عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Nov-2019

مواطن صحي - طلعت شناعة

 

الدستور- تذهب الى مقهى فيأتيك الجرسون بأرجيلة ومعها «الخرطوم» الخاص بها. وبحركة مهذبة يفكّ كيسا من البلاستيك الجميل ويُخرج منه «البربيش» وينشغل بتثبيته في جسد الارجيلة ويطويه مثل افعى تلتف حول رقبة الجدار الزجاجي ، وحين تسأله عن ذلك الخرطوم يقول لك: هذا بربيش (صحّي) . وهو ما يعني ان الكلفة مرتفعة.
تذهب الى»كوفي شوب»وما ان تجلس حتى يباغتك الجرسون بكاسات ماء مغلقة، ومعها «الكابتشينو» او القهوة والى جانبها»البتي فور»او»الجاتوه». وحين تسأله عن الاضافات ( الماء والجاتوه ) ، يرد عليك : هذه مياه (صحية ) والجاتوه ينزل ضمن الطلبية حتى لو لم تطلبها. واذا كنت ـ مثلي ـ بمصاحبة (حسناء) تبتلع (غيظك ) وتدفع الفاتورة باضافتها وانت محترم.
تذهب الى احد الفنادق و( تنزنق) فتضطر للذهاب الى الحمّام ، فتجد كائنا على الاقل بانتظارك عند مدخل الحمّام الرجالي. وما ان تخرج حتى يناولك «مناديل»ويقول لك : هذا ورق حمام (صحي). فتخجل وتدفع له ما تيسر من النقود.
تذهب الى المكتبة لتشتري دفاتر ومساطر لطفلك التلميذ. فتقع عينه على»معجونة» او ما كنا نسميها»ملتينة»فتشتريها لكي يلهو بها الصغير ويصنع منها اشكال حيوانات. وحين تسأل عن الثمن يرد عليك البائع : انها»معجونة صحية» لا تضر بالاطفال وهي صُنعت خصيصا من اجلهم. فتدفع وانت محترم.
اتخيل نفسي اسير في الشارع والتقي احدا من اصدقائي فاعانقه ويرفض وحين أسأله يرد : بشرط ان تكون حاطط عطرا «صحيا»،
طبعا ممكن تخسر صاحبك اذا ما كان عندك عطر ( صحي).
تسير في الشوارع فتجد الناس : اللي بيكح واللي بيعرج واللي مش قادر يتنفس واللي بيلهث وتمر على المستشفيات فتجدها مليئة بالمرضى وتركب السرفيس او الباص فتسمع حكايات وقصصا عن ناس يعانون من امراض وهموم الخ الخ
وبالآخر ، بتلاقي واحد بيقولك: هذا بربيش صحي ومية صحية وعطر صحي ومكان صحي..
سلملي ع الصحة !
كيف الصحة يا شباب؟