عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Dec-2020

إفراط المراهقين بمتابعة “السوشال ميديا” يغذي أعراض الاكتئاب

 الغد-ليما علي عبد

وجدت دراسة حديثة أن المراهقين الذين يقضون ساعات كثيرة من يومهم في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي تكون احتمالية إصابتهم بالاكتئاب في المستقبل القريب أعلى بكثير مقارنة بأقرانهم من غير المتابعين لها بكثرة. وقد أظهرت دراسات عديدة أخرى أجريت مؤخرا هذه النتائج نفسها، وهذا بحسب موقعي “WebMD” و”HealthDay” اللذين أشارا إلى أن السؤال الذي يجب طرحه هو ما طبيعة العلاقة بين متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ومرض الاكتئاب؟
يرى خبراء أن الإفراط في متابعة “السوشال ميديا” منها “فيسبوك” و”تويتر”، يغذي أعراض الاكتئاب. لكن مصابي الاكتئاب، من جهة أخرى، غالبا ما يكونون انسحابيين في العلاقات وجها لوجه مع الآخرين، ما يجعلهم يلجأون لتلك المواقع للتواصل مع الآخرين ويقضون أوقاتا طويلة فيها. وقد أجريت هذه الدراسة بغرض التعرف على ما إن كانت متابعة مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من احتمالية إصابة المراهقين مستقبلا بالاكتئاب أم لا. وظهر أن تلك المتابعة تؤدي بالفعل إلى زيادة احتمالية الإصابة به.
وقد شارك في هذه الدراسة نحو ألف شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما من غير المصابين بالاكتئاب عند بداية الدراسة، وذلك بناء على إجاباتهم عن استبيان خاص للتعرف على المصابين بالاكتئاب. ثم طلب الباحثون من كل مشارك ذكر عدد الساعات التي يقضيها عادة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، ثم أعيد تقييمهم من حيث إصابتهم بالاكتئاب أو عدمها بعد 6 أشهر.
وأظهر هذا التقييم إصابة نحو 10 % من هؤلاء المشاركين بالاكتئاب. وقد كان الاكتئاب أكثر انتشارا بين من يقضون ما بين 5 ساعات يوميا في متابعة تلك المواقع. ويشار إلى أن الباحثين الذين أجروا هذه الدراسة ذكروا أن هذه النتائج لا تؤكد وجود علاقة سبب ونتيجة بين متابعة مواقع التواصل الاجتماعي والإصابة بالاكتئاب؛ إذ إن عوامل أخرى قد تكون سببا إضافيا وراء ذلك.
العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب غالبا ما تكون عديدة ومركبة؛ أي أنه من غير الممكن أن يسببه عامل واحد فقط. فعلى سبيل المثال، قد يكون لدى الشخص مشاكل عائلية تجعله يلجأ إلى قضاء وقته في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الهروب من التفكير بها. وعندها تكون تلك المشاكل عاملا مسببا للإصابة به؛ أي أن الإكثار من متابعة تلك المواقع قد يكون مجرد خطوة سابقة للإصابة بالاكتئاب وليس سببا مؤديا إليه. كما أنه يجب الوضع بعين الاعتبار كيفية استخدام الشخص لتلك المواقع، فذلك له تأثير كبير في تحديد احتمالية تسببها بالإصابة بالاكتئاب. فعلى سبيل المثال، قد يستخدمها بعض الأشخاص بهدف التواصل الإيجابي مع الأصدقاء وعمل صداقات جديدة، بينما قد يستخدمها آخرون بمراقبة غيرهم ومقارنة أنفسهم بهم والغيرة من نجاحاتهم، وذلك بالطبع يؤثر تأثيرا شديد السلبية في الصحة النفسية.