عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Feb-2020

استخدام الأطفال الأجهزة الذكية صباحا.. فقر بالمصطلحات وصعوبات بالنطق

 

تغريد السعايدة
 
عمان–الغد-  ما إن ينهض الطفل عون (9 سنوات) من سريره حتى يسارع لتفقد “الآيباد” لممارسة ألعابه اليومية، وخاصة خلال فترة العطلة المدرسية، وهو الذي اعتاد على اللعب ساعات طويلة، خلال تواجد والديه في العمل، ليجد بساحات الهواتف الذكية الملجأ الأساسي له.
وتقول والدة عون إنها حاولت أن “تحرمه” من اللعب على الهواتف أو الآيباد، أو حتى ألعاب الفيديو، عبر شاشة التلفاز، إلا أنه أسوة ببقية الأطفال من محيطه يقبل عليها، ويجلس لساعات ليشارك أصدقاءه وأقاربه الألعاب الجماعية.
ولكن عون ما هو إلا طفل من ضمن ملايين في العالم الذين أمسوا يمارسون الألعاب في مختلف الأوقات بدون تحديد من الأهل، وهو الأمر الذي حدا بالجهات المهتمة بصحة الطفل لعمل فحص ودراسة حالة للأطفال في الأعمار الصغيرة حول مدى خطورة استخدام الأجهزة الذكية خلال ساعات الصباح وبعد الاستيقاظ مباشرة.
هذه الدراسة التي تم نشرها عبر وكالة “أس بي أف” الفرنسية للصحة العامة، بينت أنه في حال كان هؤلاء الأطفال يجرون مناقشات “نادرة أو معدومة” مع أهاليهم في شأن ما يرونهم على الشاشات، فإنهم يزيدون خطر الإصابة بصعوبات في النطق بواقع ست مرات. وبينت الدراسة أن الأطفال المعرضين للشاشات على تنوعها من تلفزيون وأجهزة ألعاب وهواتف وحواسيب وأجهزة لوحية، خلال الصباح قبل الذهاب للمدرسة، يواجهون خطرا أعلى بثلاث مرات للإصابة باضطرابات في النطق.
وعلى الرغم من أن والدة الطفل غيث لم تلحظ أي تغيير على طريقة نطق ابنها الذي يمارس اللعب على الهواتف الذكية، إلا أنها لا تخفي تخوفها الشديد من خطورة تلك الهواتف والشاشات على صحة أطفالها سواء على العيون والكسل والجلوس لساعات طويلة، بدون الخروج للعب في الخارج، عدا عن المخاطر الكثيرة التي قرأتها حول هذه الهواتف.
وكانت إحصائيات كذلك في الدراسة ذاتها قد بينت أن الطفل الثاني في الأسرة الذي يتراوح عمره بين 6 و7 سنوات يستخدم الهاتف الذكي بنسبة 54 % من وقته، وأن كل ثلاثة أطفال من بين أربعة بعد عمر العاشرة يملكون هاتفا محمولا ذكيا لا يستخدمونه لأغراض الاتصال، وتابعت الرابطة دراستها لتؤكد بنتائجها أن جميع المراهقين تقريبا في عمر الـ12 يدخلون على الانترنت. ولكن، لم يدر في خلد الأمهات، أن استخدام الهواتف الذكية خلال ساعات الصباح تحديداً، قد يكون سبباً في وجود خلل في النطق والكلام، كما أكدت الدراسة، التي أوضحت بها الباحثة مانون كوليه أنه “ليس المهم الوقت الذي تمضيه أمام الشاشات، وهو عشرون دقيقة صباحا في المعدل؛ إذ إن ما يؤثر في الموضوع هو في أي مرحلة من النهار يحصل ذلك، ما يشتت انتباههم ويجعلهم أقل قدرة على التعلم”.
وتناولت الدراسة 167 طفلا مصابين باضطرابات في النطق و109 آخرين في وضع سليم، واستثني من الدراسة الأطفال الذين تعود الاضطرابات الموجودة لديهم إلى أمراض أو إعاقات (كالأمراض الخلقية والاضطرابات العصبية والنفسية ومشكلات السمع)، وقد كان الأطفال في هذه الدراسة يمضون في المعدل ساعة وربع الساعة يوميا أمام الشاشة.
أخصائية النطق واللغة الدكتورة هبه الكلوب تؤكد أنه من خلال مشاهدات المختصين بمجال النطق لحالات المراجعين للعيادات، وخاصة من الأعمار الصغيرة التي تقل عن ثلاث سنوات من العمر، توكد ما أثبته الدراسات العالمية أن هناك ارتباطا بين تأخر اللغة عند الأطفال والساعات التي يقضيها الطفل على الشاشات على اختلافها.
وتبين الكلوب أن اللغة والنطق السليم يُكتسبان عن طريق التفاعل والتواصل مع الآخرين، ولذلك نجد صعوبة نحن الكبار في تعلم لغة جديدة، كما أن الطفل الذي ينشأ بين الشاشات بتعدد أنواعها مثل التلفاز والتابلت والهواتف الذكية، تقل فرصته بأن يتكلم أو يتفاعل، وبالتالي ينشأ في بيئة صامتة خالية من التفاعل واللغة والمهارات، وبالتالي يفقد التفاعل والتواصل وبالتالي يصبح متأخرا لغويا. في حين كانت قد تحدثت لـ”الغد” أخصائية علم النفس، الدكتورة علا اللامي، أن هناك الكثير من الدراسات التي تبين خطورة المبالغة في استخدام الأجهزة الذكية على اختلافها للكبار والصغار؛ إذ تولد حالة من العنف لدى الأطفال وآلاما جسدية ونفسية لديهم، كذلك سلوكيا تعد غير مقبولة، فضلا عن العنفين اللفظي والجسدي.
غير أن اللامي تشير إلى وجود خطر حقيقي من إدمان تلك الأجهزة، وهو تدني التواصل والتفاعل مع المحيطين والذي يؤثر على الطفل في الدرجة الأولى، ليكون شخصا انطوائيا وكئيبا ويجد صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية وحتى يجد نفسه “فقيرا” في المصطلحات التعبيرية للتواصل، على حد تعبيرها، وعلى الأهل التدخل قبل تطور الحالات المرضية لدى الأطفال والحاجة إلى العلاجين النفسي والسلوكي.