الدستور
أسمع منذ عشرات السنوات، مصطلحات «أن الأردن في خطر» و»ان الأردن واقع»... الخ.
دول العالم كلها، وفي كل الأزمان، تواجه بلا توقف، تحدياتٍ ومخاطرَ وأزمات، ومنها بلادنا العظيمة الجميلة، بعزم أبنائها وبناتها، الذين لا يصيبهم الخرعُ والجزع، ولا ترجّهم «رعيبة الإبل» حين تسطو عليها الضواري !!
منذ نشأة الدولة الأردنية الهاشمية الحديثة، والتحديات كالوشم على جبيننا، تلازمنا كأنها جيناتنا، وقد واجهها «الزلم» والنشميات، فعبرناها، ولم نقع، ولم نلتوِ تحت أثقالها.
ثمة ضعضعة وزعزعة تطفو في كتابات بعض السياسيين، تتحدث عن أخطار تواجه بلادنا وهي أخطار حقيقية، والكتابة عنها من أجل معالجتها كتابة وطنية لا شك.
قد يظن البعض أن الكتابة عن الأخطار هي من أجل التنبيه لها !! وذلك عدم معرفة بأن مركز القرار السياسي والأمني الأردني، يعرفها معرفة دقيقة أكثر ممن ينبه لها، ويشبعها تحوطًا !!
الذي يثير الفزعَ والقلق الاجتماعي والاستثماري، هو الظن أو الزعم ان بلادنا تتعرض إلى «خطر وجودي!!» يمس الكيان والنظام، إلى درجة موغلة في الوهم والزعم، نجم عنها إطلاق مصطلح «القضية الأردنية» مؤخرًا، على الحالة الأردنية الراهنة التي تعاني معاناة واضحة، بسبب ما نجم عن 7 أكتوبر من ارتدادات على الاقتصاد الوطني بشكل عام، وعلى قطاع السياحة، نفط الأردن بشكل خاص، ورغم ذلك، فبلادنا القوية، ماضية في مد يد العون القوية للأشقاء الفلسطينيين.
وسأظل اكتب، انطلاقًا من وعي ومعرفة، أن بلادنا، إن كانت لا تقلع، بسبب تلاحق الأزمات: كورونا، الحرب على أوكرانيا، الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة وسورية ولبنان، فإن بلادنا الأردنية العربية العظيمة الجميلة، لن تقع !!
الدقة في وصف الحالة الراهنة مهمة ومؤثرة، فثمة بون واسع جدًا بين القول إن مخاطر وتهديدات وجودية تتهدد الأردن، والقول إن مخاطر وتهديدات عديدة تواجهنا، مثل مخاطر ترانسفير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، وكأنّ الفلسطينيين شعب الجبارين والصمود، حمولة بكب، أو سيهش عليهم الصهاينة بالعصا، فيغادرون أرض الآباء والأجداد الفلسطينية العربية العظيمة الجميلة.
ودائما ظُنَّ بوطنك وبأخيك خيرًا.