عمان – اعتبر الكاتب الكویتي الفائز بجائزة البوكر العربیة سعود السنعوسي إن سعي الكاتب إلى استمالة القراء وإرضائھم تحد یواجھ الكتابة الإبداعیة أكثر مما تفعلھ الرقابة، قائلا ”بعد فوزي بالجائزة العالمیة للروایة العربیة كدت أن أقع في فخ إرضاء القراء وجذبھم على حساب ھدف الروایة وفكرتھا“.
وأوضح خلال استضافتھ في محاضرة بدعوة من لجنة حوار البترا تحت عنوان ”إشكالیة الكتابة الإبداعیة في العالم العربي“ في جامعة البترا، أن تجربتھ الشخصیة في الكتابة كادت أن تتغیر بعد فوزه بجائزة البوكر العربیة، قائلا ”بدأت بكتابة روایة جدیدة بعد فوزي، وكنت كلما عدت إلیھا لإكمالھا أجد أني أمیل أكثر لاستمالة رضى القراء على حساب الروایة، وعندما تنبھت لذلك محوت الروایة كاملة وألغیتھا“.
وقال السنعوسي ”أعتقد أن التحدي الحقیقي كان بالنسبة لي ھو التغیر الذي وقع بعد فوزي“، مضیفا ”أحببت أن تكون النجومیة لأعمال ولیس لشخصي، ولكن الانتقال إلى الأضواء والشھرة ھو أمر مقلق، أضواء الشھرة مرعبة“.
وفي اجابتھ على سؤال حول تأثیر الرقابة على أسلوب الكتابة، أوضح السنعوسي أن معرفة الكاتب بأن الرقابة ستمنع روایتھ من النشر یفتح الباب أمامھ لقول ما یریده دون خوف، مبینًا أنھ عندما یدرك الكاتب أن روایتھ ستمنع بسبب الرقابة فلن یعود لدیھ ما یقلقھ، وقال ”إذا كانت روایتك ستمنع، فلماذا تستخدم التشفیر قل ما ترید بوضوح“.
وقال السنعوسي إن الرقابة لا یمكنھا منع العمل الأدبي في زمن الانترنت ووسائل التواصل ً الحدیثة، مشیرا في الوقت ذاتھ إلى أن الرقابة الداخلیة كان ترشده إلى الكیفیة المناسبة لنقل أفكاره.
ووصفت مدیرة الجلسة رئیسة قسم اللغة العربیة في جامعة البترا الدكتورة رزان إبراھیم أسلوب الكاتب الكویتي السنعوسي بالممتع، قائلة ”أسلوبھ یقرىء بمتعة فیما تقطر قلوبنا حزنًا على شخصیات روایتھ، التي تأخذنا إلى عالم المتخیل وتغسل عیوننا ثم تعیدنا إلى الواقع بعیون نظیفة“.
وقدم نائب رئیس جامعة البترا الدكتور تیسیر أبو عرجة درع الجامعة التقدیري إلى الكاتب السنعوسي، في ختام المحاضرة التي حضرھا أعضاء من الھیئتین الأكادیمیة والإداریة وطلبة الجامعة.
یشار إلى أن السنعوسي فاز بالجائزة العالمیة للروایة العربیة عام 2013 عن روایتھ ”ساق البامبو“، وقد وصفت لجنة التحكیم الروایة بأنھا ”محكمة البناء وتتمیز بالقوة والعمق، وتطرح سؤال الھویة في مجتمعات الخلیج العربي.
وأشار النقاد إلى أن قوة الروایة تأتى من أنھا تطرح العدید من التساؤلات حول قضایا مھمة في المجتمعات العربیة ككل، خصوصا حول مسألة الدین والتدین وموقعھما في حیاة الفرد، وقیمة المرأة ودورھا الحقیقي في المجتمع، كما تطرح موضوع حقوق المغتربین داخل الكویت والدول الخلیجیة الأخرى.-(بترا )