الراي - على أبوابها وحروف اسمها عمر بأكمله كان حلما فبات حقيقة نسجت جمالها بالايام والسنوات التي مضت قبل اربعة وعشرين عاما كان لي شهادة فخر رافقتني وانا انضم لاسرة الرأي ولصرحها الشامخ... هو حلم وامنية كل من كان خياره دراسة تخصص الصحافة والاعلام وكيف لا وهي احد اعمدة الاعلام والجريدة الأولى كحضن أم لا مثيل له
كان انضمامي لاسرتها هو اجمل ما تمنيته في بدء مسيرتي المهنية التي بدأت أيضا قبلها بسنوات بعملي مع انسان وصحفي وكاتب مخضرم من خلال مجلة «الأفق» التي أسسها الأستاذ طارق مصاروة الذي ليومي هذا ادين له بعد رحيله عن الحياه بمنحي فرصة العمل بمعيته واكتساب مهارات اعلامية ذات قيمة كبيرة منحني إياها أيضا بدعمه لي بتعييني بـ الرأي فذاك فضل لن انساه ذكريات كثيرة تتزاحم بمخيلتي وانا اكتب اليوم الرأي وهي تدخل عامها الخمسين تعيدني الى البدايات وجمالها وصعوبتها فأن تكون صحفيا بأسرة الرأي ببدايات المسيرة المهنية هي تماما كمن يحاول ان يمسك القمر بيديه فيجد ذاته بنفس اللحظة يحط بقدميه على سطحه فيكاد لا يصدق انه قد وصل القمر
وانا كنت حينها كذلك...
كيف اكتب؟؟؟
وهل سأتمكن من ان انجز ما ينجزه الصحفيون العاملون بها من سنوات؟ هل اخطئ.... هل أصيب....؟؟؟
أتذكر اول مادة نشرت لي.... بعد مواد عديدة كنت انجزها ولكنها لم تنشر فيتملكني الغضب والاستياء بعد جهد على كتابتها لكن لم يكن هناك خيارات للنقاش فأن تكتب ليس بالضروره حينها ان ينشر لان صفحات الرأي لا تحتمل ان ينشر بها الا بما يتلاءم مع اسمها ومكانتها ومحتوياتها القيمة.
المادة الأولى التي نشرت لي كانت بمثابة ولادة جديدة اذكر جيدا اني طلبت من الأستاذ عبداالله حجازي «اطال االله في عمره» وهو الكاتب والمسؤول حينها عن قسم المحليات بالرأي ويمتلك من الخبرة الاعلامية الكثير طلبت منه ان أرى مادتي واسمي على الصفحات قبل نشرها باليوم التالي.... وكانت فرحتي كبيرة لا أزال الى اليوم احتفظ بنكهة هذه الفرحة الأولى.... فالبدايات دوما لا تفارقنا
سنوات طويلة مرت.... سنوات من الجهد والتعب المهني جلت خلالها انحاء المملكة نقلت وجع الاخرين وقصصهم وفقرهم واحلامهم وانجازاتهم فكان هذا العمل الأقرب الى قلبي وحياتي في كل عدد جديد الرأي يكون لي به مادة اعلامية كنت اولد من جديد فأشعر بقيمة الإنجاز الذي لم يأت هكذا دون تعب وجهد بوقت كان به العمل الصحفي يبعث فينا الامل ويحدد قدراتنا الحقيقية
اربعة وعشرون عاما دخلت أبواب الرأي صحفية حديثة العهد لم يمض على تخرجها سوى عامين.... تعلمت من الجميع... من صحفيين سبقوني لاسرة الرأي.... من زملاء وزميلات كانوا الاجمل بعضهم غادروا الرأي من سنوات وبعض منهم رحلوا عن الحياة... والاخرون امد االله في عمرهم ما يزالون «من العهد القديم» يدركون هم كيف كنا نحيا في اسرتنا الأولى الرأي اربعة وعشرون عاما والرأي شامخة في كل عدد لها يصدر مع كل صباح تعيدنا الى تلك السنوات ونحن ندرك حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها اليوم وحجم التعثرات التي قد تعترض مسيرتها المشرفة والقديرة وندرك جيدا حجم التغير الذي طرأ عليها سواء بمغادرة من كان رفيقا لتلك المسيرة الطويلة او بتغير الزمان وكل ما يحيط بنا اليوم من تحديات اعلامية وحياتية جديدة
لكنها تبقى هي «الرأي » لمن كان فردا من اسرتها طيلة هذه السنوات الطويلة وتبقى كذلك للجيل الجديد الذي اصبح أيضا من اسرتها لان عشق الرأي ومكانتها وقيمتها نتشربه من اللحظة الأولى التي نقصد بها أبوابها ونتجول باروقتها ونتنفس هواءها ونشعر بقيمة كل حرف نكتبه لصفحاتها ونمتع عيوننا باسمائنا على تلك الصفحات ستبقى الرأي هي وان تغيرت الظروف والحياة ستبقى «بيتنا» الأول بذاكرتنا ذكريات لا تنسى لانها تعكس سنوات حياتنا ومسيرتنا المهنية التي لم نعلم بالحياة سواها فحروفنا واقلامنا هي نحن مهما تغير الزمن وتبدلت الحياة كل عام والرأي بخير.... لتبقى منارة وصرحا شامخا ومنبرا اعلاميا لا غنى عنه ولا بديل له وان غادرناها نحن بعد ان نكمل مسيرتنا المهنية بها كغيرنا من الزملاء المخضرمين ستبقي مستمرة شامخة بمن ييقى فيها فهي اليوم وفي كل زمان ومكان لا تستحق منا الا ان نبقيها محملة بالنجاح وبالامل لانها منحتنا الكثير وعلمتنا كيف نكون اعلاميين وصحفيين وصوت الاخرين....