عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jul-2024

حماية البيانات الشخصية*م. فواز الحموري

 الراي 

لافت للنظر حجم الطلب على البيانات الشخصية عند التقدم لأي خدمة أو التواصل مع الجهات التي تصر على تزويدها بالبيانات الشخصية وبشكل رقمي والتي تصل في بعض الحالات للاحتيال الإلكتروني وخصوصا عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات والمكالمات الهاتفية الخلوية ورسائل البريد الإلكتروني والعديد من الوسائل الأخرى والتي غالبا ما تكون مجهولة.
 
تتكرر الرسائل والنصائح والإرشادات من قبل المركز الوطني للأمن السيبراني ووحدة الجرائم الالكترونية والعديد من الشركات والبنوك والمؤسسات العامة والخاصة بضرورة توخي الحرص والحيطة والحذر عن تزويد البيانات الشخصية وحتى المالية لمن يطلبها دون التريث والتأكد والانتباه وعدم التسرع في الرد على إعلانات قد تكون مغرية وجذابة ولكنها في حقيقة الأمر مصائد للاحتيال والابتزاز والسرقة.
 
على الرغم من الإيجابيات في عالم التكنولوجيا والسهولة والراحة في اتمام العديد من المعاملات، لكن من الواجب والأمانة والمصداقية التعامل بحذر مع قنوات التواصل وعبر الأجهزة وخصوصا الخلوية ومن قبل فئة الشباب على وجه الخصوص وصغار السن وحتى كبار السن نظرا لما يمكن أن تشكله من مشاكل معقدة ومدمرة للأسرة ومهددة للأمن واستقرار المجتمع.
 
ما زلت أذكر والدي - رحمه الله–والذي عمل في دائرة الأحوال المدنية والجوازات لمدة طويلة وتقاعد قبل أن تكون الهوية الرقمية والبيانات الشخصية متاحة وبسهولة للتعرف على الشخص وقراءة بياناته بدقة؛ ما زلت أحتفظ بأكثر من نموذج للهوية الشخصية بألوانها وأشكالها وأسلوب الحماية من التزييف والتقليد والانتحال وكذلك سبل البحث عن المعلومة من خلال الهوية الشخصية، ولكن القدر أسعف الوالد–رحمه الله–لإدراك الرقم الوطني والتعرف من خلاله على الكثير من المعلومات لحامل الرقم.
 
البيانات الشخصية حق مضمون من الخصوصية والسرية والأمان والتحوط، ولا يمكن الاستهتار بها وتبادلها ومشاركتها والإفصاح عنها بسهولة لمن يطلبها سوى الأجهزة الرسمية وضمن حدود معينة ووفق حرص تام.
 
التحول الرقمي هدف استراتيجي للحكومة، ولا بد منه لمواكبة التطور والتحديث والتغلب على الكثير من العقبات الماثلة أمام العمل الورقي والروتيني ضمن بيئة رقمية آمنة وفعالة، وهذا التحول يتطلب من الجميع التأقلم والامتثال والتحكم والصبر.
 
لعل فئة الشباب قادرة على مسايرة التحول الرقمي بشكل سريع وفعال أكثر من غيرهم، ولكن وفي بعض الحالات نلحظ تسرعا واعتماد نمطية الرفاهية والاستهلاك بدل البحث والتوثيق والتدقيق والمراجعة.
 
يحمل المستقبل في طياته العديد من المهارات اللازمة لمواكبة التطور التكنولوجي السريع والمتلاحق ؛ لم نكن نتصور يوما تطور السحب أبعد من بطاقة الصراف الالي إلى أن أصبح متاحا وبسهولة التحويل من حساب إلى آخر ودفع الفواتير عبر لحظات وهكذا من التطبيقات الحديثة والمنصات.
 
ملخص القول، لا بد من التعامل مع التهديدات المحتملة واتخاذ التدابير المناسبة للحماية من الهجمات ومحاولات سرقة البيانات الشخصية والتي باتت متاحة بطرق وأشكال متعددة ومنوعة وسريعة، لا بد من الانتباه.
 
للتندر والطرافة، كان اسم الأم من الأسرار فيما مضى، والآن ثمة بيانات شخصية أكثر أهمية من ذلك البند تظهر دون نقاش وخجل، سقى الله أيام زمان!