عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jun-2019

الاحتلال الصهيوني صانع مآسينا - كمال زكارنة

 

الدستور - يجب ان نؤمن ونقتنع ونتذكر دائما صغارا وكبارا جيلا بعد جيل، بأن الاحتلال الصهيوني هو السبب الوحيد لكل مآسي ومصائب وكوارث الدول والشعوب العربية من المحيط الى الخليج، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني، ولا بد من تعزيز هذه الثقافة وترسيخها في اذهان وعقول الاجيال العربية منذ الطفولة في المدرسة والاسرة والشارع والملعب وفي كل مكان يستخدمه الطفل العربي ويصل اليه، فهذا العدو يعبث بالامن القومي العربي والوطني في كل دولة عربية على حدة، في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر والجزائر والسودان والصومال، ولا يترك الدول الاخرى بحالها، بل يسعى دائما الى نشر الفوضى فيها من اجل تخريبها وتدميرها، لانه يؤمن تماما بأن قوته واستمراره لا يتحققان الا بضعف الامة العربية وتفتيتها وتشتيتها واشغالها من الداخل وتآكلها وانهيارها ان امكن، حتى يضمن بقاءه وتمدد نفوذه وسيطرته السياسية والاقتصادية والعسكرية، فهو يفقد ميزة القوة عندما يشعر بقوة الطرف المقابل، وعندها يفقد القدرة على السيطرة لانه يحسب الف حساب لردة الفعل مهما كان حجم الخسائر التي قد تنجم عن اية ضربة يتلقاها.
 
منذ العام 1947 وهو يسفك ويريق الدم الفلسطيني والعربي، ولا يكاد يمر عاما دون ان تتلوث اياديه بالجرائم والارهاب ضد الشعب الفلسطيني والامة العربية، بأشكال واساليب مختلفة، اما بالحروب المباشرة والعدوان العسكري المتكرر، او بالاغتيالات واعمال القتل السرية والعلنية ضد شخصيات سياسية وامنية وقيادات فلسطينية وعربية وعلماء فلسطينيين وعرب، وهو يعتبر الكرة الارضية ساحة مباحة ومفتوحة لارتكاب جرائمه وممارسة ارهابه الذي لا يتوقف بذريعة الدفاع عن النفس والحاجة الامنية .
 
النكبة والنكسة الفلسطينيتين، ليستا الكارثتين والمصيبتين الوحيدتين اللتين صنعهما الاحتلال الصهيوني في الوطن العربي، ولم تتوقف المصائب التي صنعها الاحتلال الصهيوني على احتلال الاراضي العربية، والحروب التي شنّها ضد الدول والشعوب العربية، لكن اصابعه القذرة تؤذي الاوضاع الداخلية في العديد من الدول العربية، بعد ان وجد الفرص المواتية لممارسة هواياته التخريبية والتدميرية في الساحة العربية .
 
اهداف العدو الصهيوني دائمة وعميقة ومتجددة باستمرار وبعيدة المدى، لا ترتبط بمعاهدات ولا اتفاقيات من اي نوع ومع اي طرف، ان تحقيق الامن والاستقرار بالنسبة له، يتحقق فقط ما دامت الدول والشعوب العربية تعوم بالفوضى وتعاني الضعف والفقر والمديونية العالية ولا تملك الوقت والمقومات اللازمة للتفرغ لمواجهته، والتعامل معه كعدو خطير يهدد الامن والمستقبل والمصير العربي .
 
اكثر ما يعني العدو الصهيوني، ان يفقد كل مواطن عربي وكل دولة عربية عنصر الحماية الذاتية، والقدرة على الحركة بحرية، وان تبقى يد الاحتلال هي الطولى القادرة على الوصول وضرب وتدمير اي هدف عربي يعتقد الاحتلال انه قد يشكل خطرا عليه آنيا او مستقبلا، على مستوى الافراد والمنظمات وعلى مستوى الدول.
 
ما فعله ويفعله الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة ضد الارض والشعب الفلسطيني، يجب ان يستفز ويستنهض ضمائر العالم قاطبة وقواه الحية، وقوى الحرية والعدالة فيه، لكن ما يجري اغلاق للعيون وتقفيل على الضمائر، وارخاء لرسن الاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم وارهاب الدولة المنظم .