير الذي تحيط به الدول العربية الشقيقة والدولية الصديقة، الاردن قيادة وشعباً، هو مصدر فخر كبير، ويجعلنا نرفع الجباه عالية، بحكمة وقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وتوجيهه للسفينة الأردنية، والابحار بها دائما الى برّ الامان والاستقرار، والى جواره سموّ ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني. أمّا الكنائس فهي أيضا تقدّر الجهود التي يبذلها جلالة الملك، وتؤكد أنّ التهجير هو عمل لا انساني قبل أن يكون كذلك مرفوضا سياسيا، وهذا يمثل أكبر تأييد لمواقف جلالة الملك ومن خلفه الأسرة الأردنية الواحدة بمسيحييها ومسلميها.
 
فقد أعلن الفاتيكان عن رفضه للخطط الرامية لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، وذلك على لسان أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان (رئيس الوزراء)، الكاردينال بييترو بارولين، قبل أيام، حيث قال إن «الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى في أرضه»، موضحًا أنّ «إحدى النقاط الأساسيّة للكرسي الرسولي هي: لا للتهجير ولا للترحيل».
 
وأضاف، الكاردينال بارولين -وهو الذي حلّ على الأردن الشهر الماضي مبعوثًا شخصيًّا من قبل قداسة البابا فرنسيس، لتدشين كنيسة المعموديّة في المغطس والتقى خلالها بجلالة سيدنا- بأنّ طرد الفلسطينيين من شأنه أن يتسبّب بتوترات إقليميّة و"لن يكون له معنى»، وذلك لأنّ الدول المجاورة مثل الأردن تعارض ذلك. وجدّد نيافته الثوابت الفاتيكانيّة فيما يخص القضيّة الفلسطينيّة، وهي أنّ الحلّ يكمن في حلّ الدولتين، ولأنه يعني أيضًا منح أمل ورجاء لجميع الشعوب.
 
أما في القدس، فقد أصدر مجلس البطاركة ورؤساء الكنائس بيانًا رفضوا فيه الطروحات المتمثلة في التهجير القسري الجماعي للشعب الفلسطيني في غزة، واصفين هذه الأفكار بأنّها تمثّل «انتهاكًا صارخًا يضرب في جوهر الكرامة الإنسانيّة».
 
وقال أصحاب النيافة والغبطة والسيادة في بيانهم المقدسي: «إنّ أهل غزة، الذين توارثوا العيش في أرض أجدادهم عبر الأجيال، لا يجوز أن يُجبروا على المنفى، ولا أن يُجرّدوا من منازلهم وتراثهم وحقهم الأصيل في البقاء على أرضهم التي تشكّل جوهر هويتهم ووجودهم».
 
وبصفتهم «أمناء على الإيمان والضمير المسيحيّ في هذه الأرض المقدّسة»، أكد رؤساء كنائس القدس أنّ الإيمان المسيحي يفرض عليهم إعلاء الصوت أمام هذه المأساة، وبأنّ الإنجيل يوصيهم بالدفاع عن كرامة كلّ إنسان، إذ يقول الله في كتابه المقدّس: «ويلٌ للذين يَسُنُون شرائع ظلم، وللكتبة الذين يُسجلُونَ أحكامَ جورٍ! ليصدّوا البائسين عن العدل، ويسلبوا مساكين شعبي حقّهم» (إشعياء ١٠: ١-٢).
 
وأعلن رؤساء كنائس القدس دعمهم الكامل لموقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، والرئيس عبدالفتاح السيسي، وغيرهما من القادة حول العالم، الذين تمسكوا بثبات واضح لا لبس فيه، في رفض أي محاولة لاجتثاث أبناء غزة من أرضهم. كما أكدوا أنّ جهود جلالته وفخامته الدؤوبة في تقديم المساعدات الإنسانيّة، وفي رفع نداء الضمير العالمي، وفي الإصرار على حماية المدنيين، تمثّل أرقى صور القيادة المسؤولة.
 
أما في الأردن، فقد عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ندوة قبيل ساعات قليلة من وصول جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أرض الوطن، عائدًا من الزيارة السياسيّة الهامة إلى الولايات المتحدّة، والتي أراد منها جلالته التعبير عن الموقف الأردني الدائم من القضيّة الفلسطينيّة، بالتنسيق مع الدول العربيّة الشقيقة والدول الصديقة.
 
وفي الندوة التي شارك بها عدد من رؤساء الكنائس وعلماء الدين الاسلامي، وأحيت مرور 15 عامًا على أسبوع الوئام بين الأديان و5 سنوات على يوم الأخوّة الإنسانيّة، أعرب المشاركون، وهم يمثّلون صورة مصغّرة عن الأردن الكبير، عن تأييدهم المطلق لجلالة الملك عبدلله الثاني، وللدبلوماسية الأردنيّة التي يقودها جلالته، الثابتة وواضحة المعالم، في وضع مصلحة الأردن والأردنيين على سلم الأولويات، وفي تمكين الشعب الفلسطيني لنيل كافة حقوقه المشروعة، وفي رفض أيّة محاولات للتصفية والتهجير والترهيب للشعب الفلسطيني العزيز. وقد شارك عدد من الكهنة والفعاليات الكنسية والكشفية والمدارس المسيحية، باستقبال جلالة الملك لدى عودته من مطار ماركا، معربين عن تلاحم الأسرة الاردنية الواحدة، ترحيبا بجلالة الملك بعد رحلته الهامة، وترديدا للاءات جلالته الثلاثة الصلبة: لا للتوطين ولا للتهجير ولا للوطن البديل.