عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jun-2025

"المُهمة القذرة".. والنظرة إلينا*محمود خطاطبة

 الغد

لم يتردد المُستشار الألماني، فريدريتش ميرتس، وهو يُصرح بأعلى صوته، وعلى مسمع العالم أجمع، خلال مُشاركته في قمة مجموعة السبع في كندا، في السابع عشر من حزيران 2025، بأن «إسرائيل تقوم بمُهمة قذرة نيابة عنا جميعًا»، في إشارة إلى العدوان العسكري الذي تقوم به دولة الاحتلال ضد طهران.
 
 
لا يشك أحد أن مثل هذا الكلام، الصادر عن أهم الدول الأوروبية، لا بل العالم الغربي، يُمثل سياسة ووجهة نظر الدولة الألمانية فقط، وإنما هو الوجه الحقيقي لكُل دول الغرب، وعلى رأسهم الولايات المُتحدة الأميركية، ولا يظن أحد أيضًا بأن ذلك مُقتصر على إيران، بل يشمل المنطقة ككُل، وأكبر دليل على ذلك هو زرع الكيان الصهيوني القذر، بين ظهرانينا وفي قلب منطقتنا، منذ أكثر من قرن من الزمان.
 
ومن يُريد أن يتأكد أو يتقين من المُهمة القذرة للكيان المسخ، ومواقف الدول الغربية منها، فليُراجع التاريخ بدءًا من النكبة العام 1948، أو حتى قبل، وانتهاء بما يجري اليوم من إبادات جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وما أحدثته آلة البطش الصهيونية في لبنان وسورية.. والعالم «المُتحضر» لسان حاله لا يتجاوز بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي من «حقها أن تُدافع عن نفسها»، ولا ينتابه شعور بالعار من دعمه ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا وسياسيًا واقتصاديًا.
للأسف، كُل ما ذُكر آنفًا معلوم لجميع أبناء الشعوب العربية، ومواقفنا تدل بطريقة أو أُخرى وكأننا اعتدنا على ذلك.. لكن ما هو مُهم أو الجديد، يتمحور حول النظر إلينا نحن كعرب، فإذا كان الكيان المسخ (ربيبهم) ينظرون إليه هكذا، ويُصرحون بأنه يقوم بأعمال قذرة، فما هي إذا نظرتهم إلينا؟.
الظاهر من أفعالهم وأقوالهم، وخططهم، وسياساتهم التي تُحاك سرًا وجهرًا، أنهم ينزعون عنا لباس الإنسانية، وكأننا بنظرهم لسنا بشرًا، ولا نستحق العيش بالأصل، أو أننا مخلوقون لخدمتهم، وما نملكه من موارد، حباها الله عز وجل لنا، وجدت من أجلهم فقط، ونحن لا نستحقها أو لسنا قادرين على إدارتها والاستفادة منها، إلا بوجود وصي.
تلك أمور، على أهمتيها وخطورتها، إلا أنها قد تكون عادية، وتحصل للكثير من الدول، في وقت الهزائم والانكسارات، وانتشار شريعة الغاب، والبقاء للأقوى.. لكن الرعب يكمن في أن نكون قد استمرأنا الخنوع والذل والهوان، وأن نكون قد وصلنا إلى مرحلة «الاستلذاذ» بذلك، على الرغم من أن الجميع يعلمون علم اليقين، بأن العالم يحترم كُل من يرفض الخنوع والانهزام.