عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jun-2021

هل تراجع بايدن؟*د. زيد حمزة

 الراي

من المهم متابعة وعود جو بايدن فهو الرئيس الذي جاء به الشعب الأميركي لكرسي الرئاسة ليستريح ويريح العالم من دونالد ترامپ الذي ظل يشكل حتى آخر لحظة من عهده خطراً داهما ليس على الولايات المتحدة فحسب بل على البشرية بأسرها،فقبل أسبوعين كتبتُ مرحبًا بقراره رفع الضرائب على أربا ح الاثرياء الكبار الى ٢٧٪‏ (بعد ان كان ترامپ قد خفّضها إلى ٢١٪‏)، مع محاربة التهرب الضريبي في الملاذات الآمنة، وتمنيت عليه الا يتراجع فالحصيلة ضخمة وسوف تساعد شعب الولايات المتحدة وباقي الشعوب على تجاوز صعوباتها الاقتصادية العديدة وتستعيد الطبقات الوسطى دورها الهام الذي تقلص كثيراً حتى في الدول الصناعية الغنية، لكنه في اجتماع مجموعة السبع المنعقد في بريطانيا خيّب كثيراً من الآمال حين وافق عَلى نسبة ١٥٪‏ (بدل ال٢٧٪ الموعودة !‏) مما يذكّر بتراجع الرئيس اوباما إبان أزمة ٢٠٠٨وامام ضغوط نفس القوى مع اختلاف الظر?ف والأسماء، وإزاء ذلك حاولتُ الاطلاع على اهم المصادر عن التهرب الضريبي الفادح في ظل القوانين القائمة التي «تُدبَّر عادةً بليْل» فتعطي الفرصة لأصحاب الثروات الخرافية كي لا يدفعوا الضرائب المستحقة عليهم كما يدفعها باقي المواطنين عن عملهم وكسبهم، فوجدتُ في النيويورك تايمز ٩/٦/٢٠٢١ مقالاً كتبه خمسة مختصين بينهم ثلاثة وزراء خزانة سابقين في ادارات الرؤساء اوباما وجورج بوش وبيل كلينتون بعنوان «نحن أدرنا وزارة المالية،وهكذا يمكن كبح التهرب الضريبي» شرحوا فيه اقتراحهم المشترك لتحصيل الضرائب الحقيقية إذا تحررت الحكو?ة الاميركية من سطوة الشركات الكبرى، وذكروا محذرين ان الضرائب المتهرَّب منها لو بقي الوضع على حاله سوف تبلغ في السنوات العشر القادمة رقماً فلكياً يقدرونه بسبعة تريليونات من الدولارات! وقد اطلعتُ ايضاً على دراسة مطولة للملفات السرية لدائرة ضريبة الدخل نُشرت في ١٠/٦/٢٠٢١عن «پرو پابليكا» احد حصون الصحافة الاستقصائية والمراجع الموثوقة للأخبار المستقلة واستغرق إعدادها ستة شهور بعنوان » كنز من المعلومات التي لم تظهر من قبل» وكشفتْ ان الأكثر ثراءً في اميركا هم الأكثر تهرباً من دفع الضريبة على أرباحهم فمثلا جيف بيز? أغنى رجل في العالم لم يدفع دولاراً واحداً على ارباحه في عامي ٢٠٠٧و٢٠١١، وإيلون مَسْك (مؤسس تسلا) ثاني أغنى رجل في العالم لم يدفع شيئاً عن عام ٢٠١٨!
 
وبعد.. الموضوع كبير، ولا يسعني قبل إنهاء هذه العجالة الا ان أرحب بالتبرع السخي الذي أعلنه الرئيس بايدن بنصف مليار جرعة من اللقاح ضد كورونا وقد تبعتْه باقي دول مجموعة السبع بنصف مليار أخرى لكي توزع على ٩٦ دولة محتاجة، وإن كنت أتمنى ان يرافق التبرعَ قرارٌ يحلُّ المشكلة جذرياً بإلغاء احتكار الملكية الفكرية لإنتاج اللقاح من قبل شركات الأدوية الكبرى لإفساح المجال لمصانع الأدوية الكفؤة في اي بلد لصنعها كي يحصل عليها كل الناس ويتم الانتصار فعلاً على الوباء.