عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Nov-2019

فريق “مبادرات عاهد الدراويش” يجمل الأحياء الشعبية بالألوان والرسومات

 

تغريد السعايدة
 
الغد- وبين الدراويش أن تكلفة الأعمال الفنية تتوفر جراء قيام سكان الحي أو المتبرعين بتوفير مستلزمات الجداريات للفريق، من خلال التبرع بذلك، ليحرص الجميع على تجميل المكان، وكل يقوم بما يستطيع، والذي يمثل صورة تكافلية “مميزة”.
ويشير الدراويش إلى إقبال مجموعة كبيرة من السيدات من مختلف الأعمار للمساهمة في الرسم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استعداد أبناء المجتمع المحلي للقيام بأعمال تطوعية مختلفة في البيئة التي يعيشون فيها، إلا أنه يجب أن يتوفر لديهم الحافز والمشجع لذلك، وهو ما يعد من أهداف المبادرة.
ويحرص فريق المبادرة بعد الانتهاء من تجميل الأحياء السكنية، والذي قد يستمر لأيام عديدة في إنجاز وإتقان العمل، إلى إطلاق تسمية على الحي تتناسب وطبيعته الجغرافية والبيئية، كما في تسمية أحدها “حي السعادة، أو حي الأمراء، أو حي الضباط” وغيرها؛ إذ بين الدراويش أن سكان المنطقة أصبحوا يعنونون أماكن سكنهم بالمسميات الجديدة، والتي أصبحت صورة مميزة للمكان، والتي تعد ظاهرة تغيير نمط ثقافي مجتمعي في اختيار أسماء “متجددة” تبعث الطاقة والإيجابية في أحيائهم.
ويفتخر الفريق الفني في المبادرة بما يقوم به من أعمال إبداعية أصبحت يشار لها بالبنان، وتستحوذ على اهتمام السكان، كما في الجدارية التي قاموا برسمها مؤخراً ويبلغ طولها ما يقارب 65 مترا، تزخر بالألوان والرسومات، مشيراً إلى أن اختيار الرسومات يعتمد على المكان الذي يتم به تنفيذ الجدارية.
فعلى سبيل المثال، قال الدراويش إن الجداريات التي تنفذ على أسوار المدارس عادةً ما تكون ذات رسائل تعليمية وعبارات وطنية وأخلاقية، تسهم في لفت انتباه الأطفال والطلاب لتلك العبارات والقيم، كما يتم اختيار لوحات تجميلية في الأحياء السكنية، تضيف بهجة وجمالا للمكان، يحرص السكان على “استمراره وبقائه”.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم فريق المبادرة بعمل ترميم للمنازل؛ حيث تم ترميم ما يقارب 50 منزلاً في ثلاثة أحياء سكنية، حولت تلك البيوت إلى أماكن سكن كريمة للعائلات، وهي من الأعمال التي يحرص الدراويش وفريقه على الاستمرار بها لأكبر عدد ممكن من المنازل.
ويدعو الدراويش كل شخص يرغب في المساهمة في الأعمال الفنية المقبلة إلى أن يتواصل مع الفريق ليصار إلى توسيع شبكة التعاون ما بين أفراد المجتمع المحلي، وزيادة رقعة عمل المبادرة في المستقبل؛ حيث يرى في الشباب أنهم قادرون على التغيير الإيجابي بأقل تكاليف ومجهود.
 
عمان- ألوان ورسومات تعيد الألق إلى الأحياء السكنية الشعبية في وسط العاصمة عمان، وشرقها، وتجعلها تنبض بالحياة والجمال، من خلال مجموعة كبيرة من الجداريات الفنية التي يقوم بها مجموعة من النشطاء والمتطوعين في مبادرات “عاهد الدراويش المجتمعية”.
مؤسس المبادرة الناشط الاجتماعي عاهد الدراويش، وضع على عاتقه مسؤولية تغيير الصورة النمطية عن الأحياء التي تكتظ بالمنازل، وتعج بالضوضاء والفوضى، ليعمل ضمن فريقه التطوعي على تنظيم حملات مختلفة تهتم بالرسم والألوان، وتحويل الأسوار إلى لوحات فنية مميزة تلفت الأنظار، وهو ما قام به بالفعل خلال فترة زمنية قصيرة.
الدراويش الذي تحدث لـ”الغد” عن فعاليات المبادرة المجتمعية، يرى أن الإنسان يجب أن يكون لديه حس المسؤولية تجاه المكان الذي يعيش فيه، حتى وإن كان المكان يعاني من نقص في الاهتمام “الرسمي” أحياناً، إلا أن تكاتف الجهود ما بين السكان، وحرصهم على تجميل المكان أسهما إلى حد كبير في تغيير ثقافة المجتمع ووجود اهتمام بما يقوم به الفريق التطوعي من فعاليات وجداريات.
“الصورة تتحدث”، يقول الدراويش، الذي يعرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مختلفة للمنطقة التي يتم تجميلها والاحتفاء بها، بحيث يتم “أرشفة” صورة للجدار أو السور أو الحي قبل العمل الفني، ومن ثم يتم وضع مخطط لما سيكون عليه المكان بعد ذلك، ليعمل الفريق يدا واحدة بتكاتف الجهود وبمساعدة سكان الحي كـ”خلية النحل”، إلى أن يتم الانتهاء من الرسم ووضع مقارنة ما قبل وبعد، لإظهار مدى أهمية العمل التطوعي الفني في تحويل الأماكن إلى مزارات فنية وصور جمالية يتباهى بها سكان الحي، كما في منطقتي الطيبة جنوب عمان، وخريبة السوق.
الدراويش يوضح آلية عمل المجموعة التطوعية، بأنهم مجموعة من الشباب “الفنانين” وهم: نائل الجعبي، معتصم قزاز، سندس شلباية، بشار الخطيب، دانيال أبو فردة، بهاء شهاب، محمود أبو السخن، بالإضافة إلى الدراويش، يجتمعون على الإصرار لتحويل الأمكان شبه المهمشة في عمان إلى مناطق جميلة، يساندهم فيها سكان المكان، من خلال التعاون في عملية الرسم أو تزويد المشروع الفني بما يحتاجونه من ألوان وأدوات للرسم.