عمان- الدستور - حسام عطية - قبل وجود وسائل الإعلام والتكنولوجيا، وانتشار التلفزة والهواتف المحمولة وتضخم صناعة السينما، كان الممثل يقف على خشبة المسرح، ناسجاً عالماً كاملاً أمام المشاهدين، منطلقاً من ذاته، محدثاً تأثيراً في خيالهم وآرائهم تجاه أي موضوع، وكانت المقولة الشهيرة: «أعطني خبزاً ومسرحاً، أعطك شعباً مثقفاً» مقولةً رائجة، ولها امتدادها الواقعي في أنحاء مختلفةٍ من العالم. فكيف نشأ المسرح، وما هو تأثيره؟.

 

قرار إنشائه

 

وبدوره أعلن  مسؤول الإعلام بالهيئة العربية للمسرح غنام غنام وضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي بدورته «11» في القاهرة ، أن الدكتور سلطان القاسمي أصدر منذ فترة وجيزة قرار إنشاء معهد الفن المسرحي بالشارقة لإيمانه بـ تكاملية الفنون ، معتبراً أنه  خطوة على طريق الريادة الثقافية التى تسعى لها دولة الامارات حتى تكتمل منظومة الفن المسرحي بكافة طوائفها الفنية العملية والنظرية، واعتبر أن هذه الخطوة من الأهمية بمكان بحيث انه سيقدم  لعالم المسرح كوادر فنية مؤهلة، لديها القدرة على مسايرة العالم.

 

 الاحتفال بيوم المسرح العربي

 

ونوه غنام من فكرة تأسيس «الهيئة العربية للمسرح» التي اطلقها حاكم الشارقة الدكتور سلطان القاسمي، تم تحديد هذا الاحتفال سنويا من قبل الهيئة، بأن يكون هناك يوم خاص لمسرحنا العربي ويتم فيه تكليف احدى الشخصيات المسرحية العربية المعروفة بعطائها الابداعي، بكتابة رسالة خاصة بمناسبة هذا العيد المسرحي العربي، كما هو الحال مع تقاليد الاحتفال بيوم المسرح العالمي سنويا، وفعلا كانت الانطلاقة الاولى من الشارقة مع اول احتفال في العاشر من يناير/كانون الثاني 2008. وكانت حينها اول رسالة خاصة بهذا اليوم كتبها الفنان د. يعقوب شدراوي، من لبنان. فما الذي حوته هذه الرسالة - والرسائل الست الاخرى تباعا - من مضامين وأفكار وتوجهات وأهداف ونتائج؟ تسعى هذه القراءة للكشف عنها.

وقال المسرح إعادة إنتاج للعالم والذات والخيال والأحداث والمشاعر والانفعالات والجنون والثورة والسخرية، فيما يلقب المسرح بـ»أبو الفنون» وهو أول مرآة فنية مكثفة، أمكن لها أن تكشف عن بعض مكنونات الإنسان، أي إن قوة المسرح وأهميته تكمن في قدرته على توظيف كل شيء، وأي شيء، في مساحة محدودة من المكان والزمان، وهو فن لم يندثر إلى اليوم، ولا تزال مهرجانات المسرح تنتشر في معظم دول العالم، متناولة معظم ما تشاء من هذه القضايا، كما أن جانب الجمال في رؤية الإنسان كيف أنه يعمل ضد نفسه، أو يهدمها ويعيد بناءها، أو يفكك واقعه ويعيد إنتاجه بالخيال والمشاعر، كلها قدرات وحالات يدعمها المسرح، الذي يخرج ممثلوه من خلف الكواليس، إلى خشبة مسرح فارغة سوى من النور، لينسجوا أمام أعين المشاهدين عالماً كاملاً، كأنه نتج فجأة من الفراغ، ويحتمل الكثير من المفاجآت والجرأة والحب والشر والخير والجنون.

ونوه غنام في تصريحات صحفية، بانه بالتعاون مع وزارة الثقافة مصر، وبحضور و مشاركة حوالي 400 مسرحي عربي يفدون إلى مصر ضمن فعاليات المهرجان، تم تقديم عدد من العروض، للمشاركة في الندوات و الورش و التحكيم، إضافة إلى حوالي 250 من الفنانين المصريين في عروض المسار الثالث يقدمون اربع عشرة مسرحية في القاهرة و الفيوم و الاسماعيلية و الاسكندرية، و بهمة مئات العاملين من كوادر وزارة الثقافة الذين يعملون على إنجاح المهرجان.

ونوه السيد بيتر بايلو المدير العام لمعهد الفن المسرحي بالشارقة فى المؤتمر الصحفي الذي عقد ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي  في القاهرة «أنه سيتم العمل في المعهد بدءا من سبتمبر القادم، وأنهم بصدد إنهاء موقع على الانترنت يشمل كافة التفاصيل الخاصة بالمعهد و نظام التدريس فيه «، وأن الدراسة باللغة الإنجليزية لمدة 4 سنوات تتضمن 30 ساعة تدريبية فى الأسبوع يحصل الطالب بموجبها على شهادة البكالوريوس، إضافة إلى وجود مسرحين يحوي كل منهما  400 كرسي، أحدهما مفتوح يحوي 120 كرسيا وآخر دائري يجلس فيه الجمهور من جميع جوانبه.

و فى إجابته حول طريقة التدريس و الإستراتيجية المتبعة قال  بيتر إن المعهد يحوي ثلاثة أقسام رئيسة هى التمثيل والإنتاج وإدارة المسارح، وأن المعهد يلتزم بالمعايير العالمية من خلال خطة تقوم على تغليب الجانب العملي على النظري و تأهيل الطلاب لمواكبة سوق العمل وإكسابهم مزيداً من الخبرات الفنية والحياتية.

وذكر أنهم يهتمون بميول الطلاب و يخصصون فصولا إضافية فى ما يسمى بالمختبر المسرحى  الذي يجتمع فيه طلاب كافة الأقسام لتبادل الخبرات والتواصل من اجل الإلمام بكافة تفاصيل المنظومة الفنية.

وقالت مديرة الإنتاج بالمعهد جاكلين جورج  أن  المواد الدراسية بالمعهد خاضعة لنظام التدريس بدولة الامارات و متوافقة مع المعايير العالمية وعلى الدارسين الذين يريدون الإلتحاق بالمعهد اجتياز شرط اللغة الانجليزية بحد أدنى 6.5 درجة.