عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2025

غزة - طهران!*احمد ذيبان

 الراي 

لم يكن ضرورياً ذهاب قيادة حركة حماس إلى طهران، للمشاركة في الاحتفال بذكرى ثورة الخميني، وذلك لان نظام الملالي البوليسي شارك بقتل مئات الآلاف من العرب لأسباب طائفية، من خلال ميليشياته الطائفية التي زرعها في العديد من الاقطار العربية المشرقية، وهو نظام لا يؤتمن والدليل الدامغ على ذلك، أنه تخلى عن نظام بشار الأسد الذي استثمر فيه نظام الملالي سياسيا نظرا لموقع سوريا الاستراتيجي في المنطقة، وأنفق لهذا الغرض عشرات مليارات الدولارات لقمع ثورة الشعب السوري وحماية النظام، والمشاركة بقتل حوالي مليون مدني سوري غالبيتهم أطفال ونساء، وتهجير أكثر من 12 مليون شخص آخرين، وتدمير مدن وقرى بشكل كامل! من خلال المشاركة المباشرة للحرس الثوري الايراني، وقيام طهران باستئجار عشرات الميليشيات الطائفية، التي جاءت بها من دول عربية وأجنبية!
 
كما تخلى نظام الملالي عن حزب الله اللبناني، الذي أنشاه في بداية ثمانينات القرن الماضي، وما زال الحزب يلتزم بـ"ولاية الفقيه»، كما أعلن أمينه العام الراحل حسن نصر الله في أكثر من خطاب علني، بالقول إن » تسليح وتمويل وتدريب الحزب مصدره ايران». وعندما وقعت الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان، وقامت دولة الاحتلال بتصفية قيادات حزب الله في الصف الأول والثاني والثالث السياسية والعسكرية، وفي مقدمتهم السيد حسن نصر الله، ودمرت قرى الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، لم تحرك ايران صواريخها لانقاذ ميليشيا حزب الله وتركته لمصيره!
 
كما تخلت ايران عن حركة حماس وهي تقاتل العدوان الإسرائيلي لمدة 15 شهرا، رغم مزاعم نظام الملالي بأنه يقود ما يسمى «محور المقاومة ووحدة الساحات». وكانت طهران تتفرج وتراقب قطاع غزة وهو يدمر، وتكتفي باغراقه ببيانات وتصريحات الشجب والادانة، فأين هي صواريخهم ومسيراتهم التي سبق أن هددوا بتدمير الكيان الصهيوني خلال سبع دقائق! الا اذا كانوا يسقطون الاسلحة على قطاع غزة بالمظلات، وهذا أمر مستحيل حيث الطيران الاسرائيلي كان يقصف غزة على مدار الأربع وعشرين ساعة، ربما قدموا لحركة حماس بعض الدعم المالي، لكن هذا يشكل نقطة في بحر غزة مقارنة بالدمار المنهجي الهائل، الذي طال البشر والحجر في القطاع!
 
ومن لا يزال يتغطى بهذا النظام عليه أن يصحو لحقيقة أن نظام الملالي يستخدم القضية الفلسطينية ورقة للاستثمار السياسي، لكي يحسن موقفه التفاوضي مع الولايات المتحدة، وها هو نظام ولاية الفقيه يتسول إدارة ترامب للتفاوض معها، كما صرح بذلك المسؤولون الايرانيون، بدءا من الرئيس الايراني الجديد «مسعود بزشكيان» الذي انتخب العام الماضي وكما كرر ذلك وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، وفي ايران عندما يصرح رئيس الجمهورية في قضية جوهرية، تتعلق بالسياسة الخارجية فذلك يعني أنه ينطق باسم المرشد الأعلى على خامنئي، لأنه بدون موافقة المرشد ما كان له أن ينتخب رئيسا للجمهورية أصلا!
 
وفي ضوء استعداد النظام الايراني للتفاوض مع ادارة الرئيس ترامب، خاصة فيما يتعلق بالملف الأكثر تعقيدا وسعي طهران لتصنيع سلاح نووي، رغم رفض الرئيس الاميركي ترامب بشكل حاسم، السماح لايران بامتلاك السلاح النووي واعتبار ذلك «خطا أحمر»، وربما السماح لاسرائيل بدعم أميركي بتدمير المنشآت النووية الايرانية.
 
وفي ضوء ذلك يبدو أن طهران مستعدة لتقديم أي تنازلات تضمن بقاء النظام، وربما السماح له ببعض النفوذ في عديد الدول العربية المشرقية، رغم أن ثمة قراراً واضحاً بقصقصة أذرع ايران الميليشياوية، التي استثمرتها لتنفيذ أجندتها السياسية والأمنية في بعض الدول العربية!
 
والأمر المؤسف أنه كلما تقربت قيادة حماس من نظام الملالي، فان ذلك ينعكس بتراجع رصيد الحركة الشعبي على المستوى العربي، بعد كل التضحيات التي قدمتها في مواجهة الحرب الاسرائيلية خلال 15 شهرا، التي كانت نتائجها كارثية على أهل غزة.