عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Feb-2019

حزب العمل والبقاء - عوزي برعام
ھآرتس
 
الغد- ابراھام بورغ یعتقد أن حزب العمل وصل إلى نھایة طریقھ ویجب مساعدتھ على الموت (”ھآرتس“، 2/11 ،(لیس ھناك معنى حسب اقوالھ، لمواصلة اطالة حیاة الحزب بوسائل صناعیة، وھو یحارب على بقایا مقاعد ویھین نفسھ ویمنع كل احتمال للتجدد. وحسب اقوالھ، یمكن أن یقوم الجیل القادم، شباب ”غاضبون وجائعون ومبدعون“، ھؤلاء سیقیمون یسار جدید، یھودي عربي، یناضل من اجل تغییر الواقع في إسرائیل.
إلا أن بورغ یحاول منذ سنوات في مقالاتھ ولقاءات یجریھا ایجاد ھؤلاء الشباب المتحمسین الذین ضمائرھم لا تسمح لھم بتأیید البدائل الموجودة، وینشئون ”عطیرت كوھنیم“ علمانیة، وحتى الآن ھو لم ینجح.
بھذا دور حزب العمل لم ینتھ. صحیح، إن تفاخره بالتحول ثانیة إلى حزب سلطة تبدد على ارض الواقع، وھو یضرب الحزب من كل الجھات. من جھة، التوجھ المستمر للرأي العام نحو الیمین – وكذلك بالنسبة للتسویة السیاسیة وبالنسبة للاستعداد لتقطیع القیود الدیمقراطیة الإسرائیلیة؛ ومن جھة اخرى ظھور المسیحانیین الجدد صافي العیون وذوي طموحات حقیقیة ما نزال اللیكود عن الحكم. الكثیرون یتوجھون إلى ”الحصان الفائز“ ویضعفون حزب العمل.
لا تقلق بورغ حقیقة أنھ من اجل تشكیل حزب في إسرائیل یتنافس على السلطة، یجب أن یضم
الیھ موشیھ یعلون وتسفي ھاوزر. حسب نظریتھ فإن مصوتي حزب العمل كان یجب ادارة ظھرھم لحزبھم وأن ینضموا إلى حركة البشرى الجدیدة، التي لم ینشئھا، ومشكوك فیھ أن یشكلھا. لكن شروط المعركة الحقیقیة ولیس الخیالیة، ھي أن البدیل ھو یمین متصلب، فظ القلب
تجاه القیم الدیمقراطیة، وأمامھ یمین جدید على رأسھ بیني غانتس وربما سیقضم قلیلا من الیمین المتصلب.
مقابلھم یقف حزب العمل الذي بكل ضعفھ اثبت في الانتخابات التمھیدیة أول أمس أنھ ما یزال حیا یرزق. الحزب الذي یؤید التسویة السیاسیة القائمة على تقسیم البلاد، والدفاع عن الدیمقراطیة اللیبرالیة وتأیید تغییر الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي یثقل على كثیر من المواطنین، الحزب الذي یسمى ”نخبوي، ابیض وذكوري“ اختار ثلاثة شرقیین على رأس القائمة من بینھم اثنان من أصل مغربي، وأربع نساء من العشرة الاوائل. ھذا برھان على التوق إلى الوصول إلى المساواة الحقیقیة. یتبین أن قدامى الحزب اختاروا قائمة شابة، جائعة ومستعدة للنضال.
في واقع 1990 ،المواقف المذكورة اعلاه لم تكن شیئا كبیر، لكن الواقع المظلم الذي دفع إلى الخارج كل تفكیر بالتسویة وادار ظھره لقیم المساواة التي وحدتنا، ھو تقریبا ثوري.
إن یقظة المصوتین وتوجھھم إلى الانتخابات التمھیدیة یمكن عزوه إلى رئیس حزب العمل آفي غباي، لكن ھذا لا یعفیھ من المسؤولیة عن أنھ تحت قیادتھ لیس للحزب ارتباطات مناسبة تزید من قوتھ. وادعاؤه بأنھ یشكل بدیلا لنتنیاھو لم یحظ بثقة الجمھور.
إلى جانب مزایاه فلدى لمنتخب القائد في حزب العمل، أیضا نواقص. التمثیل الاجتماعي ممتاز ولكن ینقص المنتخب رجال أمن بارزین. عمیر بیرتس ھو الوحید الذي لھ تجربة قیادیة ووزاریة. القائمة المثیرة للانطباع والشابة غیر متوازنة بما یكفي، وغباي یمكنھ أن یضع في المكان الثاني شخصا لھ ماض أمني مھم. في المقابل، على ایتسیك شمولي وستاف شبیر وضع ناخبو الحزب مھمة تجنید شباب جدد إلى صفوفھ. علیھم أن یكونوا ھم الذین سیحدثون انعطافة بین الاجیال.
رأیت حزب العمل في ایام عظمتھ، لكن الیوم علیھ أن یسلم بالرؤیا الاكثر تواضعا لنفسھ. علیھ
أن یزید من حدة رسائلھ، ویحاول أن یجلب لیس فقط اعضاء، بل كل الذین یریدون حزبا متجذرا ومخلصا، من جھة، وحركة تنظر نحو المستقبل دون أن تخفض نظرھا من جھة اخرى