عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Nov-2024

قمم حقيقية واجتراح حلول*بلال حسن التل

 الراي

اختتمت مقالي السابق عند تسلم العالم والقائد التربوي والثقافي والمفكر الاستاذ الدكتور محمد احمد الشريف، لدفة قيادة جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، اكبر المؤسسات الدعوية الثقافية العلمية التنموية الإسلامية انتشارا في العالم، ثم جمع معها دفة قيادة أكبر إطار تنسيقي حركي سياسي دعوي اسلامي على مستوى العالم، ضم في عضويته مئات المنظمات والجمعيات والاحزاب، ومراكز الدراسات، من (74) دولة على امتداد كل قارات العالم. اعني بها القيادة الشعبية الاسلامية العالمية،
 
حيث اتيح لي العمل بمعيته والتعلم منه. فقد كنت عضوا في جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ثم شاركت في المؤتمر التأسيسي للقيادة الشعبية الاسلامية العالمية، وصرت عضوا في امانتها العامة، التي كان من بين اعضائها، الأزهر الشريف، ورئيس امة الإسلام في الولايات المتحدة الأميركية، ورئيس المحكمة العليا في المالديف، ورئيس جمعية علماء الإسلام في باكستان، ورئيس الجمعية المحمدية في إندونيسيا، ورئيس الجبهة الوطنية في أفغانستان، والأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، ورئيس ادارة مسلمي القوقاز، ورئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في اسبانيا، ورئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر، وغيرهم. من قادة التنظيمات الوازنة في بلادها وخارج بلادها.
 
ولما كنت في فترة من الفترات من اصغر اعضائهما سنا، اعني الجمعية والقيادة، فقد كنت حريصا على الاستفادة والتعلم من تجارب القادة والعلماء، والمفكرين الذين كنت التقيهم في إطار نشاطات هاتين المؤسستين العالميتين، اللتين كانتا تنفذان في مناطق مختلفة من العالم ما بين مجاهل أفريقيا، وثلوج سويسرا وشمس اندونيسيا وماليزيا، مما كان يمكننا من التعرف على ثقافات الشعوب ومشاكلها على أرض الواقع.
 
كما اسلفت فقد شكلت القيادة الشعبية الاسلامية العالمية، اطارا عالميا تلتقي فيه المئات من الأحزاب والجمعيات والمنظمات والشخصيات، من مختلف بقاع الارض، مثل حزب الرفاه في تركيا، وحزب العمل في مصر، وحركة مجتمع السلم في الجزائر، وحزب العدالة والتنمية المغربي، وحركة التوحيد في لبنان، والفدرالية العامة لمسلمي اوروبا، ومنظمات واحزاب وجمعيات من كندا وأستراليا وروسيا وجنوب شرق اسيا، والاميركيتين.
 
وكانت اجتماعات القيادة الشعبية الاسلامية، تشكل قمماً حقيقية فكرية وسياسية وتنظمية، تجترح حلولا لقضايا الأمة والإنسانية بسبب مستوى وأهمية الشخصيات التي كانت تشارك فيها، وتنوعها الفكري والاجتماعي، ونفوذها على مستوى بلدانها وعلى مستوى الاقاليم التي تقع فبها بلدانها، أمثال رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، والزعيم التركي نجم الدين اربكان ورئيس وزراء تركيا الاسبق، وغالبا ما كان يرافقه الرئيسان التركيان فيما بعد، عبدالله أوغلو ورجب طيب اردوغان.
 
وممن كانوا يحضرون اجتماعات القيادة حسن الترابي من السودان، وراشد الغنوشي من تونس، وإبراهيم شكري مؤسس حزب العمل في مصر، ومحفوظ نحناح الذي خاض انتخابات الرئاسة الجزائرية، وعضو البرلمان الجزائري عبد الرحمن دحمان السعيدي، والدكتور سعد الدين العثماني وزير خارجية المملكة المغربية فيما بعد، والمقرئ الإدريسي عضو البرلمان المغربي، والشيخ محمد صالح الحسيني الزعيم النيجيري ورئيس هيئة الافتاء في نيجريا الذي يفوق اتباعه من الصوفية الثمانين مليوناً في نيجيريا وحدها. وغيرهم كثير ممن لا يقلون عنهم اهمية وثقلا.
 
وكما فصلت في المقال السابق، فان الدكتور الشريف صاحب تجربة ثرية يمكن تعلم الكثير الكثير منها، خاصة في مجال الادارة المرنة التي تجمع بين الحزم واللين، والقدرة على اتخاذ القرار، وحسن الاستفادة من الوقت وبالتنظيم، والمتابعة.
 
بهذه الصفات ادار الدكتور الشريف جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، وبنفس الاسلوب ادار القيادة الشعبية الاسلامية العالمية، بصفته امينا عاما لها، ورأس هرمها الإداري، وقد جمع بقدرة عجيبة بين قيادة هاتين المؤسستين العالميتين.
 
لقد كان الدكتور محمد احمد الشريف يدير اجتماعاتنا في هيئات الجمعية والقيادة، باقتدار وسعة صدر عجيبين، ليس أعجب منهما الا صبره، وقدرته على التحمل، وكذلك قدرته على اجتراح الحلول وصناعة التوافق، بين الاراء والاتجاهات وهو العالم المربي المحقق، الذي ظل رغم كل مشاغله حريصا على مواصلة التدريس في الجامعات.
 
ورغم المكانة العالمية التي وصل اليها ظل وفيا لمن علموه، لذلك عندما علم انني انوي تنظيم ندوة فكرية حول العلامة ناصر الدين الأسد، رحمه الله تكريما له في حياته، فقد اصر الدكتور الشريف على ان تكون جمعية الدعوة الإسلامية العالمية شريكا في تنظيم الندوة، وفاء من الدكتور الشريف للدكتور الاسد، الذي ابتعثه لإكمال دراسته العليا، عندما كان الاسد عميدا لكلية التربية في الجامعة الليبية، ولدور المرحوم ناصر الدين الاسد في نهضة التعليم الثانوي والجامعي في ليبيا، وقد حضر إلى عمان على رأس وفد كبير من إعلام ليبيا الذين تتلمذوا على علم العلامة الاسد، وقد تحدث الدكتور الشريف في الندوة، في موقف يدل على حجم الوفاء الذي يتصف به الرجل، مما ادخل الفرحة الى قلب العلامة ناصر الدين الاسد وهو يرى ثمار علمه، ولنا عودة بإذن الله للحديث عن هذا الكبير رحمه الله.