عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2019

التعلم النقال - نسرين يوسف قراقيش
 
الدستور - أينما كنا ؛ جالسين بالبيت أم نسير بطرقات مختلفة على قارعة طريق أم على مقاعد العمل ، ففي ضيق ما نحن فيه من مساحة أماكن الا أننا وبكل قوة نستطيع الذهاب والتجول في جميع أرجاء العالم كله محققين شتى ما نريد، ونسعى لتحقيقه بأبسط الادوات بين أيدينا من تكنولوجيا وفرها لنا عصرنا الحالي.
         في السابق لم يكن بوسعنا التنقل بهذا الاتساع كما هو الآن ، انطلاقة جديدة من عالم التكنولوجيا في الآونة الاخيرة  تسمى التعلم النقال ، تخيل لو أخبرت أحدهم في عصر سابق عن تواجد مثل هذه الاجهزة الصغيرة والتنقل بها حول العالم بضغطة زر وببضعة ثواني لنكون مطلعين على أحدث الأخبار ومتواصلين بها صوتا وصورة مع أشخاص يبعدون كل البعد عنا أو حتى ارسال رسالة بأقل وقت وجهد وتكاليف ، و لو قلت سابقا لشخص أنك تستطيع متابعة أحداث الطقس وقراءة الصحف والأخبار والموضة وكل ما يخص الحياة وما يجذب انتباه الصغير والكبير عن طريق جهاز صغير فلن يصدق هذا الواقع الذي نحن بصدده الآن نتعامل معه يوميا بشتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية  .
اليوم وبكل بساطة نقلنا لقرن يسمى بقرن التكنولوجيا الحديثة للعصروفتح أبواب جديدة للعمل لم تكن مسبقا موجودة على جميع الأصعدة التجارية والاقتصادية وغيرها، فلو أمعننا النظر حول ما كان سابقا وما أصبح عليه مجتمعنا الحالي لنجد فيه فروقا جوهرية في هذا المجال، ولن نندهش لو شاهدنا في الأيام المقبلة أن الحياة كلها قائمة التكنولوجية ، ما رأيك أن كل شيء حولك بالغرفة يعمل بضغط زر فقط أو حتى بأن تنطق كلمة فتحرك بها ما تريد ويأتيك ما تريد بفعل تكنولوجيا جديدة عصرية مبتكرة هل سوف تصدق هذا، وأن تأخذ محاضراتك عن طريق مواقع خاصة للجامعة والمدرسة بل يذهب هذا النطاق ليصل الى مقابلة أصدقائك بالمنزل عن طريق الأجهزة كل هذا أصبح واقعا يتمثل أمامنا كما أصبحت الاجهزة المحمولة واقعا من عدم .
        ماذا لو أنك تحمل جهازا برقة الورقة وعند الانتهاء منه تطويه كالورقة وتضعه بجيبك في انسيابية ، أو أن يقوم الناس بأعمالهم جميعها عن طريق التواصل عن بعد ودون الخروج من المنزل ، بداية فكرة تنطلق بمشروع تغيير لمستقبل جديد مختلف ومريح للكثير وقد نخص فئة الغير قادريين على العمل والخروج من ذوي الاحتياجات الخاصة فهذه التكنولوجيا بحد ذاتها حل لكثيرمن مشكلاتهم ومن معاناتهم الاقتصادية والنفسية العائدة عليهم باجتيازهم كل الحدود الزمانية والمكانية وهذا ما أصبح يمثل واقعنا الان بكسر حاجز العجز و الخوف لهذه الفئة؛ لتصبح أكثر قوة ونهضة من السابق. 
هو كلام كان في السابق على ورق وأصبح حقيقة تتمثل أمامنا وبالنظر للجديد على كل شخص قادر على وضع انطلاقة أو فكرة جديدة أن يبدأ بها ، والفكرة هنا تأتي من شخص مبدع وكلنا مبدعون ، لندع الايام تسجل لنا عصر تطور جديد بفكرجديد نحو تطوير للأفضل وحياة رفاهية ، وبحديثنا عن التعلم النقال حل لنا الكثيرمن الأزمات ليصبح أساس التعامل والتواصل لجميع مجالات الحياة.
ومن المتوقع بالجيل الجديد أن نشاهد مستقبلا يحمل في طياته عنوانا جديدا لتكنولوجيا مختلفة بالحياة داعما وراءه كل الأصعدة، ليجعل من الحياة عنوان أسهل ليصل نحو تقدم مزدهر بالعلم والعمل والمعرفة. ومن المؤكد لنظرة التقدم ووجودها فلو نظرنا للتعلم الحالي بالتكنولوجيا « التعلم النقال « وما فيه من فوائد عديدة لا تحصى بالتعليم من توفير الوقت والجهد والتكلفة لكل الاطراف معلمين ومتعلمين اضافة لفاعليته في العملية التعليمية واتاحة حرية للأطراف بالمرونة بعكس ما كان عليه سابقا وظهور تطبيقات تعليمية جديدة مميزة وذات قيمة. 
وعليه لا ننسى أن نشير إلى الثورة التكنولوجية والتي أثرت بشكل كبير وجاءت كسرعة الضوء تدخل أينما كانت لتشكل جزءا لا يتجزء من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية محققين بها ما نشاء ومنطلقين نحو الافضل ولا يزال بمقدورنا أن نطورها بروح وعزيمة أبنائنا لإصدارات مبتكرة.