عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jan-2020

ترامب بلا تجربة ومعرفة وحكمة بقضايا الحرب - حيمي شليف

 

هآرتس
 
مؤيدو ترامب في اوساط اليمين هتفوا له لكن اغتيال سليماني سيجعله بمواجهة تداعيات ومخاوف ما كانت لتكون مع رئيس آخر وكان العالم سيشعر بأمن أكبر.
الولايات المتحدة تسببت بضربة قاضية لإيران ليلة الجمعة الماضية. تصفية قائد قوة القدس في حرس الثورة الايراني، قاسم سليماني، أضرت بصورة ومكانة القيادة الإيرانية، وهي يمكنها التشويش على مؤامراتها الاقليمية. ولو أنه لم يكن الرئيس الأميركي هو دونالد ترامب، لكان معظم العالم سيشعر بأن الشرك لسليماني وشخصيات رفيعة اخرى قرب مطار بغداد قد حول العالم إلى مكان أكثر أمنا.
ولكن ترامب قصة اخرى. أحكامه هتفت له في اليمين الإسرائيلي والأميركي. ولكن في معظم عواصم العالم وفي نصف الولايات المتحدة على الأقل فان قراره الموافقة على اغتيال سليماني يثير على الأغلب القلق. الكثيرون ممن يؤدون التحية لترامب على مجرد ازاحته لأحد الاشرار، مثل سليماني، من ساحة الشرق الاوسط، لا يثقون على الاطلاق على قدرته على مواجهة نتائج افعاله.
ترامب عاد وأوضح بأن توجهه ليس نحو الحرب، لكن توجد لديه طرق مختلفة من اجل الامتناع عنها. بعد أشهر كثيرة على غياب الرد الأميركي الضعيف على استفزازات إيران، ترامب لم يكتف بتصعيد محدود، بل اختار رد كبير يمس بقلب نظام عدوه. إذا اندلعت الحرب، فعلى الاقل الجميع سيعرفون متى وأين بدأت.
وحسب اقوال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، فان عملية اغتيال سليماني جاءت في اعقاب معلومات استخبارية عن هجوم قريب على القوات الأميركية في المنطقة. ومع أخذ ذلك في الحسبان فان العملية الأميركية تظهر بأنها معقولة ومنطقية. ولكن المعقول والمنطق ليسا مزايا يمكن نسبها لترامب على الاغلب. والاكثر معقولية هو الافتراض بأن سبب قراره الحقيقي، الذي يشذ عن النماذج التي حددها في السابق، ينبع كالعادة من الاعتبارات الشخصية واعتبارات “الأنا”، التي ستغلف من قبل مساعديه كدليل على رؤيته الاستراتيجية الواسعة.
من غير المستبعد، مثلا، أن ما اخرج ترامب من ضعفه وعدم مبالاته التي اظهرها حتى الآن تجاه إيران هو هجوم المتظاهرين الشيعة في الأسبوع الماضي على السفارة الأميركية في بغداد. أميركيون كثيرون بالتأكيد تذكروا الحصار الإيراني المهين للسفارة الأميركية في طهران وأخذ رهائن، فور اندلاع الثورة الإسلامية في إيران. ولكن الربط الفوري – بالتأكيد لترامب – كان مع الهجوم في العام 2012 على القنصلية الاميركية في بنغازي، الذي قتل فيه اربعة اميركيين، من بينهم السفير كريستوفر ستيفانس.
إذا كان يوجد أمر يشعل خيال ترامب ويحثه على العمل فهو احتمالية أن يظهر كنقيض كامل لسلفه براك اوباما. وفي حالة بنغازي ايضا كنقيض لعدوته في العام 2016، هيلاري كلينتون. الضربة الاستراتيجية التي وجهها ترامب لايران ردا على احداث اقل شدة من هجوم بنغازي، ستستخدم الآن كدليل قاطع على تصميمه وعلى قوته، مقابل ضعف واستخذاء أسلافه. بعد بضع دقائق على الاعلان عن اغتيال سليماني، فان مشجعي ترامب في اسرائيل وفي امريكا، على حد سواء، وضعوا أيديهم على هذا الاكتشاف.
إسرائيليون كثيرون ايضا وجدوا أنه من الصحيح وعظ الديمقراطيين ومنتقدين آخرين لترامب لأنهم لم يهتفوا له بسبب احدى الخطوات الحاسمة والهامة في ولايته. ويمكن التساؤل اذا كانت التحية والوقوف بصمت في كل حالة عمليات حربية من قبل الحكومة هي في الواقع رد مناسب للمعارضة في دولة ديمقراطية.
مع ذلك، من الجدير تذكر أن الولايات المتحدة ليست في حالة حصار أو حرب، وليس كل عملية عسكرية تعتبر فيها كتجسيد للعدل المطلق الذي يحتاج الى التأييد التلقائي.
ثانيا أن للأميركيون تجربة صعبة وباهظة الثمن من الخنوع لطبول الحرب، التي يسمع صداها والتي أدت قبل عشرين سنة تقريبا إلى كارثة حرب العراق. ثالثا، الكراهية والبغضاء تجاه ترامب وصلت حقا الى ابعاد كبيرة، حيث أن خصومه يجدون صعوبة في مدحه، بالتأكيد بشكل علني. ولكن يصعب الادعاء بأن ترامب لم يكسب عدم الولاء بنزاهة.