عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Apr-2019

بعد الانتخابات: خطة واسعة لإعمار غزة - ھرئیل عاموس
ھآرتس
ستة صواریخ اطلقت أمس من قطاع غزة على اسرائیل. بدایة بعد منتصف اللیل اطلقت خمسة
صواریخ سقطت في مناطق مفتوحة في النقب الغربي. وفي الظھیرة تم تشغیل صافرات الانذار
في النقب الشمالي، لكن بأثر رجعي تبین أن الصاروخ الذي اطلق من القطاع سقط في منطقة فلسطینیة. رغم اطلاق النار فان المسؤول عن الاطلاق الاول كما یبدو ھو الجھاد الاسلامي – فقد تقرر في اسرائیل أن یفتح ھذا الصباح من جدید كما ھو مخطط معبر ایرز (لخروج سكان القطاع حاملي التصاریح) ومعبر كرم أبو سالم (لحركة البضائع) والسماح بالصید مرة اخرى على شواطئ غزة.
الحكومة مستعدة للذھاب بعیدا على أمل أن تعرض ھدوءا نسبیا في الجنوب حتى موعد الانتخابات في 9 نیسان. ولم یتم نشر أي اعلان رسمي من المتحدث بلسان الجیش أو رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو حول التسھیلات في القطاع. وحتى على مسألة بخصوص حجم منطقة الصید رفضوا الاجابة الیوم في وزارة الدفاع. الناخبون الاسرائیلیون سیضطرون الى الاكتفاء بأقوال عامة لنتنیاھو نفسھ الذي شرح أن اسرائیل ”مستعدة لكل سیناریو“ في الجنوب، أو بأقوال أقل تفصیلا للمتحدث بلسان المقر الاعلامي للیكود قال في ”صوت الجیش“ إنھ ”اذا لم یكن ھناك خیار فربما نذھب الى عملیة عسكریة“.
یمكن الافتراض أن العملیة ستكون لدولة اسرائیل والجیش الاسرائیلي ولیست لمقر اللیكود. مع
ذلك، التوجھ واضح واحتمال عملیة عسكریة حتى الانتخابات ضعیف إلا اذا صممت حماس على جر نتنیاھو الیھا. اسرائیل تدفع الآن الثمن على شكل بوادر حسن نیة وتوافق على ادخال الاموال القطریة النقدیة في المستقبل بكمیة أكبر كما یبدو. یبدو أن نتنیاھو یعتقد أن اشتعال استثنائي على حدود القطاع یمكنھ أن یشكل خطرا علیھ في الانتخابات، وعن عدم ثقتھ بنجاح عملیة عسكریة واسعة في غزة كتب الكثیر في السنوات الاخیرة.
التسھیلات الاسرائیلیة ھي رد على ضبط النفس النسبي الذي اتبعتھ حماس في المظاھرات على
الجدار یوم السبت التي فیھا قتل مع ذلك ثلاثة فلسطینیین بنار الجیش. اثناء مواجھات تضمنت
محاولات للمس بالجدار واختراقھ. حماس من ناحیتھا یجب علیھا وقف المظاھرات اللیلیة العنیفة على طول الحدود وتقلیص القاء العبوات الناسفة والقنابل واطلاق البالونات والطائرات الورقیة الحارقة. رئیس حماس في غزة، یحیى السنوار، أعلن بأن ”مسیرات العودة في ایام الجمعة ستستمر كما ھو مخطط.
ولكن الموضوع المركزي على جدول الاعمال یتعلق برزمة الخطوات الاقتصادیة التي سیعلن
عنھا في القطاع بعد الانتخابات. ھنا تندمج الافكار بصفقة القرن التي ستطرحھا الادارة الامریكیة بشأن القناة الاسرائیلیة – الفلسطینیة. یبدو أن احد الافكار التي تفحص ھي دعم تطبیق الملحق الغزي للخطة وتنفیذه كمرحلة اولى.
جزء كبیر من الاقتراحات المذكورة الآن تمت بلورتھا قبل سنتین تقریبا، بما سبق ووصف كـ ”خطة بولي“، وھي سلسلة الافكار لاعادة اعمار القطاع التي ركزھا منسق اعمال الحكومة في
المناطق السابق الجنرال یوآف مردخاي. في حینھ تم الحدیث عن ضخ ملیار ونصف دولار تقریبا الى غزة، معظمھا من اموال دول الخلیج، لكن بتشجیع امیركي واوروبي. من بین الاقتراحات التي تم طرحھا: اقامة مناطق صناعیة لعمل الفلسطینیین في رفح المصریة، اقامة محطة طاقة شمسیة على طول حدود القطاع، تحسین البنى التحتیة للغاز والكھرباء في القطاع بمساعدة اسرائیل، اقامة محطات لتحلیة المیاه، تركیب سكة حدید قصیرة تربط حاجز ایرز في الشمال (وتمكن من النقل السریع للبضائع عبر میناء اسدود)، وربما حتى اقامة رصیف خاص بالفلسطینیین في میناء العریش في سیناء.
جمیع ھذه الافكار فحصت بشكل ایجابي في السنوات الاخیرة. ولكن عملیا ھي لم تنفذ. حكومة
نتنیاھو خشیت من ترویج ھذه الخطوات بعیدة المدى، حماس وضعت عقبات حول مسألة الاسرى والمفقودین الاسرائیلیین في القطاع، الامر الذي صعب على اسرائیل التقدم، وایضا حرصت حماس في كل مرة على اشعال التصعید الامني من جدید.
الآن الخطط توجد على جدول الاعمال مرة اخرى. وھي یمكن أن تندمج مع خطة ترامب. فبعد تأجیلات كثیرة امتدت لسنتین یبدو أن الادارة الامیركیة قریبة من اتخاذ قرار لطرح خطتھا للسلام بعد الانتخابات. السلطة الفلسطینیة تعلن من فوق كل منبر، بما في ذلك في خطاب الرئیس محمود عباس في القمة العربیة، بأن الخطة خطیرة وتمیل لصالح اسرائیل، لذلك لا یمكن الموافقة علیھا. ولكن الادارة ما تزال تحاول ترویجھا.
ھذه الاحتمالیة سیكون لھا تأثیر قریبا ایضا على النظام السیاسي في اسرائیل. نتنیاھو منشغل حقا
بتصنیف حزب ازرق ابیض كـ ”یسار ضعیف“، وحتى أنھ اعلن في نھایة الاسبوع بأنھ لن یعین بني غانتس وزیرا للدفاع في حكومتھ، لكن الظروف یمكن أن تتغیر بعد الانتخابات، بالضبط كما وصف جدعون ساعر في بلفور كعدو أخطر من الجمیع قبل شھرین، والآن یظھر على یمین نتنیاھو في اللافتات الاعلانیة لحملة اللیكود. نتنیاھو ایضا یمكن أن یحتاج الى ائتلاف معتدل اكثر اذا تبین أن ترامب جدي في خطتھ للسلام.
في ھذه الاثناء یتضح الھدف من استعداد مصر للاستلقاء على الجدار من اجل التوصل الى تسویة في غزة التي یمكنھا مساعدة نتنیاھو على تجاوز الانتخابات بسلام. ترامب اعلن في نھایة الشھر الماضي عن دعوتھ للرئیس المصري لزیارة الولایات المتحدة. اللقاء سیعقد قبل بضعة ایام من تصویت مجلس الشعب المصري على تعدیلات مختلف علیھا في الدستور، التي ستمكن السیسي من البقاء في الحكم حتى 2034.
من یعارضون السیسي كانوا یأملون بضغط دولي یفشل ھذه العملیة. ولكن ترامب بدعوتھ للرئیس المصري الى واشنطن یفعل العكس. من ھو محامي الدفاع الاكبر لمصر في الولایات المتحدة؟ إنھ نتنیاھو. بالضبط كما نشر في الصحف الامیركیة بأن رئیس الحكومة الاسرائیلیة ساعد على تھدئة النفوس..، فانھ یفعل الآن ذلك بالنسبة لمصر. عندما نربط ما نشر في وسائل الاعلام الاجنبیة عن ھجمات جویة لاسرائیل في سیناء، خدمة لمحاربة المصریین لفرع داعش ھناك، یمكن أن نحاول تقدیر قوة التحالف بین اسرائیل ومصر، والفھم لماذا تستثمر مصر الكثیر جدا من اجل التوصل الى ھدنة طویلة المدى بین اسرائیل وحماس.