عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-May-2020

مواصلة النضال من أجل الديمقراطية سيقودها العرب وحلفاؤهم - اسحق ليئور
 
هآرتس
 
الحكومة الخامسة والثلاثين أقلعت، ويمكننا ان نقول باختصار: إن الاحزاب الديمقراطية قد تفككت. وسط الليكود تحول الى سيرك. عمير بيرتس دفن ” حزب العمل “. وبيني غانتس بدوره عقد صفقة مع قائمة المجهولين لديه: سلطة مقابل فترة نجاح قصيرة. لم يعد هنالك وسط – يسار. بنيامين نتنياهو نجح في ضمه أيضاً في إئتلاف الاصوات الذين ليس بينهم أي علاقة، باستثناء تسويات وديماغوغيا، الميزة الرئيسة للشعبوية: اصحاب مصالح متعارضة يرتبطون معا بواسطة “خطر”. لدينا لقد دخلت الشعبوية الى الفضاء الفارغ لمجتمع سياسي متفكك.
رائدها والمبشر بها كان مناحم بيغن الذي خرج من قبيلته وتوجه لجماهير، حاولت حركة العمل تدجينهم – من أجل الاحتفاظ باحتكارها للسلطة. هكذا وبدون علاقة ما بين المنتمين لحركة “اتسل” وبين المغاربة، ولدت روح (شعب اسرائيل). “حيروت” – راشقو الحجارة على الكنيست – اتحدت مع الليبراليين، وهو حزب برجوازي، أصله من وسط اوروبا، وشكلت في 1969 كتلة “جاحل”.
في1977 وبإدراكه لما تريده أغودات يسرائيل أكثر من أي شيء آخر – “وجود عالم المدارس الدينية ” – فقد بنى بيغن العلاقة ما بين انقاض دولة الرفاه وبين دولة الرفاه الحريدية الصغيرة. هذا كلف اقل من المخصصات التقاعدية لجهاز الامن. بموازاة ذلك، جرف ديفد ليفي من حصلوا على القرروض السكنية في مشروع ” ابنِ بيتك “. تحالف الاسباط الشعبوي أنزل علينا ” الكثير من مستوطنات ألون موريه “، وتضخم فظيع وحرب طويلة في لبنان.
لقد نجح اليمين في حل دولة الرفاه فقط سنة 1985 وفقط مع حزب العمل، الذي شارك أيضاً في تدمير الهستدروت. الطريق الى الرأسمالية المتوحشة لنتنياهو فتحت، وبمساعدة المستوطنين. من اهتم بالفقراء هي الاحزاب القطاعية، بما في ذلك أفيغدور ليبرمان، كان هذا هو دورهم، منذ سنوات التسعينيات. لحسن حظنا، من حين لآخر اهتم الحريديون أيضاً بنا ( مثلاً معالجة الأسنان مجاناً حتى سن 18، مشاركة التأمين المكمل في العلاج الخاص. أجل، ليتسمان)، بيد أن نتنياهو فعل كل ما لم يتجرأ بيغن على فعله: أن يخرب في بقايا اسرائيل ” القديمة” – في الثقافة، في وسائل الاعلام وفي الامن وفي القضاء.
لقد كان لليسار الصهيوني أيضاً شعبويته الخاصة. حتى حرب لبنان تبجح بـ “الحربجية ” وفي نهاية سنوات التسعينيات بدأ ايهود براك بحملته الشعبوية “شعب واحد ، تجنيد واحد”، والتي استهدفت الفصل ما بين الشرقيين والحريديين وربط “رجال الاحتياط من كل طبقات الشعب”. ولكن عندما خطب عن ” فجر يوم جديد” هتف الشعبويون من اليسار “فقط بدون شاس”. من ينوحون الآن ويولولون ازاء المسار الذي قامت به شاس والحريديون، يذكرون بالصراعات ضد مخصصات الاطفال، و وبالتجنيد والاستهزار بالحاخام عوفاديا سنة 2000. وبقينا مع ” وسط – يسار”. هوية اثنية ( أشكنازية ) مع تعالي ” قيمي “.
لماذا يكرر الوسط فشله؟ نظراً لأنه لا يوجد لأعضائه مصلحة حقيقية في الفوز. يفضلون ان يكونوا تحت نتنياهو، وليس هنالك فروق كبيرة بينهم وبين اليمين، بالنسبة للإحتلال، أو بالنسبة لمحاربة ايران. غانتس كان عازف القيثارة الاخير الذي اغرق الاطفال في النهر. لقد سبقه عديدون بمن فيهم يئير لبيد. كلهم انضموا في وقت من الاوقات لبيبي. هذه المرة توجه الغرقى للمحكمة العليا التي ردت عليهم: لا تعرفون السباحة وتأتون الينا؟.
لقد كتب علينا ان نرى طبقة وسطى تبحث عن عازفي قيثارة، ذوي وجوه تلفزيونية وجنرالات، من اجل ان تعيد لنفسها ” دولتنا”، الى ان يأتي الغرق الاخير. أو الاستيقاظ: الاقلية العربية هي الوحيدة التي تعتبر الديمقراطية الاسرائيلية هي مصلحتها الحقيقية. ليس لديها احتمالية للعيش برفاه اذا لم يتم احتساب اصواتها. فقط الديمقراطية تحسب حساباً للإنسان. هذا لم يحبه غانتس الذي تمت تصفيته. الشعبوية هي أسهل. استمرار النضال من أجل الديمقراطية سيقوده العرب وحلفاؤهم.