عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jul-2025

حرب غزة والتطبيع السوري، وحلف سُنّي عربي*فارس الحباشنة

 الدستور

الحرب على إيران لم تمنح إسرائيل قرار الحسم في غزة. نتنياهو في قمة النشوة التوراتية، وفي لحظة تاريخية، إذ نجح في إقناع أمريكا بخوض حرب بالنيابة عن إسرائيل. وتدخل الرئيس ترامب في توجيه ضربات جوية عسكرية إلى مفاعلات نووية إيرانية.
وفي تاريخ الصراع الإسرائيلي، أول مرة تدخل أمريكا بشكل مباشر في حروب إسرائيل مع دول الإقليم.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، سرعان ما عاد إلى السطح السؤال عن غزة وحربها، وماذا بعد؟ وما هي الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة؟ وماذا تريد حكومة أورشليم؟
نتنياهو سيزور واشنطن في 7 من الشهر الجاري، وذلك للقاء الرئيس ترامب.
وقبل الزيارة، سبقت تصريحات للرئيس ترامب، تتحدث عن موافقة إسرائيلية على وقف إطلاق النار في غزة. ويتبدّى أن ترامب ونتنياهو بحاجة إلى وقف إطلاق النار. والقرار سوف يُحسِّن من صورة ترامب أولًا.
ويُمهِّد ويُحسِّن من الصفقة الأمريكية/العربية، ومفاوضات التطبيع الإسرائيلية مع الدول العربية.
ترامب حريص على حماية نتنياهو، والتخلّي عن نتنياهو يعني قطع الطريق أمام إسرائيل في تحقيق مشروعها الكبير في الشرق الأوسط.
والتخلّي عن نتنياهو يعني نصر إيران، وهذا ما يرفضه ترامب، وحتى مجرد افتراضه أو التفكير به.
وترامب يضغط لإنهاء محاكمة نتنياهو، والتي تُشكِّل خطرًا على مستقبله السياسي.
ويسعى إلى تقديم هدية كبرى لإسرائيل، وذلك في فتح أبواب التطبيع مع دولة كسوريا. وفي ملف التطبيع السوري، فإنه بحاجة إلى غطاء، ويحاول أن يوفرهما.
وما تسرّب حول اتفاق وقف إطلاق النار مُلتبس وتدريجي غامض. وكذلك اتفاق التطبيع مع سوريا. ويبدأ بالتنسيق الأمني قبل السلام، والتطبيع قبل السلام. ويبدأ السلام دون حسم مصير الجولان المحتل.
ويُترك ملف الجولان مَركونًا دون إحراج لحكومة دمشق، للتوقيع على تنازل عن الجولان، ولا إحراج لإسرائيل في وضع مصير الجولان على طاولة التفاوض.
وما بين وقف إطلاق النار في غزة والتطبيع السوري، يبدو أن المعادلة السارية في الشرق الأوسط: حلحلة المعضلة الإيرانية.
وأن وقف إطلاق النار مع إيران مجرد تكتيك مؤقت، تمهيدًا لحرب كبرى هدفها تقويض النظام السياسي في طهران. وبين ثنايا المعادلة السارية شرق أوسطيًّا، بناء محور سُنّي عربي/طائفي ضد إيران.
وتأسيس جماعات عقائدية جهادية سُنّية لقتال إيران ومحورها في الإقليم. والحرب القادمة ضد إيران، ومعركة تقويض النظام، لن تخوضها أمريكا وإسرائيل مباشرة، وستكون حربًا بالوكالة.
وقف إطلاق النار على جبهة غزة قد يشعل جبهات أخرى، وإسرائيل تلوّح بتهديدات عسكرية على الجبهتين اليمنية واللبنانية، وعودة محتملة للحرب في لبنان. ولا أحد يضمن صمود وقف إطلاق النار، وإن كانت الحرب على غزة أشد تعقيدًا من كل الجبهات الأخرى لحروب إسرائيل. وقد يوقف إطلاق النار في غزة الحرب مؤقتًا، ولكن مصير الحرب الكبرى في الإقليم لم يبدأ بعد.