عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Dec-2023

طوفان الأقصى اشتقنا لزيلنسكي*إسماعيل الشريف

 الدستور

قد يكون من الخطر أن تكون عدوًا لأمريكا، والأخطر أن تكون صديقًا لها – كيسنجر
أين أنت يا زيلنسكي، نفتقدك.أين ذهب كل ذلك الاهتمام، سأطلعك على الأخبار المتعلقة بحربكم مع روسيا. عضوة الكونغرس الأمريكية مارغوري غرين تطلب إيقاف المساعدات إلى أوكرانيا فهي ليست الولاية الواحد والخمسين لبلادها على حد قولها، ورئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس يقول إن كييف لن تتلقى مساعدات جديدة قبل نهاية العام.
أقرأ تحليلات الصحافة الغربية التي دعمتك قديمًا وجعلتك بطلًا بعد أن ظهرتَ على معظم أغلفتها، هذه الأيام انقلبت عليك. ففي تقرير لمجلة فورين بوليسي عُنوِن: إعادة تعريف النجاح في أوكرانيا، على اعتبار أن ما يحدث فشل! وول ستريت جورنال تكتب: إنهاء التفكير السحري بهزيمة روسيا. والآن الكثير من الساسة والعسكريين الذين من المفروض أن يكونوا حلفاءكم يصرحون بأنه ليس أمام أوكرانيا إلا التفاوض.
أخطأتَ حين لم تستمع إلى عالم السياسة الأمريكي المشهور جون ميرشايمر الذي نصحك: إننا نقود أوكرانيا على طريق الزهور، وسوف تتحول أوكرانيا إلى دمار، بل اتبعتَ بايدن وهو يقول: لا تخبرني ما الذي تقدر عليه، أرني ميزانيتك وسأخبرك بما تقدر عليه، اعتقدتَ مخطئا بأن الإمدادات الأمريكية لن تنقطع.
أتابع كثيرًا الإعلام الغربي ليس لمعرفة آخر الأخبار، فهو إعلام كاذب وجزء من الماكنة العسكرية الغربية، أتابعه لأعرف سياسات الغرب نحو مختلف القضايا. يؤسفني إعلامكم بأن أوكرانيا لم تعد في الأخبار، ولا أموال وبالتالي لا أسلحة، والرئيس الأمريكي سيكون مشغولًا في الانتخابات في العام المقبل، والناخب الأمريكي الجائع متذمر من ذهاب أمواله إليك وأوروبا مشغولة بالاقتصاد والبحث عن بديل للغاز الروسي.
لقد تخلوا عنك وحيدًا في صقيع روسيا بدون مال وسلاح وأصدقاء لتواجه وحدك المصير المحتوم! بعد أن فقدَت النخب في الولايات المتحدة اهتمامها بكم عندما رأت فرصة أخرى لقتل النساء والأطفال في فلسطين، هي حرب سهلة فلا مضادات طائرات ولا سلاح نوويا، جربوا مختلف أسلحتهم الحديثة من قنابل ذكية وقنابل غبية وقنابل حارقة خاصة بالأطفال وقنابل سكاكين تطير الرؤوس والأطراف تستخدم لأول مرة، وقد أعطت هذه الأسلحة نتائج مبهرة فقتلت أكثر من خمسة عشر ألف شهيدًا، أكثر من ثلاثة أرباعهم من النسوة والأطفال، خلافًا لملايين الأطنان من الأسلحة التي أرسلت إليكم ولم يستفيدوا منها.
ولكنهم نسوا شيئًا مهمًا، أنه بخلافكم في فلسطين شعب الجبارين، لديهم فقط مضادات دبابات وهواتف خلوية فضحت المحتل ومن خلفه، والأهم من ذلك لديهم عقيدة قوية راسخة، يرفضون أن يقارنهم التاريخ بأحد الشعوب التي أبادها الرجل الأبيض وشرب من دمائهم بعد أن اتهمهم أنهم متوحشون متمردون.
آسف، لنعد لأوكرانيا فقد أخذني» الحماس».
لم تتعلم أبدًا من حركة التاريخ، هذه الامبراطوريات تبنى على جماجم الأبرياء. اعتقدتَ أنك طفلهم المدلل، أعتقد أنك تعلم كيف جاءوا بك بعد أن انقلبوا على الحكومة الموالية لروسيا وأجلسوك على رأس حكومة «كومبرادور»، تحالف بين الطبقة البرجوازية ورأس المال الأجنبي، وأعتقد أنك شخصيًا ومن حولك من الجنرالات قد استفدتم من مال الغرب وأسلحته، ألم تقرأ في الأخبار بأن بعضًا من سلاحكم قد وصل للمقاومة!
كان عليك أن تتعلم من تجربة عشرات القادة الموالين للولايات المتحدة وهي تتخلى عنهم، ألم تتخلَّ عن جعفر النميري الرئيس السوداني الذي ساعدهم في نقل يهود الفلاشا ودفن الفضلات النووية في بلده، والرئيس التونسي زين العابدين بن علي، رجلهم في تونس وخارج تونس، سقط بعد أن أوعزوا لقائد الجيش برفع الحماية عنه، وعشرات غيرهم.
كان عليك أن تسمع للرئيس المصري حسني مبارك وهو يقول: اللي متغطى بأمريكا عريان، وقد رفعوا الغطاء عنه، عليك أن تعلم بأنك لم تكن إلا بيدقًا في رقعة الشطرنج، فالإمبراطورية لا تحركها إلا مصالحها!
هنيئا لك لقد أخذت موقعكم في التاريخ إلى جانب كيسنجر مؤسس السياسات الأمريكية.