عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Apr-2025

المسرح الأردني.. إبداع وأثر ثقافي في سيرة ومسيرة الفن

 الغد-أحمد التميمي

إربد - نظم كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية ضمن احتفائه بالإبداع الأردني ندوة بعنوان "المسرح في الأردن: سيرة ومسيرة"، برعاية رئيس جامعة اليرموك ورئيس مجلس كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية الدكتور إسلام مساد.
 
 
تأتي الندوة ضمن برامج وندوات كرسي عرار الذي يعنى ويحتفي بالحياة الثقافية في الأردن، وبالأدب الأردني ومبدعيه على اختلاف حقوله وأجناسه، انسجامًا مع سياسة جامعة اليرموك التي تؤمن بقيمة الإبداع والانفتاح على المجتمع المحلي بمختلف شرائحه ومكوناته، لتصبح الجامعة منبرًا علميًا وثقافيًا.
 
تتكون الندوة من ثلاث جلسات؛ بدأت الجلسة الأولى بعرض فيلم حول نشأة المسرح في الأردن ومبدعيه من فنانين وكتّاب، ثم كلمة لراعي الندوة، وكلمة لشاغلة الكرسي، الدكتورة ليندا عبيد، وكلمة للمبدعين ألقاها مفلح العدوان، تلتها مراسم تكريم للمشاركين.
أما الجلسة الثانية، فقد تضمنّت دراسات في المسرح، حيث شارك فيها كل من: "الدكتور صبحة علقم، بورقة بعنوان "النص المسرحي في الأردن: بين التأسيس والتأصيل". لرئيس قسم المسرح في الجامعة الأردنية الدكتور عدنان المشاقبة،  بورقة بعنوان "المسرح في الأردن: واقع وتحديات. وباسم الدلقموني، بورقة بعنوان "بدايات المسرح في جامعة اليرموك. وحسن ناجي، بورقة بعنوان "مسرح الطفل في الأردن". وقد أدار الجلسة رئيس قسم الدراما في جامعة اليرموك، الدكتور بلال ذيابات.
وفي الجلسة الثالثة، تم تقديم شهادات إبداعية مسرحية شارك فيها عدد من المبدعين في مجال كتابة المسرح في الأردن، وهم: هزاع البراري، مفلح العدوان، هاشم غرايبة، أمل المشايخ، التي قدّمت شهادة إبداعية حول تجربة المبدع الراحل عاطف الفراية. وقد ترأس الجلسة الدكتور عمر العامري.
نيابة عن رئيس الجامعة ألقى الدكتور موسى ربابعة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، كلمة وجاء فيها: "تأتي هذه الندوة متوائمة مع إستراتيجيتنا القائمة على مبادئ التميز الأكاديمي والابتكار ضمن عالم متغير ندرك أبعاده وتعقيداته، وضرورة الانفتاح على الجديد فيه عبر الثقافة والتقنية، واستحداث تخصصات جديدة، وتقديم تعليم شمولي يعنى بالمعرفة العلمية إلى جانب القيم الإنسانية التي تصنعها العلوم الإنسانية، ويقودها الإبداع والثقافة".
وأوضح ربابعة أن لقاءنا في ندوة تعنى بالمسرح الأردني وأعلامه يسلط الضوء على الأدب الأردني بأجناسه المختلفة. لقد كان المسرح وما يزال أبا للفنون، وقد تصدر تجارب حضارية لكثير من الأمم ليعبر عن هويتها وكينونتها وأحداثها ورؤاها، بل وصار معلمًا دالًا على تكوينها الإنساني والثقافي. تلتقي فيه الفنون وتتعاون، إذ يجتمع الفن والإنسان معًا للتعبير عن الرؤية والرسالة، والاحتفاء بلذة الفن والجمال.
وقال إن هذا الاحتفاء يأتي إيمانا منا برسالة جامعة اليرموك القائمة على تعزيز الحياة الثقافية، والتي تتجلى بأفضل صورة من خلال الاحتفاء بأدبنا الأردني وبكبار المبدعين الذين أغنوا حياتنا الثقافية، وأرّخوا لقيم العدالة والمحبة والإنسانية بأفقها الرحب، بجميل إبداعهم وروعة عطائهم. وذلك تقديرًا منا لدور هؤلاء المبدعين في تشكيل دواخلنا الإنسانية، وتصوير الواقع بغية إصلاحه، ورسم معالم وجداننا الجمعي. فإبداعهم وحده يعمل على بناء إنسان متكامل قادر على المساهمة الفعالة في تطوير مجتمعه.
ورحب ربابعة بضيفة الشرف، بالأساتذة الباحثين، والمسرحيين المبدعين من كتّاب ومخرجين وفنانين، ضيوف جامعتنا الأعزاء. كما أتقدم بالشكر لكرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية الذي نعتز به وبمسيرته في خدمة الجامعة والثقافة والأدب الأردني.
فيما ألقت مسؤولة كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، الدكتورة ليندا عبيد، كلمة قالت فيها: حين يُقتلع الإنسان من أرضه كشجرة يتيمة، وحين يُراق الدم في كل صوب، ويتوحش الإنسان حتى يصير غولًا يتلمظ بدم أخيه الإنسان، نلوذ إلى الفن من لوعة الاغتراب والتشظي لنستقر ونتسامى علنا نعتق قليلاً مما يوجعنا. نفتح الأسئلة، نفر من خوفنا الصغير وقلقنا الوجودي الثقيل، نفتش عن كوة ضوء أو خيط شمس لندفأ.
نلتقي اليوم لنحتفي بالفن المسرحي في الأردن، ضمن ندوة من ندوات كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، بصحبة ثلة من المبدعين والباحثين والأساتذة الأجلاء. يأتي ذلك إيمانًا منا في كرسي عرار وجامعة اليرموك بقيمة الإبداع عمومًا، والمسرح على وجه الخصوص، في بناء المجتمعات والإنسانية، وبضرورة بذل الجهد ما أمكن من قبل الأفراد والمؤسسات لتسليط الضوء على مبدعنا الأردني وتجربته الثرية والمتنوعة. فثمة درر كامنة تحتاج إلى أن تتعهدها يد العناية بالدراسة والاهتمام."
وأضافت عبيد: "يتبدى المسرح في واقعنا المعاصر الذي تداخلت فيه الأجناس الأدبية وتعددت به المرجعيات كقطعة فسيفساء ثمينة، يمتزج فيها الفن بالحياة، والصمت بالحركة. ينتقيه النخبة بوصفه أبا للفنون، ويحتاج تلقيه إلى أدوات وثقافة ومعرفة، ثم ينزل من عليائه ليمسك بيد المهمشين والفقراء والعشاق، أبطال المشهد المعاصر، ليلتقي على بابه جمهور من الخاصة والعامة.
وخلصت عبيد إلى إن كرسي عرار، يساهم في فتح بوابة الجامعة لتكون منهلًا عذبًا يلتقي فيه المبدعون الفنانون والمثقفون، إذ يلتقي النقد والفن بحضرة اليرموك على طاولة واحدة. 
من جهته، قال المسرحي الأديب مفلح العدوان: هذا العرف الذي انتهجه القائمون على كرسي عرار، بالانفتاح على المبدعين خارج أسوار الجامعة، يعزز هذا التكامل بين الأكاديمي والإبداعي، بين النقدي والمعرفي. مشيدا باختيار "المسرح" عنوانًا لهذه الندوة المهمة، فالمسرح هو أبو الفنون من حيث الأهمية والقيمة والحضور، على المستوى المحلي والعربي والعالمي. يضاف إلى ذلك هذا التقدير المحمود لإسهامات الكثير من المبدعين الأردنيين في تطوير الفعل المسرحي، الذي انعكس في الكتابة والإخراج والتمثيل، وما يترافق معه من جهود الفنيين المبدعين. جميعهم استطاعوا أن يحققوا حضورًا وفاعلية وإبداعًا تجلى في الجوائز والمهرجانات والمؤتمرات والفعاليات المسرحية العربية، إضافة إلى ما رافق هذا الحراك المسرحي من إسهامات نقدية من قبل المؤسسات الأكاديمية والنقدية، والمتابعات الصحفية والإعلامية.
وأضاف العدوان، وسط قلق الكتابة في البحث عن جملة ترتقي لتفسير عجائبية الواقع، ويبقى كاتبها ينتظر أملًا بأن تجيء تلك الجملة المسرحية التي ترتقي لمستوى دموية الأحداث، ويبقى المنتظر ينتظر. وسط علامات الاستفهام، والتعجب، والدهشة، والحزن، والاحتجاج والتوقف.
وتابع العدوان وسط الذهول من كل ما يحدث، وما يتوقع حدوثه، في أي لحظة، دون سابق إنذار، وبلا تلويحة تحذير، من أذرع القدر. وسط كل ما هو مثير للعجب محليًا، وعربيًا، وعالميًا، مسرحيًا، وثقافيًا، وسياسيًا، وشعبيًا، ورسميا وكونيًا. وسط كل هذه الفوضى الجماعية، والتحولات الكونية... وسط كل هذا وأكثر... "أؤمن أن طوبى لمن يمتلك القدرة على الاستمرار والعطاء والإبداع، والنقاش والكتابة والتنفس والحياة، متمسكين بعروة المسرح الوثقى، وأن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
وناقشت الجلسة الثانية نشأة المسرح في الأردن ومبدعيه فنانين وكتابا، وتحدث في الندوة التي ترأسها رئيس قسم الدراما في كلية الفنون الجميلة د. بلال ذيابات، وتحدثت أستاذة الأدب والنقد الحديث في جامعة الزيتونة الدكتورة صبحة علقم، عن "النص المسرحي في الأردن بين التأسيس والتأصيل"، فيما تحدث عن "المسرح في الأردن، واقع وتحديات" رئيس قسم المسرح في الجامعة الأردنية د.عدنان المشاقبة، وحول "بدايات المسرح في جامعة اليرموك"، تحدث المخرج المسرحي باسم الدلقموني، وعن "مسرح الطفل في الأردن" تحدث الأستاذ حسن ناجي.
أما في الجلسة الثالثة فقد تضمنت "شهادات إبداعية مسرحية" شارك فيها المبدعون في كتابة المسرح في الأردن وهم هزاع البراري، ومفلح العدوان، وهاشم غرايبة، وأمل المشايخ بشهادة إبداعية حول تجربة المبدع الراحل عاطف الفراية.