«فن بلا كراسي» .. مساحة عزف لفنانين أردنيين وعرب على قارعة الطريق
عمان -الدستور- حسام عطية - تعكف جمعية أصدقاء اللويبدة الثقافية، من خلال مبادرة أطلقت عليها اسم «فن بلا كراسي»، مواجهة المد والنشاط التجاري، اللذين بدآ ينتشران بشكل موسع في محيط جبل اللويبدة وذلك خلال السنوات العشر الأخيرة، ومن خلال إعادة الأجواء الثقافية إلى جبل اللويبدة، فيما يقع الجبل في وسط العاصمة عمان، يقابله جبل عمان، ويتميز بانتشار أزهار الياسمين التي تعبق رائحتها في المكان ، وتحيط بمنازله ذات الطابع المعماري القديم، إلى جانب انتشار المراكز الثقافية.
ويعزف فنانون أردنين وعرب واجانب من مختلف الاعمار بمساء كل يوم ثلاثاء، على زاوية في القرب من دوار باريس الذي يتوسط جبل اللويبدة، مقطوعات موسيقية على الأكورديون، الجيتار، العود، إلى جانب أغان متنوعة من التراث العربي والفلكلورالأردني، بينما أتيحت الفرصة أمام الجمهور للمشاركة في إظهار مواهبه على المنصة من غناء، ورقص، وعزف، وإلقاء شعر.
احدى الفعاليات
ومن فعالياتهم التي اقيمت قبل اسبوعين: أمسية موسيقىة، رقص شركسي، أغاني فلكلورية من أوكرانيا، مقطوعات وأغان على آلة ukulele او الجيتار المصغر، تقديم وصلة رقص هيب هوب، ومجموعة من المقطوعات الموسيقية والغنائية العربية والعالمية وفقرات فنية اخرى.
رد الجميل
بدوره نوه رئيس جمعية أصدقاء اللويبدة الثقافية ومؤسس مبادرة «فن بلا كراسي» الفنان رشيد ملحس في تصريح لـ «الدستور»، بانه كنوع من رد الجميل، يحاول فنانون أردنيون إنقاذ جبل اللويبدة، أحد جبال عمان السبعة من الاختناق بدخان المركبات والمقاهي، بعدما غزا النشاط التجاري الجبل الذي يعتبر الذاكرة الثقافية للعاصمة عمان، وأحد أقدم الجبال وأعرقها فيها، فيما ستكون هنالك فعالية ثقافية مسائية كل يوم ثلاثاء، مقابل دوار باريس، يشارك فيها فنانون متطوعون أردنيون وعرب وأجانب، إلى جانب عرض مواهب من عامة الناس، إحياء لروح اللويبدة الثقافية.
ولفت الفنان ملحس بانه لهذه الغاية، تأسست جمعية أصدقاء اللويبدة الثقافية في عام 2005 من تجمع يضم فنانين أردنيين من مجالات مختلفة، بهدف المحافظة على النمط المعماري وتشجيع المبادرات الهادفة إلى جعل جبل اللويبدة منطقة جاذبة للنشاطات والفعاليات الثقافية.
ونوه الفنان ملحس بانه نريد من خلال مبادرة «فن بلا كراسي» نشر الفرح والمحبة كل يوم ثلاثاء في جبل اللويبدة الذي طالما كان حضناً ونموذجاً للحياة الثقافية والمدنية، ونريد أن نعود ونستنشق رائحة أزهار الياسمين التي تميز بها الجبل، عوضاً عن استنشاق روائح المركبات ودخان الأرجيلة التي غزت الجبل»، كما نريد ان نواجه القبح من خلال تقديم قيم الجمال لجبل اللويبدة التي بدأت تذبل، ونحاول إنقاذ اللويبدة من الاختناق بعد انتشار المقاهي والنشاط التجاري، كنوع من رد الجميل لهذا الجبل الذي يمثل الذاكرة الثقافية للعاصمة.
وكانت أعلنت أمانة عمان الكبرى في كانون الثاني الماضي أنها تعكف على إعداد دراسات هندسية متخصصة تعنى بإعادة تأهيل جبل اللويبدة ، استناداً إلى موروثه الحضاري وتاريخه العريق، من خلال وضع تعليمات تحافظ على الطابع المعماري القائم في اللويبدة، من دون إحداث تشوهات أو إخلال بالمنظر العام للجبل، وبانه منذ 6 سنوات، تحول جبل اللويبدة إلى حي تجاري مزعج، وانتشرت المركبات والدراجات النارية، إلى جانب بناء عمارات حديثة، وفشلت جهودنا في الحي في وقف بناء عمارات سكنية مقابل كنيسة البشارات العريقة، ونسعى إلى أن تكون هنالك فعاليات ثقافية وفنية بشكل دائم في ساحة باريس، وعلى مطل اللويبدة، الذي يطل على جبال عمان.