عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Jan-2020

صفحات متخصصة بالمدن والأحياء على “فيسبوك” تنقل هموم ساكنيها

 

منى أبوحمور
 
عمان–الغد-  لم تعد الصفحات الرسمية للمحافظات والمدن الكبيرة على موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر”، هي المتصدرة والوحيدة التي يتم من خلالها إيصال المشاكل التي يعاني منها السكان بجوانب عدة، خصوصا الخدمية؛ إذ تفرع عنها صفحات أكثر تخصصا ترصد ما يحدث بالمدن الصغيرة والأحياء، والمعوقات والمشاكل فيها، في محاولة لإيصال صوت السكان.
واتخذ مواطنون من صفحات رسمية على “فيسبوك” مسميات متعددة لتلك الأحياء والمناطق التي يسكنونها، لتكون منبرا لأهالي تلك المناطق يتناولون من خلالها أهم الأحداث والقصص التي تدور فيها، ويعرجون على العادات والتقاليد التي تتميز فيها، فضلا عن رصدهم أهم المشاكل التي تعاني منها تلك المنطقة ومواجهة المؤسسات الخدمية والدوائر الحكومية المسؤولة عن أي خلل تتعرض له تلك المناطق.
وعلى سبيل المثال، تضج الصفحة الرسمية لمنطقة عنجرة في محافظة عجلون بأهم الأخبار التي تحدث بشكل يومي فيها، كما يتناول القائمون على هذه الصفحة وهم من أبناء السكان المحليين، أهم الأحداث التي تدور فيها والمشاكل التي تعاني منها المنطقة سواء في البنية التحتية وما يخلفه الشتاء من مشاكل عدة، وغيرها من القصص.
وعلى الصفحة الرسمية لمدينة السلط، يتشارك أبناء المدينة همومهم ومشاكلهم التي تعاني منها المنطقة، بدءا من تراكم النفايات في المدينة بشكل عشوائي، ومشكلة أنابيب المياه في معظم الأحياء والتي تغمر الشوراع بالمياه وغيرها من المشاكل التي يرصدونها باستمرار بالصوت والصورة.
وعلى الصعيد الاجتماعي تقدم هذه الصفحات دعما كبيرا للأسر العفيفة من أهالي المنطقة؛ حيث يلبي أبناء المدينة نداء المحتاج، ويقدمون العون والمساعدة سواء بالتبرع بالملابس أو الطعام أو حتى دفع الديون المتراكمة.
كما دفعت المشاكل الجوية التي تعرضت لها الأردن خلال العامين الماضيين وما ألحقته من أضرار بالبنية التحتية والمحلات التجارية والبيوت الخاصة، الكثير من المواطنين لإنشاء صفحات خاصة على “فيسبوك” لتلك المناطق والسعي لتكاتف الجهود لحل المشاكل فيها وإيصال أصواتهم للمسؤولين.
“وسط البلد-عمان”، إحدى الصفحات الرسمية التي تلقي الضوء على مشاكل المنطقة وأهم الأحداث والأخبار التي تهم السكان والعاملين فيها، كما تفتح المجال لأصحاب المحلات التجارية للإعلان عن عروضهم عبر هذه الصفحة.
ومن جهة أخرى، يحرص القائمون على هذه الصفحة على مشاركة استغاثة محتاج، أو حاجة مريض لعلاج أو تبرع بالدم، كما يتم التذكير دائما بضرورة التكافل الاجتماعي في فصل الشتاء والتبرع بالملابس والمدافئ.
الأمر كان مختلفا مع الحاج حسن علي الذي أصبح يرصد العديد من المشاكل في الحي الذي يسكنه من خلال كاميرا هاتفه الجوال أثناء ذهابه إلى السوق أو المسجد للصلاة.
ويقول “وجود هذه الصفحات على فيسبوك جعل حلول تلك المشاكل تتحقق بشكل أسرع، لكن إذا تقدم المواطن بشكوى رسمية قد تأخذ وقتا طويلا ويمكن أن يتم تجاهلها”، لكن “فيسبوك” سهل من وصول تلك الشكاوى وبالتالي إمكانية استجابة المؤسسات الخدمية والدوائر الحكومية بشكل أسرع، خصوصا أنها توثق بالفيديو والصور.
ويلفت الحاج علي إلى أن غالبية الشكاوى التي تقدم بها جيرانه عبر الصفحة تم حلها ولو بشكل مؤقت، الأمر الذي جعل “فيسبوك” بالنسبة لهم ضروريا حتى لمعرفة أخبار المنطقة من الجوانب كافة.
ومن جهته، يرى اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن إقبال الكثير من الشباب على إنشاء صفحات متخصصة للحديث عن المدن والمحافظات الأردنية التي يعيشون فيها يعكس وعيهم الكبير واهتمامهم ومحبتهم لهذه الأماكن وارتباطهم بها.
ويشير إلى أن هذه الصفحات تعكس مدى أهمية المشاركة المجتمعية على مستوى الأحياء والمناطق الصغيرة في المطالبة بالإصلاح والتأهيل والصيانة وإيصال أصوات السكان ومطالبهم بشكل مفصل ودقيق ووصف الحال بشكل متخصص عن الأحياء والمناطق وليس المدن أو المحافظات الكبيرة بشكل عام.
ويشير الخزاعي، بدوره، الى أن إلقاء الضوء على المشاكل والمخالفات عبر هذه المنصات، يؤدي إلى وضع هذه المطالب أمام الجهات المسؤولة عن هذه الأحياء ويلفت نظرها إلى أهمية هذه المناطق والعمل على تحسين الخدمات فيها.
ووفق الخزاعي، ينبغي أن تهتم الجهات المسؤولة بمتابعة هذه الصفحات، ومعرفة مطالب الأهالي، والمساعدة على إيصالها وممارسة الدور المسؤول تجاه ذلك.
ويرى الخزاعي أن إيصال المطالب الشعبية أمر إيجابي، ويُظهر دور المواطن الحقيقي وتفكيره بغيره سواء بمجتمعه أو حارته، وتكون المطالبة بجرأة أكثر لأنهم أصحاب حق ومتضررون من المشاكل التي يتم تداولها، خصوصا المياه والخدمات والحدائق العامة والبنية التحتية.
ويعتبر الخزاعي هذه المشاركات والتفاعل الإيجابي من خلال الصفحات وبإبراز مشاكل مناطق بعينها امتدادا لمشاكل المدن الكبيرة؛ حيث يضع المواطن إصبعه على الخلل، وبالتالي تظهر بشكل أسرع ويتم معالجتها في الوقت المناسب.
ويقول الخزاعي “إن أهالي الأحياء والمناطق الصغيرة ينقلون تفاصيل وأحاديث من خلال هذه الصفحات لم يتم تغطيتها إعلاميا أو من قبل جهات الاختصاص، إلى جانب دورهم في إيصال الحدث كما يعيشونه، وتغطيته بشكل يومي، مما يعكس أهمية وجود هذه الصفحات”.
ويثمن الخزاعي الجهود التي يبذلها الشباب في إدارة هذه الصفحات وحرصهم على تقديم المعلومات والمحافظة على تراث مدنهم والترويج لها، وحتى الحديث عن قصص النجاح بتلك المناطق، كل ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تعبر عن لغة العصر.