عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Mar-2020

انتصار الفساد

 

هآرتس
 
أسرة التحرير
 
تفيد نتائج العينات التلفزيونية الثلاثة التي نشرت أول من أمس الى انتصار ساحق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – وهزيمة نكراء لازرق ابيض برئاسة رئيس الاركان الاسبق بيني غانتس، ولكل معسكر الوسط – اليسار. وحسب نتائج العينات، فان لليكود تفوق 3 – 5 مقاعد على أزرق أبيض، وكتلة اليمين تبلغ 60 مقعدا.
ولكن ليس فقط معسكر الوسط – اليسار خسر أول من أمس. فانتصار المتهم نتنياهو هو هزيمة لسلطة القانون ولكل مواطن اسرائيلي يريد أن يعيش في دولة قانون ديمقراطية. دولة لا يوجد فيها أي مواطن فوق القانون. هذا يوم اسود لكل من سعى لأن يضع خلفه كابوس سنوات حكم نتنياهو، الذي تميز بالتحريض، بشق الصفوف وبالعنصرية.
ليس كمثل الجولتين الانتخابيتين السابقتين، للانتخابات للكنيست التي كانت أول من أمس، للمرة الثالثة في غضون سنة تنافس نتنياهو بينما هو متهم بالرشوة، الاحتيال وخيانة الثقة في ملف 1000، 2000 و 4000. بمعنى أن ملايين الاسرائيليين صوتوا في صالح مرشح متهم بالجنائي. وعليه، فينبغي أن نرى في الانتخابات التي كانت تصويت حجب ثقة بجهاز القضاء، بالشرطة، بالنيابة العامة وبالمستشار القانوني للحكومة.
يدور الحديث عن وضع غير مسبوق. فقد قررت المحكمة المركزية في القدس بدء محاكمة نتنياهو في 17 اذار(مارس)، بعد اسبوعين من اليوم (أمس). وبعد أن سحب طلب الحصانة التي تقدم بها للكنيست، لا يمكن لنتنياهو أن يطلب مرة اخرى الحصانة في وجه تقديمه الى المحاكمة في هذه الملفات. وتفيد التجربة بأن المهمة الأولى التي سيسعى اليها نتنياهو هي وقف الاجراء القضائي في شأنه. شركاؤه الطبيعيون، احزاب اليمين والمتدينون، المعنيون بتغيير ميزان القوى بين السلطات الثلاثة، بلجم محكمة العدل العليا وبإلغاء استقلالية وقوة المستشار القانوني للحكومة، لن يوقفوه. بل العكس من شبه المؤكد انهم سيتعاونون مع كل مناورة قانونية – سياسية يطلبها منهم نتنياهو، بما في ذلك تشريع فقرة التغلب التي تمنع المحكمة العليا من امكانية شطب قوانين غير دستورية. والمعنى هو أن دولة اسرائيل تسير نحو منزلق منحدر جدا.
يدور الحديث عن مشروع يخرج عن مجرد حماية رئيس وزراء متهم بالجنائي. فاليمين في اسرائيل معني بما وصفه أول من أمس رئيس يمينا نفتالي بينيت، بـ “حكومة سيادة”. حكومة تضم المناطق رغم القانون الدولي، تسلب اراضي فلسطينية وتقيم نظام ابرتهايد بكل معنى الكلمة. لهذا السبب محظور أن نرى في جملة الظروف موضوعا مصادفا – من أجل تنفيذ سياسة فاسدة مطلوب رئيس وزراء فاسد.
والآن ستتجه معظم جهود نتنياهو لإيجاد “فارين” من المعسكر المضاد، كي ينتقلوا الى معسكره، وهكذا يسمحوا له بتشكيل حكومة. ينبغي الامل بأن أيا منهم لن يغرى بعمل ذلك، والا فستتفكك دولة اسرائيل عمليا من كل قيمها.