عمان-الدستور - حسام عطية - تحت عنوان «المسرح الحر .. مفتاح لقلب المدينة»، يواصل مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي بدورته الـ 14 تقديم عروضه المسرحية لجمهوره من الضيوف المحليين والاجانب والعرب، وحشد كبير من الفنانين والمثقفين والمهتمين لتزين عمان بضوء المسرح، وذلك على المسرح الرئيس، والمسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي، بعروض من الأردن والعراق ومصر وجورجيا وإيطاليا وفلسطين والكويت، إضافة الى ثلاثة عروض على مسرح مركز الملك عبدالله الثاني في مدينة الزرقاء، وهناك برنامج مواز لعروض مسرح الطفل، في كل من جرش ودير علا والسلط ومادبا والحسينية - معان، والأشرفية والهاشمي الشمالي.
«بهية» من قتل ياسين
وشهد رواد المسرح الحر العرض المسرحي المصري «بهية» للمخرجة والفنانة كريمة بدير وفرقة «فرسان الشرق للتراث» التابعة لدار الأوبرا المصرية، وهو أداء وفاء السيد وعلية فؤاد ويارا ربيع وهايدي هاني وسالي الخولي وهاني حسن و صلاح عليوة وميدو آدم، فيما تدور أحداث « بهية « حول قصة بسيطة تطمح في أن تجيب عن السؤال المطروح في الموال الشعبي عمن قتل ياسين وذلك بأن نحدد أن قاتل ياسين الذي يسأل عنه الموال الشعبي في لهفة بعد ان فجعت خطيبته وحبيبته «بهية» وقد جزم نجيب سرور في مسرحيته بان «الباشا « الاقطاعي المسيطر على الناحية هو الذي قتل ياسين؛ لأنه حرك أهل القرية وقادهم لاحراق قصر الباشا انتقاما لخطيبته وحبيبته بهية، التي كان زبانية القصر يسعون لادخالها في هذا القصر حيث ينتظرها المصير المحتوم من هتك العرض، وكانت هذه المحاولة هي الشرارة التي أشعلت نار الثورة الموجودة في قلوب أهل القرية ضد مظالم الاقطاع وقسوته وجبروته.
يذكر أن فرقة فرسان الشرق للتراث تأسست عام 2009، بهدف استلهام التراث المصرى على خشبة المسرح، وتقديمه فى سياق فني درامي راقص، لذا فإن جميع عروض الفرقة تتميز بصبغتها التراثية والتاريخية المصرية الصميمة، وقد انضمت لفرق دار الأوبرا المصرية عام 2013.
«جنونستان» الأردنية
وعلى المسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي كان عشاق المهرجان مع العرض الأردني «جنونستان»وهو عرض خارج المسابقة الرسمية، فيما فريق مسرحية جنونستان يتكون من حكيم حرب، نهى سمارة، هاني الخالدي، اياد الريموني، شام الدباس، قيس حكيم، فادي شنطاوي وغناء قمر بدران، كورال مدارس الجامعة الأولى، اضاءة ماهر جريان، صوت سيف الخلايلة، ديكور وأزياء تيسير محمد علي، تقنيات نضال جاموس ومن انتاج وزارة الثقافة الأردنية.
وتحاكي المسرحية التي أخرجها الفنان حكيم حرب الواقع العربي وما يكتنفه من ممارسات وسلوكيات سلبية والتطلعات للنهوض من هذا الواقع والتخلص من الظلم والاستبداد، كما تركز المسرحية، التي تابعها جمع كبير، على ضرورة شحذ طاقة الشباب واستثمارها بشكل فعال ومؤثر بما ينعكس ايجابا على المجتمع، وتوظيف أحلامهم وتطلعاتهم، مهما كانت صغيرة، لخدمة المصلحة الفردية والجمعية على حد سواء.
وقدم المخرج حرب خلال عمله الذي أشرك فيه كورال طالبات مدارس الجامعة الأولى، نصه المفتوح على كل التأويلات وفق المعطيات العربية وربيعها الدامي الذي أجهز على أحلام الشباب وقدمهم طعمًا للجنرالات الذين فتحوا دائرة الدم ولم يغلقوها، و في الحكاية التي يتكئ عليها العرض التي تناوبت عليها رموز القهر والتسلط في المجتمع العربي يظهر القائد الذي يدور مع الزمن، متجرئًا على بعض الرموز السياسة والدينية والثقافية، فيما يتطور الأمر بحسب الحكاية لثورة يسقط فيها الزعيم وتختفي عنه كل مظاهر القوة والأبهة والسلطة، ويعقبه على كرسي الحكم من كان قبل ذلك في المعارضة، ويكيل الانتقادات لسابقه، وحينما يجلس على «الكرسي» يستخدم أسلوبه في القمع والعنف لتمكين سلطته، وسط معارضة أهل الفكر والفن، ودعوتهم للثورة بأسلوب حضاري بعيدًا عن القوة والعنف الذي لا يحصد سوى الخراب.