عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Aug-2019

خمس سنوات علی الجرف الصامد - عاموس یدلین
یدیعوت أحرنوت
 نحیي ھذه الایام خمس سنوات على حملة ”الجرف الصامد“ و 13 سنة على انتھاء حرب لبنان
الثانیة. واذا كنا حصلنا في الشمال على 13 سنة ردع قوي وھدوء شبھ مطلق، فالوضع في الجنوب
بعید عن ذلك. في 2014 ،بعد اسبوعین من القتال، وصفت نتائج الجرف الصامد كـ ”تعادل
استراتیجي غیر متماثل“، والاستنتاج بقي على حالھ حتى في نھایة 21 یوما من المعركة، وھكذا
صحیح رؤیة الوضع الیوم أیضا.
لقد جلبت الجرف الصامد الھدوء الى الجنوب لثلاث سنوات ونصف. ولكن منذ اذار 2018 عادت
تنقیطات الصواریخ، العنف ومحاولات العملیات في مجال الجدار، مثلما ایضا جولات القتال
القصیرة والمكثفة كل بضعة اشھر. سكان الجنوب لا یحصلون على الامن الذي یستحقونھ.
خمسة دروس اساسیة تعلمناھا من الجرف الصامد، كلھا ساریة المفعول الیوم ایضا. الاول ھو ان
اھداف المعركة، ”الھدوء مقابل الھدوء والضربة الشدیدة لحماس“، لم تعرف كما ینبغي ولم تتحقق
عملیا.الھدوء تحقق لزمن قصیر نسبیا، والضربة لغزة كانت قاسیة، ولكن حماس – ولا سیما
الذراع العسكریة – لم تتضرر بقدر یخلق ردعا واملاءا لشروط انھاء جیدة لاسرائیل.
الدرس الثاني ھو أن الرغبة في الحفاظ على حماس كعنوان مسؤول – ”مردوع وضعیف“ – ھو
ھدف یعاني من تناقض داخلي. التمسك بك ادى الى تمدید المعركة الى ما بعد مرحلة النجاعة، منع
ضربة شدیدة للذراع العسكریة لحماس وساھم في ان كانت حماس في نھایة المواجھة غیر مردوعة
بما یكفي وغیر ضعیفة بما یكفي.
الدرس الثالث ھو الاشكالیة في خلق الثنائیة المغلوطة بین احتلال غزة وبین عملیة جویة بالمقابل،
دون خلق استراتیجیة وسطى ناجعة. فقدرات الجیش الاسرائیلي حیال حماس، التي لیست العدو
الاقوى الذي یواجھھ الجیش الاسرائیلي في المنظور معدد الجبھات، تسمح باتخاذ المبادرة واملاء
معركة مختلفة تماما عما خططت لھا منظمة محدودة مثل حماس. ان على مفھوم الامن القومي
الاسرائیلي ان یكون البوصلة بالنسبة لنا في تخطیط معركة قصیرة، مع الاسس التي خدمت
اسرائیل في معارك الماضي: حسم واضح وسریع ونقل المعركة الى ارض العدو. من الحیوي
التمسك بمبادئ الحرب الكلاسیكیة كالمبادرة والھجوم، الخدعة، تركیز الجھد، اخراج العدو من
توازنھ، التواصل والاستمراریة.
الدرس الرابع ھو أنھ على الخطوة العسكریة أن تؤدي الى وضع یستكمل بخطوة سیاسیة. في
الجرف الصامد لم یحصل الامر – لا حیال الامم المتحدة، لا حیال العالم العربي ولا حیال السلطة
الفلسطینیة.
وأخیرا، الدرس الخامس ھو أنھ یوجد الى جانب أن شروط النھایة للمعركة لم تعنى بنزع سلاح
حماس ولا بتجنید تعاظمھا العسكري. ھكذا نصل الى مواجھات السنة والنصف الاخیرة، مع حماس
اقوى واكثر تسلیحا، ذات قدرات مضادات للدروع ووسائل صاروخیة محسنة من حیث المسافة
وقوة الرؤوس المتفجرة.
على فرض أنھ حتى الانتخابات لن تتصرف الحكومة بشكل مختلف عما تصرفت بھ حتى الان، فان
الحكومة القادمة ملزمة بان تقود تغییرا مھما في المیزان الاستراتیجي لاسرائیل حیال حماس في
قطاع غزة. توجد خمسة بدائل واقعیة.
الاول ھو استمرار السیاسة الحالیة: ادارة النزاع، خلق شروط لتھدئة طویلة في مركزھا منطق
دفاعي وردعي – الى أن یرتكب احد الطرفین خطأ وتخرج مواجھة.
الثاني ھو الوصول الى ”ھدنة طویلة المدى“ بین اسرائیل وحماس: على فرض أننا لا نستسلم
لمطالب حماس غیر المقبولة، الامكانیة للوصول الى ھدنة بعیدة المدى ھي فقط عبر معركة
عسكریة مع نتائج جیدة اكثر من الجرف الصامد.
الثالث ھو الدفع الى الامام بمصالحة فلسطینیة داخلیة، تتضمن تجرید القطاع من أجل السماح بعودة
السلطة الفلسطینیة الى غزة – بدیل یتعارض مع نھج الحكومة الحالیة، التي ترى في وجود كیانین
فلسطینیین منفصلین وضعیفین ھدفا مھما لمنع العودة الى مسیرة سیاسیة.
الرابع ھو القطع المطلق للقطاع عن اسرائیل. اغلاق المعابر لاسرائیل وفتحھ امام مخرج بحري
والى سیناء. المشكلة الاساس في ھذا النھج ھو توجیھ قطاع غزة لیقع في الیدین المفتوحتین لایران، في الطریق الى مواجھة مستقبلیة محتمة.
اما البدیل الخامس والاخیر فھو قیادة معركة لاسقاط الذراع العسكریة لحماس او حكم حماس، وبعد
ذلك العمل على استقرار وتصمیم الواقع المستقبلي في غزة.
كل واحد من البدائل یمر عبر ضربة مبادر الیھا وشدیدة للذراع العسكري لحماس، في معركة
عسكریة وسیاسیة تختلف تماما عن تلك التي جرت قبل خمس سنوات.
*رئیس معھد بحوث الامن القومي