ترمب في رئاسته محاطاً بـ «ثلّة».. من المتصهينين واليهود؟ (2 ــ 2)*محمد خروب
الراي
فيما يُحذِّر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته/ الصهيوني بايدن, من «حقبة» تغيير سياسي كبير في ظل العودة الوشيكة لترمب. وفيما يمضي الرئيس المُنتخَب قُدماً في بذل الوعود «الخُلّبية», بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا, بعد ان تفاخر بأن يكون للولايات المتحدة «جيش قوي». (بالمناسبة الميزانية السنوية للبنتاغون هذا العام وصلت الى 850 مليار دور, ويحتمل ان تصل في عهد ترمب الى «ترليون» دولار/ (1000) مليار دولار, ويقولون لك ان واشنطن «حمامة سلام», فيما عدد قواعدها العسكرية في معظم دول العالم يُقارب 850 قاعدة).
نقول: في غمرة التصريحات المُنطلقة من واشنطن, بين رئيس أفل نجمه ولن يجد أحداً يأسف عليه عند خروجه من البيت الأبيض, بعد دورة رئاسية «يتيمة», أُجبِرَ خلالها التخلّي عن ترشّحه لولاية ثانية, بعدما تراجعت قدراتية العقلية, وبين رئيس شعبوي مُنعدم الثقافة والرصانة, لا يُؤمن بغير الصفقات الأقرب الى عقلية سمسار العقارات, ولا يستطيع أحد حتى أقرب مُعاونيه, «توقع» الخطوة التالية له في أي ملف وعلى صعيد اكثر من قضية. ما يعني ــ من بين أمور أخرى ــ اننا امام مَشهد أميركي عاصف, محمولٍ على اجواء مُتقلبة وأعاصير, قد تأخذ العا?م وخصوصا منطقتنا العربية والقضية الفلسطينية, الى مرحلة أسوأ مما هي عليه منذ السابع من أكتوبر/2023 حتى الآن., ناهيك ان فترة «الشهريْن» المُتبقِّيين على تسلّم ترمب, ستكون هي الأخرى مُسربَلة بالغموض والتكهّنات المُتضاربة.
نحن والحال هذه أمام فريق لا يخُفي أيديولوجيته الصهيوــ يهودية تماما كما رئيسه الذي لا يزال يرطن بانه في مقدمة كل رؤساء الولايات المتحدة, «دعما ومساندة سياسية ودبلوماسية وخصوصا توسيعاً لمساحتها الجغرافية, ليس فقط ضم الجولان السوري المحتل لها, بل خصوصا في إعتبار القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل, بما هي دولة «اليهود» وحدهم, ناهيك ــ وهذا ما يتوجّب علينا عدم نسيانه ــ تصريح ترمب الوقح, بانه «يُفكِّر» وهو ينظر الى مساحة إسرائيل «الصغيرة».. كيف يُمكنه مساعدتها على توسيع مساحتها؟
هنا ليس ثمة مسعى للتذاكي او دفن الرؤوس في الرمال, فتوسّع إسرائيل ــ الجغرافي/الترمبي ــ لن يكون في السودان او جنوب إفريقيا او حتى الصومال, رغم موقعها الاستراتيجي هي وجيبوتي واليمن, وهي أهداف صهيو إمبريالية مُعلنة. وما اتفاقات إبراهام التطبيعية, التي دشنها ترمب «الأول» وصهره المُستبعَد الآن عن هذه المسيرة في العام/ 2020, سوى «مَعبر» سياسي ودبلوماسي, تمهيدا لتوسّع جغرافي, يُراد منه منح مكانة الدولة المُهيمِنة, المُتقدمة تكنولوجياً والباطشة عسكريا, والمُتغلغلة استخباريا وتنسيقاً أمنياً, وخصوصا تكريسا لاندماجه? في نسيج المنطقة العربية, قائدة وكاتبة لجدول أعمالها, وليس «متساوية» بين متساوين؟
وإذا كان «مُسلمو أميركا» قد اعتبروا انفسهم «أول» المَخدوعين, من «الرئيس» الذي صوّتوا له, بدلالة التعيينات التي أعلنها, للمناصب «الرفيعة» لتولّي «مسؤولية» الملفات العربية, وعلى رأسها القضية الفلسطينية, حيث جاء بمتصهينين ويهود, على نحو يتفوّقون فيه على عصابة اليهود والمُتصهينين, الذين أحاطوا بالصهيوني/بايدن كـ«السوار», مثل بلينكن (الذي قدَمَ «يهوديته» على هويته الوطنية الأميركية), ناهيك عن جيك سوليفان/ مستشاره للأمن القومي, وكُثر في البيت الأبيض والخارجية, كما البنتاغون وما يفيض بهم الكونغرس بمجلسيه.. الشيوخ?والنواب, فإن المواقف المُعلنة التي تبنّاها هؤلاء, والمتطرفة في عدائها للفلسطينيين, ودعمها غير المحدود للرواية الصهيونية, لا تدفع للتشاؤم فقط, بل تُنذِر بما هو أسوأ. سواء في ما خص ضمّ الضفة الغربية «كاملة’ او مُجرد المنطقة «ج» وفق تصنيفات «اوسلو» الكارثية. ناهيك عن مشروع التهجير والتطهير العِرقِي, الجاري شمال قطاع غزة (كـَ«بروفة» سيتم تعميمها). دون تجاهل ما يحدث في القدس الشرقية وأحيائها, مثل سلوان «مدينة داود» في الرواية الصهيونية, كما الأحياء الفلسطينية خارج جدار الفصل العنصري, والمحسوبة على ما يُسمى «الق?س الكبرى» مثل شعفاط ومخيمها).
ليس من الحكمة التوقّف «كثيرا» عند ما كان صرّحه «سابقا», وما رطنَ به اول من أمس/الجمعة للقناة السابعة الصهيونية التابعة لمستوطنين/«القسيس الإنجيلي» المتصهين/مايك هاكابي, الذي عيّنه ترمب سفيراً في الدولة الفاشية وقوله: «لا يمكنني أن أقول شيئا لا أؤمن به, لم أكُن على استعداد أبدا لاستخدام مصطلح «الضفة الغربية»، لا يُوجد شيء من هذا القبيل، أنا أتحدّث عن يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة المُحتلة). مُضيفاً/هاكابي: «أقول للناس إنه «لا يوجد احتلال»)، بل علينا قراءة ما كان «شريك» ايلون ماسك في وزارة «الكفاءة?الحكومية».. الهندوسي الأميركي/ فيفيك راماسوامي قاله: (أتمنى أن تضع القوات الاسرائيلية, رؤوس القادة المئة الأوائل من حماس, على أوتاد وتصفّها على الحدود بين إسرائيل وغزة. كعلامة على أن ٧ أكتوبر/٢٠٢٣ لن يتكرر أبدا. الوقت حان لإسرائيل للعودة لأساسها التأسيسي. للدولة اليهودية حق مُطلق في الوجود، «هدية إلهية مُنحَت لأمة إلهية, مُكلفة بـ«مهمة إلهية»، لإسرائيل تابعَ ــ حقٌ مطلق وغير قابل للنقاش, ومسؤولية للدفاع عن نفسها لأقصى حد, بتطبيق اللغة «الوحيدة» التي يفهمها خصومها, وهي «لغة القوة». إذا أرادت إسرائيل أخيرًا ?لتخلّي عن «أسطورة حل الدولتين»، يجب على إسرائيل «التخلّي» عن حل الدولتين.