عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Feb-2025

رسالة الرئيس الأميركي*حمادة فراعنة

 الدستور

رسالة الرئيس الأميركي ترامب عبر موقع البيت الأبيض الإلكتروني، للشعب الأردني، بمثابة اعتذار علني لـ: لجلالة الملك، للأردنيين، و للدولة الاردنية، كبلد صديق، يرتبط مع الولايات المتحدة، بـ: اتفاقات ومصالح وتفاهمات.
 
 قبل انعقاد اجتماع القمة، واللقاء مع جلالة الملك يوم 11/2/2025، خُرق البروتوكول المُعد، والبرنامج المتفق عليه، بدفع الصحفيين لدخول المكتب الرئاسي لدى مقر البيت الأبيض، بدون إعلام الوفد الأردني، و عدم التنسيق معه.
 
  الرئيس ترامب يعرف مسبقا أن ضيفه لديه مواقف معلنة حول العناوين المرتبطة بالقضية الفلسطينية، ونتائج الإجرام الذي قارفته المستعمرة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويعرف مسبقا أن الأردن خالفه الرأي والموقف نحو مدينة القدس العربية الفلسطينية، ورفض عمان خلال ولايته الرئاسية الاولى، بين عامي 2017 و2020، اعترافه يوم 6 كانون أول يناير 2017، أن القدس هي العاصمة الموحدة للمستعمرة الاسرائيلية، وكذلك رفض الأردن لخطته التي أطلق عليها ما اسماه «صفقة القرن» التي اعلنها يوم 28 كانون الثاني يناير عام 2020، هو يعرف هذه المواقف سلفا للأردن.
 
كما أن جلالة الملك يعرف مسبقا مواقف الرئيس الاميركي وتصريحاته، والحقيقة أن طرفي القمة واللقاء كل منهما يعرف مواقف الآخر.
 
ولكن بيانه الصحفي، الذي ألقاه أمام الصحفيين قبل عقد جلسة القمة الثنائية، وأعلن مواقفه المرفوضة أردنياً نحو : 1- تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، 2- ضم الضفة الفلسطينية لخارطة المستعمرة الإسرائيلية،كان بمثابة محاولة الاحراج.
 
جلالة الملك تصرف بحنكة وسعة أفق وشجاعة، فأعلن موقفه أن ما هو مطروح يجب أن يتجاوب مع كافة الأطراف وخاصة موقف الشعب الأردني ومصالحه الوطنية، وأن ما سوف يتم في معالجة الأوضاع المأساوية لأهالي وسكان ومؤسسات ومنشآت قطاع غزة سيتم عبر خطة عربية يتم إعدادها من قبل مصر. 
 
في المفاوضات، عرض كل طرف مواقفه أمام الطرف الآخر بدون أي اتفاق على العرض، فكل منهما يعرف مواقف الطرف الآخر مسبقاً.
 
 تصريحات الرئيس ترامب كانت واضحة معلنة قبل القمة، ومواقف الأردن المدعومة شعبياً والمعبر عنها رسمياً، كانت معلنة و تتفق مع المصالح الوطنية الفلسطينية، وداعمة لها، كما تتفق مع مواقف البلدان العربية التي اجتمع وزارء خارجيتها في القاهرة يوم السبت 1/2/2025، بحضور وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والامارات والأردن مع فلسطين وأمين عام الجامعة العربية، وكذلك الموقف الأوروبي المعلن من قبل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وجميعها ترفض اقتراحات الرئيس الأميركي وتوجهاته ضد فلسطين. 
 
رسالة الرئيس ترامب تمت بضغط من قبل مؤسسات الدولة العميقة صاحبة القرار مع لجان الكونغرس، بما يعكس مكانة الأردن واحترامه من قبل مختلف المؤسسات الأميركية.