عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Jun-2020

الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال هو فرس الرهان - أ.د. أمين المشاقبة
 
الدستور - مهما كانت المواقف، فإن اسرائيل ستنفذ عملية الضم الجزئي في مطلع هذا الشهر، رئيس الوزراء الاسرائيلي يسابق الزمن لفرض واقع جديد على الارض وتسجيل اسمه في تاريخ الحركة الصهيونية بأنه خادم المعبد، اسرائيل اليوم غير مهتمة بأي دولة وبأي موقف، لديها اجندة ومخطط قيد التنفيذ وبدعم امريكي معلن وديفيد فريدمان السفير الامريكي لدى اسرائيل هو مستوطن ويقطن في مستوطنة ومتطرف صهيوني اكثر من من المتطرفين انفسهم ومتحمس جدا لمبدأ الضم الكامل لأجزاء من الضفة الغربية وغور الاردن، ويعلن ذلك على الملأ، ويرى اسرائيلاً انه تم ضم القدس، ولم يحرك العرب ساكنا غير الخطابات، فكيف عنما يكون التطبيع متسارعا مع العديد من الانظمة السياسية في الوطن العربي؟
 
وهناك احتلال اسرائيلي جاثم على الارض والإنسان غير مكلف لاسرائيل، فهي تستغل المياه والكهرباء وتدفع السكان تحت الاحتلال الضرائب، وتقيّد حركتهم وعمالة رخيصة بالالاف في المستوطنات وغيرها وخسارة اسرائيل من تطبيق الاحتلال قليلة، وسلطة وطنية خاضعة تماما حتى بالتنسيق الامني وغيره، وجذوة الانتفاضه غير متوفرة لدى السكان فلا شيء يخيفها لو طبقت قرار الضم الجزئي في هذه المرحلة، وهيمنة اقتصادية تماما اذ أن المناطق المحتلة هي اسواق تجارية مغلقة للدولة العبرية.
 
واسرائيل مستفيدة حاليا من هذه الاسواق، اذ تم دمج الاقتصاد الفلسطيني بالاسرائيلي منذ زمن طويل، ومن هنا فإن اسرائيل لا تخشى الفلسطينيين ومن ورائهم العرب، وعليه فهي ماضية في تنفيذ عملية الضم دون خوف او وجل، فهي لا تعرف الا مبدأ القوة في العلاقة مع غيرها، أن ما يثني اسرائيل عن افعالها هو حالة من التصدي الشعبي، انتفاضة داخلية جديدة تهز اركان قوة الاحتلال وتخلخل بنيته وتثير الرأي العام العالمي تجاه الصلف الاسرائيلي والعناد ومخالفتها للقانون الدولي في التعامل مع الاراضي المحتلة، اذا لم يثُر وينتفض المواطن تحت الاحتلال مثلما حصل في الانتفاضة الاولى والثانية ويبرهن أنه حجر الرحى ويثبت على ارض الواقع انه الاقوى فإن اسرائيل ستبقى ممعِنة في غيها وطغيانها.
 
إن العقل اليهودي لا يعرف الا لغة القوة، لم تجدِ معه اتفاقيات اوسلو الساقطة حكما، فبالتالي الشعب هو فرس الرهان في هذه المرحلة وأي مرحلة قادمة.