عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jan-2020

دمج الصحف.. هل هو مطروح فعلا؟*أحمد حمد الحسبان

 الراي

أتابع كغيري من زملاء المهنة ما يتردد من أحاديث حول عملية دمج الصحف المحلية. وهي أحاديث بحسب معلوماتي لم يرد أي منها على لسان مسؤول حكومي، وأنها مجرد أحاديث تتردد بين الحين والآخر على ألسنة معنيين في بعض الصحف، وبالتالي أستطيع أن أجزم بأنه ليس لدي ولا لدى أحد من الزملاء معلومات مؤكدة حول هذا المشروع، وما إذا كان مشروعا حكوميا جديا أم مجرد إشاعة غذتها قناعة أحد مسؤولي الضمان الاجتماعي.
 
فقد سمعت كغيري عن تلك الفكرة، التي أستبعد حدوثها، وأشك أن الحكومة تفكر بها، بالصورة التي يعمد البعض لترويجها، والتي لا تخلو من التضارب في الكثير من مفاصلها.
 
فالبعض يتحدث عن مجموعة صحف بعضها مملوك بنسبة كبرى لمؤسسة الضمان الاجتماعي، وبعضها ملكية خاصة، والبعض الآخر يعتقد أن المستهدف بعملية الدمج هي المؤسسات التي تمتلك مؤسسة الضمان الاجتماعي غالبية أسهمها. وأن مخرجات الدمج تتمثل بإصدار أكثر من صحيفة بنفس الأسماء. وليس إعادة صياغة الأهداف، والمخرجات بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة، والمعايير الوطنية.
 
وفي اعتقادي أن الأمر مستبعد جدا في كلا الحالتين، بحكم أن المعني بها شركات تتمتع بخصوصيتها التي منحها إياها قانون الشركات. وأن لكل شركة وزنها المالي الذي يتناسب مع قوتها وموجوداتها الثابتة.
 
لن أدخل في تفاصيل كثيرة، خشية أن أقع في بعض المحاذير، أو الإساءة دون قصد لبعض المؤسسات وجميعها مدارس إعلامية عريقة، عملت بها وارتويت من مياهها، وتتلمذت على أيدي أساتذة كبار من أركانها.
 
ولأنني أعلم تمام العلم أسباب المشكلة التي أدت ببعض تلك المؤسسات إلى مثل هذا الوضع، حيث أدت التدخلات الحكومية بشؤونها الى تحويلها من مؤسسات عملاقة الى شركات تعاني من إشكالات عديدة أقلها الترهل الإداري. وتحول مواقعها المختلفة إلى جوائز ترضية ومشاريع تنفيع للأصحاب والأصدقاء.
 
عودة إلى عملية الدمج التي يجري تسريبها، أرى أن من أساسيات التفكير في هكذا خطوة أن يناقش مختصون ما هو المطلوب من تلك المؤسسات قبل الدمج؟ وهل قامت بما هو مطلوب منها؟ ومن ثم ما هو المطلوب بعد الدمج وهل هناك معطيات مبشرة بإمكانية تحقيق ذلك المطلوب مهنيا وسياسيا ووطنيا؟ أم أن الخطوة إن حدثت ستكون نتائجها مزيدا من جوائز الترضية؟ والكثير من التنفيعات التي شكلت أساس الفساد الذي عانينا وما زلنا نعاني منه؟
 
وقبل ذلك دراسة واقع المؤسسات، وتحديد ما إذا كان بعضها ما زال يمتلك مقومات الاستمرار، ومن ثم النهوض، في حال حصل على بعض الدعم؟ وكيفية تأثره سلبا أو إيجابا بعملية الدمج؟
 
أما الحل برأيي فهو أن تبتعد الحكومة عن التدخل في شؤون الصحف، ولكن بعد أن تعمد إلى إصلاح ما تم تخريبه تراكميا، ولو كان ذلك من قبيل الدعم بنيّة الحل لمرة واحدة.