عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2020

ثالث فشل لطهران في إطلاق قمر صناعي.. كيف علق عليه الإيرانيون؟
 
طهران-الجزيرة نت - بعد توقف دام أكثر من خمسة أعوام، وعقب فشلها في إيصال قمري "بيام" و"دوستي" الصناعيين إلى المدار العام الماضي، فشلت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني للمرة الثالثة في وضع قمر "ظفر" الصناعي في المدار المطلوب، لكن يبدو أن الفشل لم يقلل من أمل الإيرانيين وعزيمتهم لمواصلة برنامجهم الفضائي.
وحاولت إيران في وقت متأخر من الليلة الماضية التخفيف من وطأة فشل المحاولة بالحديث عن نجاح عملية الإطلاق وبلوغ الصاروخ الحامل للقمر ارتفاعا فاق المخطط له بنسبة 11 كلم، قائلة إن قمر "ظفر" لم يستقر في المدار الأرضي المنخفض على مسافة 530 كلم بسبب عدم بلوغ السرعة اللازمة.
 
وقال المتحدث باسم القوة الجوية في وزارة الدفاع الإيرانية أحمد حسيني إن المحاولة حققت أهدافها البحثية وستعمل طهران على تصحيح الأخطاء التي أدت إلى فشل المهمة، وستواصل هذه التجارب في المستقبل.
 
أقمار جاهزة
وبعد سقوط حطام صاروخ "سيمورغ" في المحيط الهندي وقطع من قمر "ظفر" الصناعي في منطقة سرجنكل بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، تركز اهتمام الجهات القائمة على المشاريع الفضائية الإيرانية على الخطوات القادمة، وعزمهم على إطلاق النسخة الثانية من القمر ذاته خلال العام الإيراني المقبل إلى الفضاء.
 
وفي هذا السياق، نشرت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن تصميم العلماء الإيرانيين صاروخ "ذو الجناح"، وقالت إنه قادر على حمل الأقمار الصناعية، وسيدخل الخدمة خلال الفترة المقبلة ليحمل قمر "ناهيد1" الذي أمسى جاهزا للإطلاق، إلى الفضاء ويضعه في مداره على مسافة 250 كلم من الكرة الأرضية.
 
وفي خطوة وصفها مراقبون بأنها تهدف إلى إظهار عزم طهران مواصلة برنامجها الفضائي وتحدي الأصوات المنتقدة لها، أعلنت وكالة الفضاء الإيرانية أنها تعتزم إطلاق خمسة أقمار صناعية -هي "بارس" 1 و2 و"ظفر"2 و"ناهيد"1 و2- خلال العام الإيراني المقبل ووضعها في مداراتها على ارتفاع أكثر من 500 كلم.
 
من جانبها، علقت عفت هدايتي مساعدة وزير الاتصالات الإيراني على الحادث بالقول "إننا سنصنع من الفشل جسرا للنجاح، وإن حكاية قمر ظفر لم تنته بعد" رغم أنها لم تخف حزنها لما آلت إليه الأمور، مطالبة الشعب الإيراني بالتضامن والوحدة للوقوف إلى جانب أبنائه الذين يعملون من أجل تحقيق طموحاته.
 
دعم برلماني
برلمانيا، قال النائب البارز حشمت الله فلاحت بيشه إن المجلس يدعم النشاطات العلمية والتقنية في البلاد -لا سيما العلوم الفضائية- من خلال مصادقته على الميزانية العلمية اللازمة، موضحا أنه وفق الخطة الخمسية المقبلة ستتبوأ بلاده المرتبة الأولى في المنطقة، ولا بد أن تبلغ مستويات تنموية راقية.
وأضاف فلاحت بيشه أن "العدو يسعى لعرقلة عجلة التطور في إيران عبر طرح مزاعم فارغة حول نشاطاتنا العلمية لتنفيذ سياساته العدائية وفرض العقوبات على إيران، إلى جانب محاولاته التقليل من قدراتنا التقنية"، مؤكدا أن طهران لن تتراجع عن مسيرتها العلمية.
 
وخلافا للقضايا السياسية التي عادة تقسم الإيرانيين، تفاوتت ردود الأفعال الإيرانية على منصات التواصل الاجتماعي بين الغالبية التي ترى الخطوة الإيرانية إيجابية رغم فشلها وأنها تمهد للنجاح النهائي، وبين فئة تنظر إليها باعتبارها جزءا من البروباغندا الإعلامية التي تستبق الأحداث والاحتفال قبل النجاح الحقيقي.
 
انتقادات بمواقع التواصل
من جانبه، كتب الإعلامي محمد مساعد -الذي خرج من السجن مؤخرا بعد اعتقاله على خلفية الاحتجاجات الشعبية المنددة برفع أسعار الوقود قبل ثلاثة أشهر- على تويتر قائلا "بعد قطع الإنترنت حاول وزير الاتصالات محمد جواد آذري أن يبرئ نفسه، ثم حاول أن يقدم مفاجأة عبر إدخال طائرة مسيرة لخدمة نقل الطرود البريدية محدثا فضيحة على غرار بدلته الفضائية التي أزاح الستار عنها مؤخرا، فحاول حفظ ما تبقى من ماء وجهه عبر التضخيم الإعلامي لإطلاق قمر ظفر الذي سقط".
 
وبينما طالب مساعد مستهزئا بأن يبلغ أي شخص وزيرَ الاتصالات بأن الشعب الإيراني يعرف حجمه وطاقاته ولن ينسى سجله! فلا حاجة للضغط على نفسه، غرد آخر بالقول "الحمد لله لسقوطه وعدم إصابته طائرة ركاب أخرى"، في إشارة إلى استهداف الدفاعات الجوية الإيرانية قبل شهر الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ.
 
في المقابل، اعتبر عباس كلاهدوز الإعلامي البارز في وكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري أن "الأخطاء التي تحصل على شفا حفرة من النجاح العلمي أمر طبيعي ولا يمكن اعتبارها فشلا"، مذكرا الذين يشككون في طاقات القوة الجوفضائية لبلادهم بإزاحة الستار عن صاروخ "رعد-500" القادر على حمل الأقمار الصناعية قبيل عملية إطلاق قمر "ظفر" على متن صاروخ "سيمورغ".
 
أما الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية حسين دليريان فوصف بلوغ القمر ارتفاع 541 كلم إنجازا بحد ذاته، موضحا أنه لا معنى للفشل في الأنشطة الفضائية، وإنما نجاح قد يتأخر أجله. وأضاف أنه "كما بلغنا الارتفاع المطلوب هذه المرة فسيتم رفع خلل السرعة اللازمة لوضع القمر في مداره خلال المحاولة المقبلة".
 
المصدر : الجزيرة