الوضع في الأردن مستقر والأمن مستتب، وما جرى أمس من اعتقالات لأسباب وتداعيات أمنية أمر يحدث في كلّ دولة والمملكة جزء من هذا العالم، والتحقيقات جارية وستخرج نتائجها للعلن، فلا شيء مخفي ولا ماء يجري من تحت أقدام المواطنين، فالوضوح والمكاشفة نهج إداري وقيادي حكيم راسخ في الدولة الأردنية بمظلة ودعم ملكي وقانوني، حتى في أدق الظروف فإن إخفاء معلومة عن المواطن لأي سبب كان يعتبر ذنبًا لا يغتفر وإجراء غير مقبول.
نادينا كثيرا وما زلنا نؤكد على أنّ المرحلة جدّ دقيقة والتحديات المُحدقة التي يواجهها بلدنا من كلّ اتجاه، ماثلة ولم تعدْ تخفى على أحد، وإنّ أي «ناعق مأجور» يحاول أن يركب موجة هذه الظروف فهو مخطئ وآثم قلبه، وإن استعراض العضلات التي يفردها البعض من الخارج باتت هي الأخرى مكشوفة وأجنداتها واضحة، وإنْ ادّعى أمثال هؤلاء التباكي على الوطن والخوف على مقدراته، فإنما هي ادعاءات باطلة لأن الوطن والقيادة والشعب هم وحدة واحدة متماسكة في السراء والضراء ولا تسمح لكائن كان أن يخترق الصف المتين والوحدة التي ظلّت هي الصخرة التي تكسّرت عليها مجاديف المرجفين المُشككين الراغبين بالعودة ببلدنا القهقرى، وظل الأردنيون نموذجاً في صبرهم والتحامهم مع قيادتهم، وعضّوا بالنواجذ على ما تم بناؤه بتكاتف القيادة والشعب والمؤسسات، وأصبحنا متعاضدين لا نؤتينّ من قبلنا ولا من خلفنا لأنّنا الأقحاح الذين رضنا الصعاب وعشقنا الورد لكننا عشقنا الأردن والأرض أكثر، فصرنا مثلاً والحمد لله سوف نبقى.
رسالتنا اليوم للإخوة المواطنين شيبا وشبانا ورجالا ونساء وكتّابا وطلبة جامعات ومدارس، أن نرقى لمستوى المرحلة، وألا نسمح لفئة باغية في الأرض أن تحدث في الصفّ الوطني ثقبا يشفي غليلهم ويغذّي حقدهم، وفي هذا المقام فإن العتب أشدّ العتب ليس على أولئك الذين يبثّون رسائلهم المغرضة من خلف مقاعدهم الوثيرة في بلاد الغرب، وإنما اللائمة على الإخوة العقلاء أصحاب الرأي والمشورة من المواطنين والمواطنات الذين لا ريب يساورنا في وطنيتهم وانتمائهم المخلص لقيادتهم وللأردن تاريخًا ومجدًا وحضارة، فلا يصرف أي منا جهده في إلقاء آذان صاغية لما أصبح شغلاً شاغلاً للجالسين في هذه الدولة وتلك، يصلون ليلهم بنهارهم في صياغة عبارات منمقة يعرفون أنها قد تلقى اهتمامًا لدى الغالبية، ولكن هيهات هيهات، فالأردنيون خلف قائدهم ومعه، يدركون أن الظرف يستدعي من الجميع التلاحم والانسجام في مسيرة موحدة تحشد وتتضافر فيها جميع الجهود، لاستكمال البناء الوطني وتطوير المؤسسية، وإجراء إصلاحات جذريه في جميع المجالات.
هذا هو الأردن الراسخ كيانه والثابتة بوصلته نحو القدس وفلسطين إيمان صلب لا يتزعزع، وسيبقى وطناً لكل العرب ونموذجاً لمجتمع الأسرة الواحدة المتلاحمة في السراء والضراء، الجميع فيه شركاء في العمل والبناء وحماية الوطن والالتزام بمصالحه، والواجب اليوم يدعونا إلى توحيد جميع الجهود لبناء الوطن وحماية أمنه وصيانة استقراره وصياغة مستقبله المشرق بعون الله.
حذارِ من الفتنة النائمة ولعن الله من يوقظها من سُباتها ولنكن كما كنا دومًا مثالًا في الأصالة والوفاء مؤمنين وموقنين أن الانتماء الحقيقي الصادق للأردن وترجمة هذا الانتماء إلى عمل وأداء للواجبات، هو مقياس المواطنة الصالحة.