عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Dec-2019

أهمية حجم الكتلة: لنتعلم درسا من نتنياهو - يوسي بيلين

 

إسرائيل هيوم
 
قبيل الانتخابات للكنيست الـ 23 بات واضحا بان حجم الحزب سيكون هامشيا في أهميته مقارنة بالكتلة التي يقف على رأسها. فبنيامين نتنياهو، الذي سبق أن انتخب في الماضي (2009) لرئاسة الوزراء رغم أنه كان يترأس الحزب الثاني في حجمه، يفهم هذا جيدا، ولهذا فمنذ أن قرر تقديم الانتخابات للكنيست الـ 21 تركزت جهوده على دمج أحزاب اليمين. قبيل الانتخابات الأخيرة نجح رئيس الوزراء في أن يبني كتلة من 55 نائبا، ضمت أحزاب اليمين والأصوليين ودفع ثمنا باهظا جدا متمثلا بتعيين نفتالي بينيت في منصب وزير الدفاع كي يضمن الا تتفكك الكتلة. غير أن “الحلفاء الطبيعيين” ليسوا طبيعيين جدا، كون القاسم المشترك بين الاحزاب الصهيونية القومية وبين الأحزاب الاصولية غير الصهيونية لا يمكن أن يكون ايديولوجيا. بالمقابل، في الجانب الليبرالي فان القاسم المشترك بين أزرق أبيض، العمل والمعسكر الديمقراطي لا يحتاج إلى مفاوضات وهو شبه مفهوم من تلقاء نفسه، بينما القائمة المشتركة، التي تتشكل من أحزاب تمثل ايديولوجيات مختلفة بل ومتضاربة، ليست مرشحة للارتباط باليمين. ولكن قبيل الانتخابات القريبة القادمة، فان الكتلة الليبرالية ليست مضمونة.
لقد أظهرت الاستطلاعات الأخيرة ميلا لزيادة أزرق أبيض على حساب الحزبين اليساريين الصهيونيين. وإذا لم يجتازا نسبة الحسم، فستضيع فرص الكتلة للفوز في الانتخابات. من ناحية غانتس، الذي ثبت مؤخرا زعامته بعد أن تنازل لبيد عن التداول معه في رئاسة الوزراء، من شأن هذا أن يكون ثراء محفوظا لأصحابه في طالحه. وهو ملزم بالدخول في جواهر الأمور واللقاء مع عمير بيرتس ونيتسان هوروفيتس وفحص كل الخيارات الممكنة لتقليص خطر تقلص الكتلة.
ان الخيار الأكثر منطقية هو اقامة تجمع بين هذه الأحزاب. فالفوارق الايديولوجية بينها لا تبرر المخاطرة بالكتلة الليبرالية. كل حزب يمكنه أن يحافظ على استقلاله، وإذا ما رغبت يمكنها أن تنقسم في كل لحظة يفضل فيها أي منها ذلك ولكنها تتنافس في الانتخابات بشكل مشترك وبعدها تقيم كتلة مشتركة تحاول العمل معا. المشكلة هي انه بينما نجد أن المعسكر الديمقراطي مستعد لمثل هذا التجمع، فان العمل جيشر بالذات يعرب عن معارضته لذلك، بل ان بيرتس رفض هذه الامكانية هذا الأسبوع.
تقول الإشاعات ان بيرتس يفضل تجمعا بين حزبه وبين أزرق أبيض. وهو سيجلب معه “مهرا” لا شك فيه من عشرات آلاف ناخبي حزبه الذين في معظمهم كفيلون بان يصوتوا لهذا الاندماج، وبالتوازي سيتوجهون إلى الجانب اليساري من الخريطة نحو المعسكر الديمقراطي ويمكن لهذا الحزب ان يحظى بمصوتي العمل اولئك وربما لجهات اخرى يفضلون قولا ايديولوجيا أوضح بكثير. المشكلة هي رغبة الكثيرين من قادة أزرق أبيض في الحفاظ على صورتهم كحزب وسط، وبالتالي فانهم سيمتنعون عن اقامة اطار مشترك لهم وللعمل.
الخيار الثالث، الاكثر تعقيدا والموصى به اقل إلا إذا كان هو شرط للسير المشترك، وهو السير في طريق نتنياهو. فعشية الانتخابات للكنيست الـ 21 طرح رئيس الوزراء على “اتحاد اليمين” برئاسة الحاخام رافي بيرتس الارتباط بقوة يهودية وبالمقابل ضمان مقعد من كان نائب وزير الدفاع، الحاخام ايلي بن داهان، في قائمة الليكود للكنيست مع ضمان السماح له بالانسحاب من القائمة والارتباط بـ “اتحاد اليمين” فور الانتخابات.
ان ضمان مقعد لممثل العمل في قائمة أزرق أبيض كفيل بان يقنع قادة العمل للموافقة على الارتباط بالمعسكر الديمقراطي.
يحتمل أن يكون اسهل على غانتس ان يقترح على بيرتس خطوة كهذه من أن يقيم مظلة مشتركة لحزبه وللعمل. على اي حال، يخيل لي ان مستقبل الكتلة يجب أن يشغل الآن بال من أوصى منها بان يكون رئيس الوزراء.