عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2019

25 سنة على اتفاق السلام الإسرائيلي ـ الأردني: علاقات باردة وقضايا عالقة وغضب ظاهر

 

تل أبيب -الشرق الاوسط-  نظير مجلي - على الرغم من استمرار العلاقات الدبلوماسية والتنسيق الأمني بين إسرائيل والأردن، يحْيي الطرفان مرور 25 عاماً على توقيع اتفاقية السلام بينهما في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، في ظل علاقات باردة وقضايا عالقة وغضب ونفور يتم التعبير عنهما بشتى الأشكال، خصوصاً من الجانب الأردني تجاه إسرائيل. وقد كُشف النقاب، أمس، عن آخر القضايا الشائكة التي تتعلق بشق شارع إلى المنطقة الصناعية المشتركة، المقررة إقامتها منذ سنة 1994، لكنها ما زالت منطقة جرداء يصعب الوصول إليها.
 
وحسب جهات سياسية مطّلعة فإن مشروع إقامة المنطقة الصناعية تقرر في حينه ليكون نموذجاً للعلاقات السلمية الناجعة والمثمرة. وقد تم تحديد المكان عند جسر بوابة الأردن، في الجنوب. وتم تخصيص الأرض الأردنية. وكان يفترض أن تقوم إسرائيل بمد جسر على نهر الأردن وشق شارع صغير يوصل إلى المنطقة. لكن الجسر احتاج إلى 25 عاماً حتى تم بناؤه، وقد افتُتح في فبراير (شباط) الماضي، بحضور وزراء ومسؤولين من الطرفين. لكنّ إسرائيل تمتنع حتى الآن عن رصد الموازنة اللازمة لشق الشارع، علماً بأنها لا تتعدى 15 مليون دولار.
 
لكن قضية «بوابة الأردن» لا تعد شيئاً بالنسبة إلى خيبة أمل الأردنيين من معاهدة السلام، وفق ما يقول دبلوماسيون إسرائيليون رافقوا هذه العملية طيلة سنوات وحذّروا القيادات الإسرائيلية من تبعاتها. وتقول الكاتبة الإسرائيلية نوعا لانداو، إن هناك مواضيع كثيرة تعيق عملية السلام وتفرض عليها غيوماً كثيفة. أهمها:
 
- التهرب الإسرائيلي من عملية السلام مع الفلسطينيين وفرض أمر واقعي على الأرض يمنع ويعرقل حل الدولتين للشعبين. فالسلام مع الأردن، تم في حينه على أساس أنه جزء من عملية سلام شاملة تنهي الصراع حول القضية الفلسطينية، وآخرها إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نيته ضم غور الأردن وشمالي البحر الميت لإسرائيل. وفي اليمين الإسرائيلي الحاكم، توجد عدة أحزاب وشخصيات تتحدث علناً عما تسميه «الخيار الأردني للتسوية». وتقصد بذلك أن الضفة الشرقية للأردن هي الوطن القومي للفلسطينيين وهي الدولة الفلسطينية المستقبلية. وقد تفوه بذلك مؤخراً نجل رئيس الوزراء يائير بنيامين نتنياهو. وهو أمر يثير غضباً أردنياً وفلسطينياً.
 
- المساس الإسرائيلي بالمسجد الأقصى، وتنامي الدعوة التي تسمح في الآونة الأخيرة لليهود بالصلاة في باحاته. فاتفاقية السلام الموقّعة بين البلدين في سنة 1994 تعتبر الأردن وصياً على الأماكن المقدسة في القدس وأي مساس بهذه الأماكن ترفضه القيادة الأردنية.
- هناك عدة مشاريع اقتصادية جرى الاتفاق عليها وما زالت حبراً على ورق، في مقدمتها مشروع شق «قناة السلام» ما بين البحر الأحمر والبحر الميت، التي تتعرقل بشكل كبير.
 
ويرى مراقبون إسرائيليون أن الأمر الوحيد الذي يسير كما يجب بين البلدين هو التعاون الأمني. لكنّ هؤلاء يشيرون إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله لم يلتقِ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، منذ فترة طويلة. ومنذ أربعة أشهر تفرض السلطات الأردنية على كل إسرائيلي يزور الأردن، أخذ مُرافق أردني له من الحدود حتى يعود، ولا تسمح لأي إسرائيلي بأن يدخل الأردن إلا إذا كان لديه حجز في فندق محدد وتفرض ضرائب باهظة على الدخول وحتى على الخروج من الأردن. ويرى الإسرائيليون هذه الإجراءات عملية تضييق مقصودة هدفها القول: لا نريدكم عندنا.