عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jan-2020

مستوى عال في نظر نفسه - الون فوكس

 

يديعوت أحرونوت
 
بنيامين نتنياهو يحتاج إلى الوقت. فليست الحصانة هي التي طلبها، وعلى أي حال لن يحصل عليها حتى نيسان، هذا اذا كان سيحصل، إلا على زمن لاستنفاد فرصة التسوية القضائية.
يحتمل ان يكون يؤمن بنظرية الفوضى والتي بموجبها يكون تغييرا صغيرا في أحد العناصر يؤدي بجهاز حساس لان يتصرف بشكل مختلف تماما، ويحتمل أن يكون لديه إيمان اسطوري بقوته على أن ينجح حيثما فشل مرتين في الانتخابات. وهو بالتأكيد يتصرف هكذا، ولكن التوجه الى الانتخابات ينطوي على امكانية الخسارة، ومعها فقدان الذخر التفاوضي الوحيد الذي لديه حينما يأتي للبحث في الصفقة: مكانة رئس الوزراء. في حالة تقديمه إلى المحاكمة وفي غياب الحصانة وفقرة التغلب ومكانة رئيس الوزراء، فان الدفاع عنه في المحاكمة سيكلف ملايين الدولارات وفي نهايته يحتمل أن يدان ويحبس ويرى العالم من الخارج بعد خمس سنوات في سن الـ 75.
ان من يطلب الحصانة حقا، مهما كانت دوافعه، وهو يعرف انه لا توجد أغلبية للحصانة في الكنيست الحالية ويعول على تلك التي تنتخب في آذار، لا يخرج في هجمات، تشفيرات وتهديدات منفلتة العقال ضد جدعون ساعر والنواب الذين أيدوه. فكل يد ستقرر في الكنيست القادمة. وهو يعرف ان افيغدور ليبرمان منع مرتين حكومة حصانة، والان، بعد أن رفعت ثلاث لوائح اتهام، فلن تكون اي حكومة حصانة. فإما تسوية قضائية وإما محاكمة. لا توجد امكانية ثالثة.
كما أن نتنياهو يعرف جيدا بان الاستعراض العابث الذي يسمى “مستوى آخر” لن يقف الى جانبه في الاشهر القادمة. فبوتين نقل بطاريات اس 400 الى سورية، وهو يسمح لإيران بحرية عمل ويقيد إسرائيل في نشاطها، وترامب تملص مرتين من اللقاء معه وهو غير سعيد، على اقل تقدير، من محاولات نتنياهو تسريع المواجهة مع إيران. لقد نفى وزير الخارجية بومبيو علنا ادعاء نتنياهو وكأنه تحدث معه عن ضم اجزاء من يهودا والسامرة. والرئيس الفرنسي ماكرون، رئيس الوزراء البريطاني جونسون والمستشارة الالمانية ميركل لم يسمحوا له بالحضور بلا دعوة إلى مؤتمر الناتو.
يخدع نتنياهو نفسه ويخدع مؤيديه بقصة ملفقة وموهومة عن مؤامرة كبيرة ضده. هو الذي كان عمليا قد نسجها ضدهم وضد سيادتهم. وهذا لا يتمثل فقط في “الدولة هي أنا” للويس الرابع عشر، بل ان هذا هو “الشعب هو أنا، وانا هو الشعب”، والشعب وحده هو الذي يقرر. وهو لم يهرب من العدالة بل يطلب الدفاع ضد انعدام العدالة الذي تسعى النخب لان تحيقه به. رئيس وزراء رائع وقع ضحية لحملة حقيرة ضده يسعى زعما وعلنا للحصول على حصانة ضد “انقلاب سلطوي” بخلاف “ارادة الشعب”، الذي لم ينتخبه مرتين، ضد وحش الموظفية والنيابة العامة المسمى “الدولة العميقة” و”انعام النية الطيبة” في لوائح الاتهام. هذه هي القصة تجاه الخارج، ويحتمل ان يكون هو نفسه يؤمن بها. ولكنه لا يطلب الحصانة لانه “لم يكن شيء” ورغم أن “ماذا؟ ما القصة؟”. انه ببساطة بحاجة يائسة الى الوقت.
نتنياهو هو بالفعل زعيم مميز: رئيس الوزراء الأول في تاريخ الديمقراطيات الذي شن حربا على دولته، على مؤسساتها، سياقاتها، حماة الحمى فيها، الجهاز القضائي، الشرطة، الإعلام، الديمقراطية كلها. هذا لا يفعله من يسعى لان يقف على رأس الدولة بل من يفهم بان هذا قد انتهى.