عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Jul-2020

خالد العمر يتحدى إعاقته ويبدع بتصميم دراجات خاصة لذوي الإعاقة

 

ربى الرياحي
 
عمان-الغد-  بإصرار لا يعرف الكلل أو الملل، يحمل خالد العمر حلمه بين ذراعيه ويمضي نحو التميز والإبداع وخدمة أشخاص يتشاركون معه في شكل التحدي وتلك الرغبات والأمنيات التي تدفعهم كأشخاص من ذوي الإعاقة إلى النهوض والوقوف في وجه عقبات ما كان لها أن تكون لولا الخوف والاتكال والصورة النمطية.
هو كشخص من ذوي الإعاقة الحركية آمن بنفسه وبأن له الحق في كل شيء بعيدا عن التمييز أو الشفقة، فاستطاع أن يكون أول عربي يتخصص في صنع الدراجات الهوائية وتطويرها. عشقه الكبير للتحدي جعله سببا في فرحة أشخاص من ذوي الإعاقة كان ركوبهم للدراجة ضربا من المستحيل، وأيضا فئة كبار السن بالإضافة إلى أولئك الذين تستهويهم الأشكال الغريبة.
خالد رفض أن يزوي نفسه بسبب الإعاقة وينتظر من يساعده، فرأى أن يكون هو المبادر والمندفع نحو طموحه. عمله في مجلس الأعيان وفي مجالات كثيرة، من بينها الديكور والنجارة والإعلانات، أكسبه خبرة كبيرة ومكنه من أن يكون مختلفا فقط بإنجازاته وبشغفه الذي لا يتوقف أبدا.
 
إصابته بشلل الأطفال كانت البداية التي انطلق منها خالد مقررا عدم الاستسلام لأي معوقات، فهو داخليا يعلم جيدا أن العراقيل تقوي إرادة الشخص، وليست ذريعة للتوقف عن كل ما نطمح إليه.
عدم إكماله لدراسته واكتفاؤه بالوصول إلى الصف الأول الثانوي، لم يكن أبدا سببا في أن يستكين للعجز ويقبل أن يكون ضحية معتقدات خاطئة ومجتمع محبط ومقصر في تطبيق القوانين الخاصة بفئة ذوي الإعاقة، بل صمم على طرق كل الأبواب موقنا أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وفعلا تعمق خالد في معرفة الكثير من الصناعات، هو فهم أن الحياة لن تعطيه إلا إذا كان قويا، فجرب كل شيء وتنقل بين عدة مهن من بينها النجارة والحدادة والإعلانات والديكور وصيانة الدراجات وتجميعها، وهذا كله زاد من رصيد خبرته فاستحق النجاح بتعبه وتفانيه.
يقول إن فكرة تصنيع الدراجات جاءت بمحض الصدفة وذلك بعد مشاركته في نشاط رياضي خلال رحلة مع مجموعة من الأشخاص، وقد تطلب هذا النشاط الركوب على الدراجات لكن بحكم أنه شخص من ذوي الإعاقة الحركية واستخدامه لجهاز مساعد على المشي كان صعبا عليه قطع مسافات طويلة كغيره، الأمر الذي جعله يفكر بضرورة أن يكون هناك دراجات تخص ذوي الإعاقة وتناسب وضعهم الصحي.
ويلفت إلى أنه أخذ يبحث عن الأسباب التي منعته من إكمال السباق، وقطع مسافات طويلة وما هي الإضافات التي من شأنها أن تساعد الشخص من ذوي الإعاقة على أن يقود الدراجة بطريقة سهلة ومريحة.
وبالفعل بعد بحث طويل ومراسلات مع بعض المتخصصين العالميين في هذا المجال، توصل إلى حقيقة وجود دراجات تصنع حسب مواصفات الأجسام، إلا أن هذا التخصص للأسف ليس معروفا عربيا. لذا قرر خالد أن يخوض في هذا المجال متحديا كل ما من شأنه أن يثبطه ويطفئ حلمه في أن يكون أول شخص يؤسس لمثل هذا المشروع.
محاولات كثيرة وسلسلة طويلة من التجارب سبقت نجاحه في تصنيع أول دراجة تتواءم وقياسات جسمه وحالته الصحية وبتصميم يرغب به هو، هذه الدراجة طورها حتى مكنته من قطع مسافة تصل إلى 30 كم.
وعن عمله في تصنيع الدراجات، يقول إن تركيزه على تفاصيل الشخص ومعرفة طوله ووزنه وقياس يديه ورجليه، بالإضافة إلى نوع التحدي الذي يعيشه إذا كان من ذوي الإعاقة، كلها تفاصيل في غاية الأهمية تساعده كثيرا وتجعله أقدر على تصميمها بشكل يتلاءم مع وضع الشخص.
 
ويبين أنه مؤخرا أصبح هناك اعتماد كبير على استخدام الدراجات الهوائية في العلاج الطبيعي، وهذا بالطبع يزيد حاجة الشخص من ذوي الإعاقة لاقتنائها ويزيد من الطلب عليها رغم أنها مفقودة بالأسواق، كل ذلك حمسه على أن يوسع الفكرة ويهتم بها طيلة السنوات الماضية، وتحديدا آخر سنتين لكون الحلم أصبح أكبر وبات من الضروري أن يتحول إلى مشروع يخدم الكثير من الفئات على اختلاف احتياجاتها.
خالد يرى أن من أبسط حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة أن يحصلوا على الأدوات التي تحسن من نفسيتهم وصحتهم الجسمية وأيضا تمنحهم الفرصة للاستمتاع بالحياة كغيرهم. اليوم يسعى إلى أن تكون الدراجة في متناول كل من يحلم في امتلاكها وخاصة فئة ذوي الإعاقة. رغبته في أن يكون مصدر فرح بالنسبة لهم تدفعه لتطوير الدراجة أكثر فأكثر، وبالتالي يحاول التخفيف عنهم وبيعها بسعر التكلفة حتى يستطيع توصيلها لأكبر عدد ممكن.
يقول إن دعواتهم له وشعور الفرح الذي يتسلل إلى قلوبهم بسببه ومساهمته في تحسين حالتهم الصحية، كلها أمور تعني له الكثير تفوق فعليا حصوله على المردود المادي.
أما عن مشاريعه المقبلة والطموحات التي يسعى إلى تحقيقها، فيقول إن تصنيعه دراجة تحمل اسم “جوذيب” هو مشروعه الخاص الذي يعمل على تسويقه عربيا وعالميا، وذلك بالرغم من العائق المادي الذي يواجهه باعتباره الممول الوحيد له
 
تسميته للدراجة بهذا الاسم هو تأكيد على الصفات القوية التي تمتاز بها نسبة للذئب، بالإضافة إلى تمسكه بأن تحتفظ الدراجة باسم الأردن داخل البلد وخارجه. خالد يجد أن حلمه بتوسيع الفكرة كبير جدا فهو يرفض أن يخص ذوي الإعاقة الحركية بالدراجة، ويطمح إلى شمل إعاقات أخرى كفاقدي البصر.
ويؤكد ضرورة عدم فصل فئة ذوي الإعاقة عن الأشخاص الآخرين. ويرى أن عمله في هذا المجال على نطاق واسع ومع جميع الأشخاص كان له دور كبير في نجاحه ووصوله إلى أسماء بارزة خارج الوطن، كما أتاح له فرصة التحدي وكسر كل حواجز المستحيل التي من شأنها أن تربك خطواته.