عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Apr-2020

«ولادة بلا رحم» لزهراء طالب حسن.. رواية تعاين حال أطفال الشوارع

 

عمّان -الدستور- لا تتوقف الحروب عند قتل الناس وتهديم بيوتهم وبث الخراب، بل تمتد إلى تدمير القيم الإنسانية، وتحطيم المجتمع.
 
وفي العراق الذي احتل من قبل أميركا عام 2003 ، وعانى ولا يزال من ويلات الفوضى لم تتوقف فيه المأساة عند التدمير المادي، بل انتقل إلى التدمير المعنوي والنفسي الذي طال كل مفاصل المجتمع بما فيه الأسرة والطفولة.
 
وفي روايتها الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان، بعنوان «ولادة بلا رحم»، تتناول الكاتبة العراقية زهراء طالب حسن ما خلفته الحرب على المجتمع والأسرة من ضياع، وظاهرة أطفال الشوارع ومعاناتهم من الظروف المعيشية ونبذ المجتمع لهم.
 
وترصد الروائية قصة حقيقية لتجربة هشام الذهبي الذي تطوع لإنقاذ عشرات الأطفال الذين ابتعلتهم الشوارع بعيد الحرب، وتلقفتهم أيدي الأشرار مستغلة طفولتهم لترويج آثامهم للإمعان في تخريب المجتمع وفتل الطفولة البريئة.
 
وتقول الكاتبة: «أحداث الرواية مستوحاة من مسيرة الأب الحاني على الطفولة هشام الذهبي، لكن حياة البطل الشخصية وباقي شخصيات الرواية لا تمت بأي صلة لحياة الذهبي الشخصية وإنما هي صناعة بحتة من مخيلتي».
 
وتضيف: «تناولت قصصًا حدثت وتحدث حقيقة في مجتمعاتنا، سكبت عليها من مخيلتي ما يجعلها مادة سردية متماسكة. أؤمن أن الروايات التي تعكس واقع الحال هي الأقرب إلى القلوب لأنها بلا شك مرآة المجتمع. وأسعى إلى طرق أسماع أطياف المجتمع قاطبة».
 
الرواية التي تقع في 170 صفحة من القطع الوسط تتقاطع في أقدار بطلها، مع طفل مشرَّد يعاني الظلم والحرمان، فتتحرك مشاعره تجاه معاناة الطفل، ليرى نفسه مسؤولاً عن إنقاذه من وضعٍ فُرِض عليه.
 
ويتعرض البطل في مسعاه لعراقيل متشابكة ومتتالية، ويصطدم بحقائق مستترة خلف ظلمات الشوارع العفنة، ليكتشف أن الظاهرة أكبر من الظاهر.
 
ويصل بطل الرواية إلى قناعة أن مساعدة هؤلاء الأطفال، لا تقتصر على توفير المأكل والمسكن فقط، بل يجب أن ترتكز على توفير الإحساس بالأمان، مع ضرورة الغوص في أعماقهم لاستخراج مواهبهم، والإيمان بوجودها.
 
تقول الكاتبة على لسان بطل روايتها: «ربما تكون رغبتي في إحداث تغيير في حياتي للقضاء على رتابتها؛ ما دفعني لإقحام نفسي في تعقب آثار (وائل) أو ربما هو الفضول الذي يدفعك أحيانًا إلى تصرفات لم تخطط لها مسبقًا، فتبدو وليدة اللحظة، لم تكن المرة الأولى التي أشاهد فيها أطفالًا مشردين، لكنها كانت بالتأكيد المرة الوحيدة التي اقتربت فيها من أحدهم إلى ذلك القدر. لطالما اعتبرتهم وصمة عار في جبين المجتمع، فعلى الرغم من صغر سنهم كنت أؤمن أنهم عار وجب طمره».
 
توضح زهراء بلسان الرواية، «لم أكن أنظر إليهم على أنهم أطفال، فالطفولة تعني البراءة، النقاء، وأولئك في نظري كانوا أبعد ما يكونون عن تلك المعاني. لم أتبحر يومًا في سبب تشردهم أو اعتبرهم مجرد ضحايا لجرائم ارتكبها الكبار بحق الطفولة. بالتأكيد كنت يتيمًا، لكنني لم أتعاطف يومًا مع المشردين».
 
ومن جهتها تقول الناقدة الدكتورة أسماء سالم التي تناولت الرواية ضمن قراءة نقدية فنية: «إن الرواية تتحدث عن الطفولة البائسة، وغياب العدالة والإنسانية من خلال شخصية فنية أحسنت بلسانها السرد الذاتي فتداعت أفكارها وأحاسيسها وهمومها تجاه قضية اجتماعية مهمة وملموسة وهي قضية الطفولة المحرومة، وما تعانيه من عوز. مشيرة إلى أن الكاتبة وظفت في روايتها تقنية السرد النفسي الممزوج بالسرد الموضوعي ناهيك عن شمولية العنوان، والأحداث الفنية والمواقف المنسجمة مع الشخصيات.
 
يذكر أن الكاتبة صدر لها: رواية «روح في حجر»، ورواية «سوسنة بين الثلوج»، ومجموعة قصصية بعنوان «نفوس حزينة».
 
حازت على جوائز عديدة منها؛ المركز الأول في جائزة توفيق بكار للرواية العربية في دورتها الأولى 2019 عن رواية «روح في حجر».