عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Oct-2024

‏سيناريو قتل إسرائيل لنصر الله مقلوبا‏

 الغد-جوناثان كوك* - (كونسورتيوم نيوز) 2/10/2024

ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
 
‏ماذا لو كان نتنياهو‏‏؟ ‏‏يكتب جوناثان كوك تقريرًا ساخرًا، يحاكي فيه كيفية تعامل وسائل الإعلام الغربية مع مقتل زعيم حزب الله منذ وقت طويل حسن نصر الله.. ‏
 
 
‏‏‏يدّعي صحفيو الغرب أنهم ينقلون الأخبار بموضوعية ونزاهة. وإذا كانوا يفعلون ذلك حقاً، فهذا ما قد تبدو عليه تغطية اغتيال نتنياهو...‏
عنوان رئيسي: مقتل بنيامين نتنياهو بعد هجوم واسع على تل أبيب‏
‏- وكالات ‏
‏تل أبيب، 27 أيلول (سبتمبر) - قتل بنيامين نتنياهو، رجل إسرائيل القوي منذ فترة طويلة، في غارة جوية على أكبر مدينة في إسرائيل يوم الاثنين باستخدام قنابل قوية خارقة للتحصينات.‏
‏وأكدت جماعة "حزب الله" اللبنانية أن الغارة جاءت رداً على سلسلة من الهجمات التي شنتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.‏
ووفقًا للتقارير، تعقب "حزب الله" نتنياهو إلى غرفة حرب تحت الأرض في مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في وسط تل أبيب. ومن هذا الموقع كان يدير الهجمات التي قتلت مئات الأشخاص في لبنان خلال الأسبوعين الماضيين، بمن فيهم العديد من النساء والأطفال.‏
‏ويُعتقد أن حفنة من الجنرالات لقوا حتفهم في الانفجار إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي المثير للجدل.‏
‏ووصف محللون عملية "حزب الله" المخطط لها بعناية بأنها خطوة جريئة من المرجح أن تشكل انتكاسة عسكرية شديدة لإسرائيل.‏
وتكافح خدمات الطوارئ للتعامل مع ستة انفجارات ضخمة هزت الوزارة في هاكيريا والعديد من المباني المجاورة يوم الاثنين.‏ وقد ‏تم تدمير مركز أزريلي للتسوق، بجوار هاكيريا بالكامل. وقُتل نحو 284 شخصًا، وفقًا لتقارير مبكرة من وزارة الصحة الإسرائيلية التي تسيطر عليها الصهيونية. ولم تتمكن وكالات الأنباء من التحقق بشكل مستقل من الأرقام.‏
‏لكن توقيت الهجوم، في منتصف الصباح، يعني أنه من المحتمل أن يكون مئات عدة من المتسوقين ما يزالون محاصرين تحت الأنقاض. وقد لا يكون عدد القتلى النهائي واضحًا لأيام -أو حتى أسابيع.‏
‏وقال خبراء في شؤون الشرق الأوسط إن هناك مخاوف من أن تؤدي ضربة "حزب الله" إلى زيادة التوترات في المنطقة وأن تؤدي إلى تصعيد في القتال.‏
‏وكانت سلسلة من التحركات القاتلة التي قام بها "حزب الله" خلال الأيام الأخيرة قد أثارت الارتباك بين كبار الكوادر في الجيش الإسرائيلي، وهو وكيل للولايات المتحدة تصنفه حكومات الشرق الأوسط منظمة إرهابية.‏
وفي واحدة من أكثر العمليات تطورًا، يُعتقد أن حزب الله كان وراء تفخيخ مئات السيارات التي يستخدمها جنود الجيش الإسرائيلي. وقد قُتل العشرات وجرح آلاف آخرون بينما كانوا يقودون سياراتهم على الطرق الإسرائيلية. وكان المارة وأفراد الأسر من بين القتلى أيضًا.‏
‏ويبدو أن "حزب الله" تمكن من زرع أجهزة التفجير داخل محركات السيارة بعد اختراقه سلاسل التوريد الدولية. وتم استيراد السيارات من تايوان، لكنّ مصدرها شركة غامضة تعمل خارج الكويت.‏
وتعهد بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي وزعيم الحزب الصهيوني الديني الفاشي المعلن ذاتيا، بأن يمطر لبنان بـ"انتقام توراتي".‏ و‏سموتريتش هو من بين المتنافسين الرئيسيين للحلول محل نتنياهو.‏
‏وقال مسؤولون في بيروت إن "حزب الله" سيواصل هجماته على إسرائيل حتى يتم "القضاء التام على الجيش الإسرائيلي".‏
‏وقال متحدث باسم الحزب: ‏"ينفذ الجيش الإسرائيلي هجمات إرهابية منذ عقود، بما في ذلك ما أعلنته ’محكمة العدل الدولية‘ إبادة جماعية ’معقولة‘ في غزة. إن إسرائيل هي العمود الفقري لشبكة الإرهاب العالمي التي تمولها الولايات المتحدة".‏
وأضاف المسؤول: ‏"لقد فشلت مؤسسات مثل الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا في محاسبة إسرائيل بشكل هادف على التهديد الذي تشكله على المنطقة. لا يمكن ضمان السلام إلا بفرض ثمن باهظ على القيادة الإسرائيلية. يجب أن نصعّد لوقف التصعيد".‏
‏وقالت إيران إن الهجوم على تل أبيب كان "إجراء لتحقيق العدالة"، بالنظر إلى عدد المدنيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط الذين كان نتنياهو مسؤولاً عن مقتلهم.‏
‏وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، "أنا أعمل بلا كلل" من أجل وقف إطلاق النار، لكنه أضاف أن إسرائيل والولايات المتحدة تعرقلان الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق.‏
‏وفي الأسبوع الماضي، وافقت طهران على تقديم أسلحة إضافية بقيمة 8.7 مليار دولار لـ"حزب الله"، قائلة إن له الحق في الدفاع عن نفسه من الإرهاب الإسرائيلي.‏
‏وفي الوقت نفسه، اتهم المسؤولون الإيرانيون الولايات المتحدة بتهريب الأسلحة إلى الجيش الإسرائيلي، ومساعدته في بناء شبكة هائلة من مواقع إطلاق الصواريخ وأسراب الطائرات النفاثة المقاتلة.‏
‏تنتهك الطائرات الحربية الإسرائيلية المجال الجوي اللبناني بتحليق منتظم منذ عقود، فيما يقول خبراء إنها جرائم حرب.‏ وكان "حزب الله" قد أعلن مرارًا وتكرارًا أن وقف صراعه مع إسرائيل ممكن فقط عندما تمتثل إسرائيل للقانون الدولي وتنسحب من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها بشكل غير قانوني منذ أكثر من نصف قرن.‏
‏وبالإضافة إلى ذلك، قال "حزب الله" إن على إسرائيل وقف قصفها لجنوب لبنان، الذي دفع حوالي 100.000 لبناني إلى الفرار من منازلهم خلال العام الماضي.‏
‏في حكم صدر في وقت سابق من هذا العام، خلص قضاة "محكمة العدل الدولية" إلى أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية كان عملاً عدوانياً غير قانوني ضد الشعب الفلسطيني يجب أن ينتهي فورًا. كما قدمت  المحكمة إسرائيل للمحاكمة بتهمة الإبادة الجماعية في غزة.‏
يُذكر أن نتنياهو اتهم قبل وفاته بالفساد والاحتيال. ومع ذلك، وبالنظر إلى الأنظمة القانونية والسياسية المعرضة للخطر الشديد في إسرائيل، تمكن من البقاء في السلطة والتهرب من مواجهة محاكمة مناسبة لسنوات.‏
 
‏*جوناثان كوك Jonathan Cook: صحفي بريطاني حائز على جوائز. كان مقيما في الناصرة لمدة 20 عاما. عاد إلى المملكة المتحدة في العام 2021، وهو مؤلف لثلاثة كتب عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: "الدم والدين: كشف القناع عن الدولة اليهودية" Blood and Religion: The Unmasking of the Jewish State (2006)؛ "إسرائيل وصراع الحضارات: العراق وإيران وخطة إعادة تشكيل الشرق الأوسط" Israel and the Clash of Civilisations: Iraq, Iran and the Plan to Remake the Middle East  (2008)؛ "فلسطين المتلاشية: تجارب إسرائيل في اليأس البشري" Disappearing Palestine: Israel’s Experiments in Human Despair  (2008). 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Flipping the Script on Israel’s Killing of Nasrallah