الدستور
لا يلبث العنصري المعادي للعرب «أوميت أوزداغ» وأعضاء حزبه أن يجدوا أي حدث للشغب، حتى يوهموا الناس في تركيا أن من ورائه شخصاً عربياً، داعياً المواطنين للخروج بمظاهرات احتجاجية ضد الدولة بغية ترحيلهم عن الأراضي التركية.
المعارضة التركية التي يتزعمها اوزداغ باتت تتبع 7 وسائل جديدة بغية بث الكراهية والحقد والعنصرية بكل أشكالها ضد العرب متناسية المعايير الإنسانية والأخلاقية التي تبجحت بها طوال فترة انتخابات الرئاسة التركية، بل تعدّى الأمر إلى خلق بيئة هوليودية في تركيا غايتها الأولى والأخيرة شيطنة العرب وجعلهم السبب في أزمة الاقتصاد وارتفاع تكاليف الحياة.
خلال السنوات الأخيرة، لم يعد بالإمكان الحديث عن أغلب الأخبار المتعلقة بالعرب في تركيا، دون ذكر اسم أوميت أوزداغ، إن لم يكن هو العنصر الرئيس في الخبر ذاته.
إبان الانتخابات الرئاسية التركية أعلن القومي المتطرف أوميت أوزداغ، دعمه لمرشح الرئاسة كليجيدار أوغلو، وجاء في نص تفاهم الطرفين، الاتفاق على ترحيل السوريين من تركيا خلال سنة واحدة.
السياسي القومي المتطرف المعروف بمعارضته لوجود العرب في تركيا، فرض نفسه في دائرة الحدث التركي، بتصريحات وتحركات وأكاذيب اعتبرها الكثيرون استفزازية، وتستوجب الرد، ليس فقط من قبل العرب الذين استُهدفوا في أغلبها، بل ومن قبل مسؤوليين وسياسين أتراك، ومؤسسات رسمية تركية.
اوزداغ، الذي كان من أعضاء حزب الحركة القومية قبل طرده منها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، لينتسب عقب ذلك إلى حزب الجيد، واستقال منه في مارس/ آذار 2021، اسس بعد أشهر من ذلك التاريخ، حزبه الذي حمل اسم الظفر.
استفاد اوزداغ من الفراغ الذي أوجده حزب العدالة والتنمية في ملف العرب واللاجئين السوريين تحديداً، وسياستها التي غلب عليها عدم الوضوح، في هذا المجال، وبدأ بمهاجمة الحكومة والقومية العربية واللاجئين، محاولاً كسب اليمين القومي، واليسار العلماني على حد سواء.
إن ما يفعله اوزداغ هو من باب إيجاد هالة سياسية يحاول الحصول عليها من خلال هالة إعلامية، كانت قضية العرب واللاجئين هي المادة الرئيسية لها.
يذكر ان اوزداغ ولد في طوكيو في اليابان، حيث كان والده يعمل مستشارًا للحكومة التركية، وكانت والدته أول رئيسة للفرع النسائي لحزب الحركة القومية التركي، وكان والده أيضًا عضوًا في حزب الحركة القومية ومقربًا من مؤسس الحزب ألب أرسلان توركش.
درس أوزداغ الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ ، قبل أن يكمل درجة الماجستير في التنمية الاستراتيجية التركية ومؤسسات التخطيط الحكومية.
وكان أوميت أوزداغ قد صرح إبان الانتخابات التركية التي جرت في ايار الماضي أنه في حال وصوله للسلطة، فإنه سيزرع ألغاما على الحدود السورية لمنع المهاجرين السوريين من دخول تركيا.
على العموم فتركيا لديها تاريخ قوي معادِ للعروبة يعود تاريخه إلى مصطفى كمال أتاتورك، وقد زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب أزمة اللاجئين السوريين، والعنصرية المعادية للعرب في تركيا تؤثر بشكل رئيسي على مجموعتين، السياح واللاجئين السوريين في تركيا.
تاريخياً وبسبب العداء التاريخي الطويل للعروبة في الدولة العثمانية وما تلاها من ثورة عربية نتيجة لذلك، هناك تصوير سلبي قوي يرجع تاريخه إلى تركيا الكمالية في ثلاثينيات القرن الماضي، يربط العرب بالتخلف، استمر هذا في التأثير على التأريخ التركي الحديث وحملة القوة الناعمة التركية، حيث يتم تصوير العرب في كثير من الأحيان على أنهم أشرار، وغير متحضرين، وإرهابيين، وغير كفؤين .
وتغذى المشاعر المعادية للعرب من قبل الجماعات القومية المتطرفة، بما في ذلك تنظيم الذئاب الرمادية والأحزاب القومية التركية، ومنهم هذا المدعو «اوزداغ» وهي التي دعت إلى غزو سوريا والعراق في العالم العربي .