مسؤول أردني رفيع المستوى التقيته مؤخرا، وفي معرض الحديث أخبرني أن الأسئلة التي أرسلها إليه عبر وسائل التواصل وتتعلق بمهنتي الصحفية مستفسرا عن أحداث ومستجدات هو لا يرد عليها لأنها تحتاج إلى وقت للرد، وهو الوقت الذي لا يملكه فعلا (وأدرك ذلك حقيقة)، خصوصا أني أكون تحت وطأة توقيت تسليم المقال الصحفي أو تسارع الأحداث الذي لم يعد ممكنا ملاحقتها في الإقليم.

 

 

هذا يقودني إلى وزارة الخارجية ووزيرها الأستاذ أيمن الصفدي، والأستاذية هنا اكتسبها الرجل بجدارة كصحفي مهني قديم ومعتق بالخبرة، ويعرف تفاصيل المهنة ومتاعبها، ووزير الخارجية الأردني بحكم وظيفته شخصية مكوكية لا تهدأ، وأدرك حجم الجهد والمشقة التي يتكبدها في أسفاره التي لا تنقطع وقد يكون بعضها مبرمجا في التو واللحظة الآنية، وكنت قد رأيت بنفسي حجم الجهد على وجه الوزير في أحد أسفاره إلى بروكسل وقد التقيته مصادفة هناك ذات اجتماع أوروبي – عربي. ومن هنا "قد" أتفهم انقطاعه الكامل عن الرد على أسئلة مستجدة، لكن أحاول أن أتفهم أكثر عدم الرد بالمطلق في مهنة يعرف هو أكثر من غيره أهميتها وحيويتها حتى في مجال عمله كوزير للخارجية.

 

مشكلتنا في الكتابة الصحفية "غير التغطية المهنية التي يتصدى لها زملاء محترمون" أنها لكي ترتقي أن تكون مقالا صحفيا يحترم المتلقي أينما كان، فيجب أن تكون مدججة بالمعلومة والمعرفة التي يستحقها وقت القارئ الكريم.

والمعلومة لها مصادرها المتعددة، وتعتمد على مهارة الصحفي وخبرته في نسج العلاقات وبناء الثقة بينه وبين المصادر التي يكون من بينها ذوات رسمية على رأس العمل أو شخصيات قريبة من صناعة القرار، والمعلومة أحيانا تأتي لتتم معالجتها بطريقة مختلفة عن الخبر أو التصريح الرسمي، لكنها تبقى معلومة محصنة بالتوثيق ومتمتعة بالمصداقية، ومن طرق إصدارها أن ترد في مقال صحفي.

أردنيا، لدينا قصور في التعامل مع الصحافة المحترفة، محليا ودوليا، من المصادر الرسمية.

ليس لدينا قنوات تمرير المعلومة، وهي ضرورية لا لتحقيق الشفافية وحسب، بل لحماية مصالح الدولة نفسها بدلا من الاعتماد على مصادر أخرى من خارج الأردن، قد تقدم نفس المعلومة لكن برؤية مختلفة وقد تكون أحيانا مضللة.

الإقليم من حول الأردن يغلي والأحداث تتسارع بشكل يومي، وصار لا بد من غرفة إعلام رسمية محترفة يقودها وزير الاتصال الحكومي يتم رفدها بما يحتاجه محترفو  الصحافة من معلومات وإجابات على أسئلة قد يكون في الإجابة عليها توضيح ضروري يعين الكاتب والصحفي على رؤية الأمور من زاوية جديدة ومختلفة، كما وتحقق للقارئ صحافة تحترمه وتحترم وقته الذي يمنحه للقراءة.