عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Aug-2020

أزمة كورونا تكشف ضعف خدمات الدعم النفسي والاجتماعي

 

نادين النمري
 
عمان- الغد-  شدد خبراء على ضرورة تعزيز خدمات الدعم النفسي والاجتماعي باعتبارها تواجه شحا كميا ونوعيا، لافتين الى ما كشفته جائحة كورونا (كوفيد 19) من ضعف في هذه الخدمات في ظل ارتفاع عدد حالات العنف الاسري التي شهدها الأردن منذ بدء الجائحة.
هذه الدعوات، جاءت خلال ندوة متخصصة عقدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة ضمن مجموعة من الندوات لمناقشة أثر الجائحة على الأسرة في الجوانب الصحية بما فيها الصحة النفسية.
وخلال الجلسة، قدم مدير ادارة حماية الأسرة، العقيد محمود الفايز، عرضا حول تعامل الادارة مع حالات العنف الأسري، حيث بين أن خلال فترة الحظر من 18 آذار (مارس) لغاية 30 نيسان (أبريل)، فإن الادارة تعاملت مع 1534 حالة بازدياد مقداره 35 %، مبينا أن تم تحويل 76 منها كقضية عنف اسري الى المحاكم و7 منها اعتداءات جنسية.
ولفت الى ان الغالبية العظمى من تلك الحالات، تم تحويلها الى مكاتب الخدمة الاجتماعية بواقع 1451 حالة، مشيرا الى اشكالية عدم التمكن من اجراء دراسات الحالة خلال فترة الحظر ما ادى الى تراكمها فيما بعد.
الفايز في حديثه تطرق كذلك الى اشكالية عدم تمكن الجهات الشريكة والمنظمات من استصدار تصاريح تنقل لموظفيها مما أدى الى صعوبة في تقديم الخدمات من قبلهم.
واشار الى “أنه ونتيجة لخصوصية الوضع خلال فترة الحظر، فإن الادارة غيرت طريقة الاستجابة لحالات العنف الاسري وذلك عن طريق اعتماد شتى الطرق للتبليغ عن حالات الإساءة ومن ضمنها التوجه باليات الادارة الى موقع الخلاف لحله هناك او اصطحاب الحالة الى الادارة”.
من جانبه، شدد امين عام المجلس الوطني لشؤون الاسرة، محمد مقدادي، على أهمية تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي المقدمة للافراد والاسر بوصفها خدمات اساسية وضرورة للوقاية من العنف وحماية الاسرة، معتبرا ان الوضع الحالي يعكس فقرا وافتقارا كبيرا للخدمات النفسية من الناحيتين الكمية والنوعية.
وأكد أهمية تأهيل البنية التحتية للاستجابة وتغطية الحاجة المطلوبة لهذا النوع من الخدمات خصوصا في حالات الطوارئ والازمات.
ولفت مقدادي الى أهمية أن يتم توفير الخدمات بطرق مختلفة ومن ضمنها توفير الخدمات عن بعد عن طريق المكالمات الهاتفية والتواصل الالكتروني الى جانب الوسائل المعتادة في تقدمة هذه الخدمات.
أما فيما يتعلق بالصحة النفسية للاسر، فبين مدير عام معهد العناية بصحة الأسرة، ابراهيم عقل، أن الأولوية خلال فترة الحظر الاولى كانت التأكد من توفر الأسرة وغرف العزل في المستشفيات وإنقاذ الأرواح، فقد كان هناك بعض التأخير في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية خاصة النفسية بسبب وجود صعوبة في الوصول وبالتالي تلقي المراجعين لهذه الخدمات.
وأضاف، “كان الحجر المنزلي وضعا جديدا وغير مألوف للأردنيين، فتأثر به الأفراد والأسر والمجتمعات بأكملها بسبب تغير النمط والروتين المتعارف عليه لوجود حدث ضاغط ومهدد (أزمة جائحة فيروس كورونا). لذا أُجريت العديد من الدراسات بهذا الصدد: فقد أشارت نتائج دراسة قامت بها كلية الطب في الجامعة الأردنية (2020) على 5274 مشاركا إلى أن 10 % يشعرون بعدم الارتياح والقلق الشديد من المستقبل، كما أشارت إلى أن الإناث أكثر عرضة للتوتر من الذكور بسبب الحجر المنزلي”.
ولفت عقل كذلك الى نتائج مسح قام به صندوق الامم المتحدة للسكان بالتعاون مع المعهد، كشفت عن ازدياد العنف الأسري خلال فترة الحجر وبنسبة وصلت إلى 69%، وهو الامر الذي ينسجم مع ارقام ادارة حماية الاسرة بارتفاع بلاغات العنف خلال فترة الحظر بواقع 35 % مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي.
وفي نهاية الجلسة، أوصى المشاركون بضرورة تفعيل الاستجابة عن طريق وسائل التواصل الالكترونية والخط المباشر وايجاد وتعزيز فرق التواصل الميدانية لمواجهة صعوبة التواصل الميداني في ظل الظروف الاستثنائية.
وأشاروا الى اهمية رفع وعي المجتمع وبيان الآثار النفسية المترتبة على العنف في ظل جائحة كورونا وبيان اساليب الوقاية والاستجابة لافراد المجتمع وتمكين المساء اليهم من خلال زيادة وعيهم بالخيارات المتاحة أمامهم وتقديم الدعم لهم ليتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة، وزيادة وعيهم حول الخدمات المتوفرة وبيان سهولة الوصول إلى الخدمات الرئيسية التي تتسم بالأمان والخصوصية والسريّة.
وشدد المشاركون على اهمية تطبيق الاتمتة بشكل واقعي، معتبرين أنها اساس التواصل وتقديم الخدمات في ظل الظروف الاستثنائية، وأن ذلك لا يتم الا بتفعيل واقعي للاطار الوطني وعكسه على ارض الواقع بناء على خطط عمل واستجابة وتقييم، اضافة الى تحديد آلية استجابة استثنائية للوصول وتقديم خدمات لمواجهة العنف في ظل الظروف الطارئة والاستثنائية وتعزيز الربط الالكتروني لكل مقدمي الخدمات.