عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Mar-2020

ظلال من معركة الكورونا - رمزي الغزوي

 

الدستور - حين سكتت لعلعة الحروب تحت وطأة وسطوة وحضور التاج الفيروسي الكوروني. وسنتساءل بألم وفجيعة عن مليارات الدولارات المضخوخة في بناء ترسانات أسلحة تتكدس في المستودعات. ونتحسر على أنه بثمن صاروخ صغير كان من الممكن أن نصنع عشرات الأسرة المجهزة للعناية الحثيثة في مستشفيات نحتاجها في مثل هذه الأوقات العصيبة. 
 
أتألم أكثر على إيطاليا. وكيف تُركت وحيدة في معركتها إلا من بعض مساعدات من الصين وروسيا. وبكل جدية أفتش عن مبرر للاتحاد الأوروبي يفسر هذا الصدود. ما جدوى العلاقات بين الدول إن لم تتساند في شدائد الأمور.  
 
مدينة نيويورك تفاحة العالم تئن وتطلب المساعدة وهي تنتظر الأسوأ. كيف دب فيها هذا الوباء بهذه السرعة المباغتة. لربما أن الغرور البشري هو الذي جعلنا  لا نقتنع بعدو صغير غير مرئي بحجم كورونا. وننسى أنها أفتك من أية حرب من حروبنا.  
 
الخبز الذي تعارك عليه بعضنا حين تم توزيعه. هذا الخبز شاهدنا مئات الربطات منه معلقة بكل أسف على جوانب حاويات القمامة في الطرقات. لربما أن لا شيء يملأ عين الإنسان إلا التراب. 
 
في كل الحروب والأزمات يظهر دوما صغار النفوس. ينهضون بكل قسوة؛ ليربوا ثروات في ظل مصائب مجتمعهم. هم تجار الحروب والكروب. وجشع البعض منا يقدم لهم العون ليؤسسوا أسواقا سوداء تتحكم بالسلع وتحتكرها  وترفع سعرها. 
 
لم نر ذلك التعاطف المطلوب مع أول ضحية للكورونا في بلدنا. ربما لأن البعض يعتقد أنها قد عاشت من العمر عتيا. ولم يفكروا في أسرتها ومحبيها، ولم ينتابهم شعور كيف يموت الواحد في غرفة معزولة ويدفن بكل صمت. 
 
 المطلوب من الناس أن يتباعدوا جسديا، ويتقاربوا عاطفياً في مثل هذه الأوقات. رسالة نابعة من القلب إلى أصدقائنا وأحبتنا قد تكون شافية كافية. والمهم أن نتعهد بحماية أنفسنا وحمايتهم هذا هو المطلوب. 
 
نعم لتقدير الأعمال. ونعم للإشادة بكل وزير أو مسؤول يعمل بجد. جميل أن نستحسن الحسن ونستقبح القبيح.. 
 
المبالغة سبب لتفريغ الأشياء من معناها وفحواها. تمام مثلما ظهرت الموجة التي ركبها الكثيرون منا في كتابة ما يشبه النعي، حين تقرر عزل مدينة أربد. الأمر إجراء عادي جدا. نحن سنخرج من الأزمة وسنتخطاها. نحن نتمسك بالأمل.